الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن بحرُ العَرَب

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

بحرُ العَرَب الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا

يُشَكِّلُ بحرُ العربِ الجزءَ الشماليَّ الغربي من المحيط الهنديِّ حيث يَمَتدُّ بين شِبْهِ القارةِ الهنديةِ من الشرق وشبهِ الجزيرةِ العربيةِ وأفريقيا من الغرب.

تَحُدُّه باكستانُ وإيرانُ من الشمال، وحدُّه الجنوبيُّ عبارةٌ عن خطٍّ وهميٍّ يمتَدُّ 2900 كم تقريباً من الرأس الجنوبيِّ للهند إلى راسِ عسيرَ بالصومال في شرقِ إفريقيا.

ويرتَبطُ بحرُ العربِ بالخليجِ العربيِّ بواسطةِ خليجِ عُمَانَ كما يرتبط بالبحرِ الأحمر بواسطةِ خليجِ عَدَنَ.

 

وأهمُّ جُزرِ بحرِ العربِ هي جزرُ لاكشادويب الواقعةُ غربَ جنوبِ الهَندِ وجزيرةُ سُوقَطرةَ اليَمنيّةَ الواقعةَ شرقَ رأس ِ عَسِير.

وأهم الأنهارِ التي تَصُب في بحر العرب هي نهر السِّندِ ونهرُ نَرمادا. وتُعدُّ بومبايُ في الهند وكراتشـي في الباكستان من أكبرِ موانئ البحر.

ويُعدُّ بحرُ العرب من أكثر البحار غير المُغْلقةِ ملوحةً. ويبلغُ مُعدّلُ عُمْقِ البَحْر من 4000 إلى 5000 متر.

 

وربَّما سُمِّيَ بحرُ العرب بهذا الاسم نتيجةً لنشاط الملاحين العرب الذين كانوا يَجُوبُونَ مياهَهُ بنشاطٍ في الملاحة والتجارةِ والصيدِ بصورةٍ أكبرَ من بقيَّةِ الشعوبِ الأُخْرى المُطِلَّة على بحر العرب.

فقد كانت السفُنُ العربيةُ التجاريةُ تَمْخرُ عُبابَ هذا البحرِ بعدَ انطلاقِها من موانئَ الخليجِ العربيِّ والجزيرةِ العربيةِ وهي في طريقه إلى الأقطارِ الآسيوية الأفريقية.

وفي العصورِ القديمة كان التجارُ يبْحرُون من البحر الأحمر عَبْر بحر العرب للتجارة مع أهالي الهندِ.

 

وفيما بعد اتَّبعَت التجارة بين أوروبا والهندِ الخطوطَ البريةَ عبْرَ الشـرقِ الأوسط، ولكنْ بعد رحلاتِ البرتغاليين الاستكشافيةِ واكتشافِ الخطِّ البحري حول أفريقيا أصبح الاتصالُ بين أوروبا والهندِ يَتِمّ عبرَ المحيطِ الهندي.

ولكنَّ حَفرَ قناةِ السويس التي رَبطَت بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، مُختصِـرةً بذلك الطريقَ بين الأقطارِ الأوروبية والدول الشـرقية، جَعَلتْ بحرَ العربِ يستعيد أهميته كطريقٍ رئيسـي للتجارةِ العالميةِ.

وإذا علمنَا أنَّ رياحاً وأعاصيرَ عَاتِيةً تَهُبُّ من المحيط الهنديِّ سنوياً على بحر العرب خَلالَ أشْهرِ مايو، ويونيو ويوليو مُسبِّبةً غَرَقَ العديد من السفنِ والمراكبِ التي تَبْحرُ عُبابَ هذا البحر لأدركنا مدى المَهَارةِ التي كان يتمتَّعُ بها الملاحون العربُ الذين كانوا يجوبون مياهَ هذا البحر المضطربِ بسفنِهم الشـراعيةِ وبأدواتِ الملاحةِ البسيطةِ التي كانوا يستخدمُونَها.

 

 وقد ازدادت أهميةُ بحر العربِ الاستراتيجيةِ حالياً مع اكتشافِ النِّفطِ في مِنَطقةِ الخليجِ العربي – فأصبحت ناقلات النفطِ التي تنقُلهُ (من الأقطارِ الخليجيةِ إلى الدول المستهلِكَةِ للنفط كالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية واليابان) تمُرُّ عَبْرَ بحرِ العرب.

وبحرُ العرب غَنِيٌّ بثروتِه السمكيةِ وثروتِه المعدنية، إلاّ أنَّ الدولَ المُطلةِ عليه لم تَستَغِل هذه الثرواتِ بشكلٍ جيدٍ نتيجةً لتَخَلُّفِ أوْ بَدائيةِ طرقِ صيْدِ الأسماكِ التي يستخدمونها.

 

وفي الوقتِ نفسه نَجدُ أساطيلَ صيدِ أسماكٍ يابانيةً وكوريةً وتايوانيةً وسوفيتيةً حديثةً تجُوبُ هذا البحرِ وتحْصُلُ على خيراتِه من صيد وفير من الأسماكِ والرُّبيان.

كذلك نجدُ أنَّ ثَرَواتِ بحرِ العربِ المعدنيةِ غيرُ مُستغَلةٍ بصورةٍ جيدةٍ من قِبَلِ الدولِ المُطلةِ عليه. وإذا استمرت هذه الدولُ عاجزةً عن الاستفادةِ من خيراتِه واستثمارِها فَمِنَ المُتوقعِ أنْ تُستنزَفَ ثَروات بحرِ العرب السمكيةِ والمعدنيةِ من قبلِ الدولِ الأخرى الأكثرِ تقدُّماً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى