الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن مضيق “باب المندب”

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مضيق باب المندب الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا

بابُ المندبِ مضيقٌ مائي يقع جنوبَ البحر الأحمر، ويصله خليج عَدْنٍ المتصل بالمحيط الهندي. ويمتد ساحلُ اليمن شرقه ويمتد ساحل جيبوتي غربه.

يبلغ اتساعُ بابِ المندب 27 كيلومترا، وتَقْسمهُ جزيرة "بريم" قسمين: شرقي وغربي.

ويقع القسم الشـرقيُّ بين الجزيرةِ وساحلِ اليمن، واتساعه 2.7 كيلومترا، وعمقه ليس بالكبير إذْ يتراوح بين 30 و96 قدماً، وكانت تسلكه السفن الشراعية قديماً.

أما القسم الغربي فيقع بين جزيرة بريم وساحل جيبوتي، واتساعه 16.6 كيلومتر، وعمقه 1020 قدما، وتسلكه في الوقت الحاضر خطوط الملاحة العالمية رَغْم كثرةِ الشعابِ المرجانية والجزر الصغيرةِ التي تعترض طريق الملاحِة فيه. هذا إضافةً إلى ارتفاع أمواجه واضطرابِ التيارات المائية فيه.

 

ولذلك تتعرض السفن التي تمر فيه لكثير من المخاطر، ومن هنا جاءت تسميته "باب المندب" أو "بوابة الدموع" نظراً لما جاء في الأساطير القديمةِ عن الفزع والموت للبحارة العابرين إياه.

وهناك تفسيرات أخرى لهذه التسميةِ، فمن المختصين من يرى أن "المندب" هو الموضعُ الذي يَنْدِبُ فيه الناس الموتى، وهذا مرتبط بعبور الأحباشِ إلى اليمن وما ترتب على ذلك من حدوث معركة بينهم وبين ذى نُواس.

ويرى آخرون أن "المندب" اسم لساحل مقابلٍ لزَبيد في اليمن حيث يوجد جبل نَدَبَ بعضُ الملوك إليه الرجالَ ليقوموا بتسويته، والنّدْبُ يعني الدعوة لعمل ما.

 

والبعض يرى أن اسم مندب أُطْلِقَ على ثغر في موقع الشيخ سعيد حالياً على الساحل اليمني.

ولباب المندب أهمية بالغة فهو يتحكم في طرق الملاحة العالمية الذاهبة والعائدة بين المحيط الهندي والبحر المتوسط مرورا  بالبحر الأحمر وقناة السويس، وقد زادت أهميته منذ افتتاح قناة السويس عام 1869.

فالبحر الأحمر شريان ملاحي عالمي اختصر نصف المسافة من بومباي في الهند إلى لندن في بريطانيا إذا ما قورن بالطريق الملاحي حول أفريقيا.

 

ولذلك كانت الدول الأوروبية بِعَامة، وإنجلترا وفرنسا بخاصة، تتسابق ليكونَ لها مركزٌ في البر تستطيع منه التحكمَ في باب المندبِ، ومن أجل هذه احتلت بريطانيا جزيرة بريم عام 1799، واحتلت منطقة عدن عام 1839.

أما فرنسا فقد اشترت جزيرة "أبوك" على الساحل الصومالي مقابل باب المندب عام 1882 ليسهل عليها احتلال ميناء جيبوتي عام 1884م، وحاليا تتصارع الدول الكبرى في السبق إلى بناء تسهيلات عسكرية لها في المنطقة.

وقد كان للاتحاد السوفيتي السابق نوع من هذه التسهيلات في ميناء عدن وجزيرة بريم، وللولايات المتحدة تسهيلات أخرى في ميناء بربرة الصومالي المجاور لباب المندب.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى