العلوم الإنسانية والإجتماعية

الأمور التي يمنح بها الإنسان “الأوسمة والنّياشين” والجهة المخوّلة في تسليمها

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الأوسمة والنّياشين العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

يَشْعُرُ الإنسانُ بالعِزَّةِ والسعادةِ عنْدَما تُكرِّمُه الدولةُ مادياً أو معنوياً.

فالفردُ الذي يُقدِّمُ لبَلّدِهِ أعمالاً جليلةً وتُكرِّمُه الدولةُ بمنحِهِ مكافأةً ماليةً يَشْعُرُ بالسعادةِ لأنَّه وجد من يُقدِّر جُهدَه وعملَه.

وكذلك يَسْعَدُ مثلُ هذا الإنسانَ عندما يأتي التكريمُ عن طريقِ إعطائِهِ شهادةَ تقدير أو ميداليةً أو أي رمزٍ يُشيرُ إلى أنَّه قَدَّم لوطنِهِ أو للإنسانية جمعاءَ عملاً عظيماً. هذا التقديرُ الذي يأتي في صورةِ رمزٍ يُعَبرُ عن تقديرِ الفردِ يُسمى وساماً أو نيشاناً.

 

تُمنَحُ الأوسمةُ والنياشينُ من أجلِ مُكافَأَةِ المواطنين من عسكريينَ أو مدنيين على ما قاموا به من أعمالٍ جريئةٍ أو خدماتٍ جليلةٍ.

وهذا تقليدٌ قديمٌ من عُصورِ الفُروسيةِ، ولكنَّه بَقِي مُتَّبَعا ً حتى وقتنِا هذا. فلازالتْ إنجلترا، مثلا، تَمْنحُ أوسمةً تتصلُ بالفُروسيةِ مثل "وسام ربطة الساق" و"الحمام".

وتتفاوتُ الأوسِمَةُ تفاوتاً كبيراً من حيثُ الحجمُ أو الشكلُ أو اللونُ أو حتى القيمةُ الماديةِ، إذْ تَدْخُلُ في صياغَتِها عادةً المعادنُ النفيسةُ كالذهبِ والفضَّةِ أو البُرونز.

 

وتَتَّخِذُ أشكالاً منوعةً، ويُنْقِشُ عليها رموزٌ وتصاميمُ مُخْتَلِفَةٌ كأوراقِ البلوطِ أو أزهارِ الوردِ أو سعف النخيل، إضافةً غلى النُّجُوم أو النُّسور، وتّتَخَلَّلُها المنسوجاتُ الحريريةُ المزركشةُ المتعددةُ الأشكالِ والألوان.

والأوسِمَةُ قد تكونُ مَدَنِيَّةً، أو عسكريةً يَخْتصُ بها أفرادُ القواتِ المسلحةِ لأعمالٍ متصلةٍ بالخدمةِ العسكريةِ.

وتُمنَحُ الأوسِمَةُ عادةً إلى مُستحقيها في المُناسباتِ الرسميةِ، كحفلاتِ التتويجِ الملكيةِ أو تنصيب رئيسِ الجُمْهُوريَّةِ أو الأعيادِ الوطنيَّةِ.

 

وذَلكَ تكريماً لهم، إمّا لاشتراكم في المعاركِ الحربيةِ أو لتقديمِهم خدماتٍ إنسانيةٍ جليلةٍ، كإنقاذ غريقٍ أشرفَ على الموتِ، أو إطفاءِ حريقٍ مُدّمِّر، أو أختراعِ عَقَّار جديد، أو إجراءِ بحثٍ علمي قد يَعودُ على الإنسانيةِ بالفوائدِ الجمةِ، أو للتفوقِ في رياضةٍ مُحَبَّبةٍ.

ويُفْتَرضُ في صاحبِ الوسامِ بَعْدَ ذلك أنْ يَتَقلَّدَ وِسامَه لدى حضورهِ المناسباتِ الرسميةِ أو الأعيادَ الوطنيةِ والاحتفالاتِ الدينية أو الشعبية. ولا شك أنَّه بذلك يَشْعُرُ بزهو وسرور وفخار. هذا وتُحْمَلُ الأوسمةُ حولَ العُنقِ أو على الصدرِ.

أما الجهة التي تَمْنَحُ الأَوسِمَةَ فهي إما مَلِكٌ جالسٌ على عرشِهِ، أو رئيسٌ لجُمْهُوريَّةِ بلادِهِ، أو أَميرٌ على شعبهِ. إضافةً إلى الأوسمةِ التي تَمْنَحُها جمعياتُ الصليبِ الأحمرِ أو مُنَظَمَةُ الألعابِ الأُوُلمبيةِ الرياضيةِ وغيرُهما.

 

هذا وتَمنَحُ بعضُ الأقطار، كمصرَ وفرنسا، الأوسمةَ للهيئاتِ الرسميةِ أو الشخصيات الاعتباريةِ كفرقةٍ عسكريةٍ أبلى جنودُها بلاءً حسناً في المعركةِ أو مدينةٍ باسلةٍ صدَّت هجماتِ الجيوشِ الغازيةِ عليها أو جمعيةٍ خيريةٍ بارزةٍ.

كما تُهَدَى الأوسمةُ إلى أَسماءِ الشهداءِ أو أسماءِ بعضِ الشخصياتِ بعدَ وفاتِهم. ويَبْقَى الوسامُ مِلكاً لِوَرَثَةِ المَمْنُوحِ له على سبيلِ التِّذكار.

وإضافة إلى ما سبقَ، إليك أيُّها القارئُ العزيزْ بعضاً من أسماءِ الأوسِمَةِ والبُلدانِ التي تَمْنَحُها في أوقاتِ السلمِ والحربِ.

 

فمن أَشْهَرِ الأوسمَةِ الأوروبيةِ وِسَامُ الجزةِ الذهبيةِ (أنشئ عام 1430)، وكانت تمنحُهُ النِّمسا وأسبانيا.

وكانتْ الدانِمرك تَمْنَحُ وِسامَ "دانبورج" (عام 1219)، ووسامَ "الوسام البابوي" أو وسام "المهماز الذهبي" (عام 1559) وفي روسيا "النسـر الأسود"، أمّا بُولنْدا فإنَّها تَمنَحُ وِسامَ "النسر الأبيض"، كما تَمْنَحُ فرنسا وِسامَ "لجيون الشرف".

أمَّا الأوسمةُ العسكريةُ التي كانت تُمْنَحُ لإعمالِ البُطولَةِ في أثناءِ الحروب والمعاركِ فمن أشهرِها "صليب الحرب" في فرنسا، و"الصليب الحديدي" في ألمانيا، و"صليب فيكتوريا" و"الخدمة الممتازة" في إنْجِلْترا.

و"ميدالية الشـرف للكونجرس"، و"صليب الخدمة الممتازة" في الوِلاياتِ المُتَحِدَةِ، و"النجمة الحمراء"، و"وسام النصـر" و"وسام لينين" في الاتحاد السوڨيتي السابق.

 

وتُمْنَحُ الأَوْسِمةُ أيضاً في وَطَنِنا العربي، ومنها "قلادةُ النيل"، و "وِسَام الاستحقاق" و"وسام نجمة الشـرف" في مصر، وفي الكويتِ أعلى وسام مدني هو "قلادةُ مبارك الكبير" ويُمْنَحُ للملوك ورؤساء الدول والحكومات.

أما الوسام الثاني فهو "وسام الكويت" وهو على ثمان درجات، لتتناسب درجة الوسام مع مركز الشخص الممنوح له، ويمنح لأولياء العهد، ورؤساء الوزارات، والوزراء والسفراء، ولأبناء الكويت والأجانب الذين يقدمون خدمات جليلة للكويت والإنسانية.

 

وهناك أوسمة عسكرية كويتية في مقدمتها : "وسام الدفاع الوطني"، وهو على ثلاث طبقات: لواء، وقائد، وفارس، وكذلك "وسام الواجب العسكري" وهو من أربع درجات: ممتازة، وأولى، وثانية، وثالثة.

أما "نوط الخدمة العسكرية" فهو من ثلاث درجات: ذهبي، وفضـي ، وبرونزي. وتمنح هذه الأوسمة للعسكريين من الجيش والشرطة أو للمدنيين بموجب أمر أميري.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى