شخصيّات

نبذة عن حياة السياسي”أتوف بسمارك”

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أتوف بسمارك شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

أتوف بسمارك سياسيُّ ألمانيُّ من أسرة عريقةٍ، درسَ في جوتنجن وبرلين، وبعد تَولّيهِ بعضَ المناصبِ القضائيةِ والإداريةِ الصغيرةِ. 

انتُخِبَ في البرلمان البروسي، فقاومَ فيه حركةَ الأحرارِ، وأيَّدَ تَوْحيدَ ألمانيا بزعامةِ بروسيا، ودافعَ عن امتيازات طبقتِه الاجتماعيةِ المعروفةِ بكبار الملاكِ التي كانت تَمتلكُ أراضٍ زراعيةً شاسعةً.

اكتسبَ بسماركُ خِبرةً سياسيةً وبصيرةً خلالَ تولِّيه منصبَ سفيرٍ لبلادهِ في روسيا، وباريس.

وعَيَّنه وليمُ الأول رئيسا للوزارة عام 1862، وذلك لعمل إصلاحاتٍ مطلوبةِ، وتوفيرِ المالِ اللازمِ للدولةِ، بعد أنْ حدَثَ نزاعٌ بين الملك والبرلمان بسبب الضرائبِ التي فُرِضت على الناسِ.

 

كان بسماركُ لا يؤُمنُ بالديمقراطية بل كان يَسْخَرُ من أصحابِها، ويرفضُ الحياةَ الدستوريةَ، ويُردِّدُ "أنَّ الأممَ لم ترتقِ بنفسها، ولكنها ارتقت بهمَّةِ ملوكِها".

فَفَرض الضـرائبَ دون الرجوعِ إلى البرلمانِ وقيَّدَ حريةَ الصحافةِ، وأدَّى ذلك إلى استقالة عددِ من الضباطِ والموظفين الحكوميين احتجاجاً على هذه السياسةِ.

ولم يَهتم بسماركُ بهذا، بل استمرَّ في إصلاحاتِه وسياستِه وبناءِ جيشهِ القويِّ.

وبدأ العملَ على تحقيق الاتحادِ مستفيدا من القوة العسكريةِ للجيشِ البروسي في مواجهةِ أعداءِ الاتحادِ وهما النمسا وفرنسا، وخاضَت بروسيا من أجل ذلك ثلاثةَ حروبٍ انتصـرت فيها جميعاً.

 

فكانت الأولَى ضِدّ الدانمرك سنة 1864، حيثُ استطاعَ هزيمتَها واقتِطاعِ أجزاءٍ من أراضيها، والثانيةُ ضِد النمسا سنة 1866 حيث عمل بسمارك على عزل النمسا عن الدول الأوروبية الأخرى، ودفعها على إعلان الحرب على بروسيا وانتهت بهزيمة النمسا في معركة سادوا في 23 يوليو 1866م.

أما الثالثةُ فكانت ضد فرنسا التي حاولت منْعَ قيامِ الاتحادِ الألماني بعد انتصارِ بروسيا على النمسا. لذلك عمل بسمارك بكل قوتِه ودهائِه السياسيِّ إلى جَرِّ فرنسا للحرب حيث انتهت بهزيمة نابليونَ الثالثِ إمبراطورِ فرنسا في معركة سيدان سنة 1870 م.

 

وهكذا حقَّقَ هذا السياسيُّ الروسيُّ العنيدُ حُلمَه في هزيمة أعداءِ الاتحاد الألماني وإعلانِ وليمَ الأولِ إمبراطورا على ألمانيا المُوحدةِ في 18 يناير 1871، ولقد استمرَّ بسمارك في إدارةِ شئونِ ألمانيا الموحدةِ ثماني عشـرةَ سنة أخرى، سعَى خلالَها إلى تحقيق السلامِ حتى استطاعت ألمانيا أنْ تنموَ كدولةٍ مُوَحَّدَة.

وبعد أن تولَّى الإمبراطورُ وليمُ الثاني الحكمَ سنة 1888م، لم يَرغَب في بقاءِ بسماركَ مستشارا للإمبراطوريةِ الألمانيةِ، فأقَالَهُ بعد أنْ بلغَ الخامسةَ والسبعين من عمرهِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى