الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن مضيقي “البُسفور والدَّردنِيل”

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مضيق البسفور مضيق الرددنيل الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا

البُسفورُ والدردنيل مَضيقان بَحريان يًصلان بين البحر الأسودِ من ناحيةٍ وبحرِ إيجةَ و  البحرِ المتوسطِ من ناحيةٍ أخرى.

ويقعُ البسفور والدردنيل في تركيا، ويَفصلُ بينهما بحرٌ يسمَّى "مرمرةَ" وهو عبارةٌ عن مسطح مائيٍّ يصلُ طولُه 276 كم، ومساحتُه 11137 كم2، وفيه عِدةُ جُزرٍ أهمُّها: مرمرةُ في الغرب، والأمراءُ بالقربِ من اسطنبولَ.

والبسفور مَضيقٌ يصلُ بين البحرِ الأسودِ وبحرِ مَرمرةَ، وطولُه 32 كم، واتساعُه 549 متراً في أضيقِ جُزءٍ منه، ويفصلُ تركيا الأوروبيةَ عن تركيا الأسيويةَ، وتقَعُ مدينة استانبولَ على ساحِلَيْه، كما تُطلُّ على القرنِ الذهبيِّ المُسمَّى ذِراعَ البسفور.

 

أما الدردنيل فهو مضيقُ طولهُ 64 كم أي ضعفُ طولِ البسفور، كما أنه أكثرُ اتساعاً منه، حيث يصلُ اتساعُ الدردنيلِ ما بين 1.5 كم إلى 6كم، واسمُه القديمُ باليونانيةِ "هلسبونتوس" وهو يصلُ بين بحرِ إيجةَ وبحرِ مرمرةَ.

وللمضايق أهميتُها بالنسبةِ للاتحادِ السوفيتيِّ السابق ورومانيا وبلغاريا، حيث تصلُ موانئهَا بالبحرِ المتوسطِ والدولِ المُطلةِ عليه.

وفي عهد الإمبراطوريتين البيزنطية والعثمانية كانت للمضايق أهميةٌ جوهريةٌ في الدفاعِ عن القسطنطينيةِ، وبتَدَهْورِ تركيا أصبحَ وضْعُ مَضيقَيْ البسفورِ والدردنيلِ مشكلةً دوليةً.

 

ففي عام 1841 اتفقت الدولُ الكُبرَى على إغلاقِ المضايقِ في وجهِ جميع السفنِ الحربيةِ في وقت السلمِ، باستثناءِ السفنِ التركيةِ، وأكد مؤتمرُ باريسَ 1856 م هذه الاتفاقيةَ.

وفي الحرب ِ العالميةِ الأولَى فَشِلَت حملةُ جاليبولي التي دَبَرها الخلفاءُ لاختراقِ المضايقِ بالقوةِ، ولكنْ بعدَ انهيار تركيا مرّ أسطولٌ للحلفاء في نوفمبر 1918 م بالمضايقِ، واحتلَّ القسطنطينيةَ.

وقَضت معاهدةُ "سيفر" في سنة 1920م بتدويلِ منطقةِ المضايقِ، ولكنَّ مؤتمرَ "لوزان" سنة 1923 م أعادَها لتركيا بشـرطِ عدمِ تسلميِها، وفي سنةِ 1936م سَمَحت اتفاقيةُ "مونتريه" لتركيا بتحصينِها.

 

لقد أصابَ تركيا الكثيرُ من المتاعِب لسيطرتِها على هذه المضايقِ، كما أنها ظَفِرت بالكثير من الأهميةِ الدوليةِ بحُكمِ موقِعها، وقد حالَ وقوفُ تركيبا على الحيادِ في الحربِ العالميةِ الثانيةِ دونَ مرورِ سفنِ الاتحادِ السوفيتي السابق وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وبريطانيا

وقد طالبت روسيا في "بوتسدام" بعد ازديادِ قوتِها واهتمامِها بمضيق البُسفورِ وبمضيقِ الدردنيلِ بإعادةِ النظَرِ في نصوصِ اتفاقيةِ "مونتريه"، وقَدمَّت اقتراحاتٍ تُمكِّنُها من الاشتراكِ في الدفاعِ عن المضيقين مع تركيا، وتَسمحُ للسفنِ الحربيةِ لدولِ البحرِ الأسودِ بالمرورِ فيهما، ولكنَّ كلَّها هذه المطالبِ رُفِضَت.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى