الأعراض المصاحبة لمرض “الالتهاب” لدى الإنسان

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مرض الالتهاب أعراض مرض الالتهاب الطب

كلمة «التهاب» مأخوذة من كلمة «لهب». ونحن يستخدم هذه الكلمة لنعبر بها عما يحدث في جسم الإنسان نتيجة للتعرض للمرض.

ويتميز الالتهاب بحدوث احمرار في الجزء المصاب مع حرارة وألم كأنما قد تعرض للهب النار أو الحرق. والحقيقة أن الأوعية الدموية تتوسع في الجزء المصاب فتزيد كمية الدم كما يزداد جريانه فيه، وينشط جهاز الدفاع عن الجسم الذي نسميه بجهاز المناعة.

والواقع أن هذه التغيرات مفيدة لأنها تساعد على مكافحة أسباب الاتهاب، كالجرح والأذى الذي يحدث للجسم بسبب الأمراض والعدوى بالبكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات أو الطفيليات.

والالتهاب إما أن يكون «حادا»، وهو ما يحدث بسرعة وفي وقت قصير، مثل لدغة البعوض أو الجرح أو الحرق البسيط أو التهاب الحلق أو نزلات البرد.

وهذه كلها تشفى عادة في وقت قصير. وقد يكون الالتهاب «مزمنا»، وهو ما يحدث ببطء على مدة طويلة، مثل مرض التدرن (السل) أو الجذام أو الزهري، وعادة يكون شفاؤها بطيئا.

ويستمر الالتهاب طالما كان السبب موجودا داخل الجسم، وتستمر المعركة مع السبب حتى إذا انتصرت دفاعات الجسم، فإنه يتخلص من آثار المرض وسموم الميكروبات وتلتئم الأنسجة ويستعيد الجسم عافيته وسلامته.

وفي كثير من الأحيان يحتاج المريض إلى مساعدة الطبيب، الذي يصف له العلاج الذي يساعد على زوال سبب الالتهاب. وإذا رأى الطبيب أن الالتهاب شديد ويضايق المريض فإنه يصف له أيضا أدوية تخففه.

والتهاب الحلق والبلعوم من أشهر الأمراض التي يتعرض لها الأطفال. وهو يحدث نتيجة للإصابة بمختلف الميكروبات والفيروسات أو الفطريات. ومن أهم الميكروبات التي تحدث هذا المرض نوع معين من البكتيريا المسبحية، التي تسمى بهذا الاسم لأنها تشبه حبات المسبحة.

وتحدث الإصابة بهذا المرض في فصل الشتاء خاصة. وقد يصاب أكثر من فرد في الأسرة الواحدة. وتظهر الأعراض على شكل ارتفاع في درجة الحرارة، ورعشة مصحوبة بآلام في الحلق، وصداع، وآلام في العضلات، وصعوبة وألم لدى البلع، وإضافة إلى عدم الرغبة في الطعام.

ويصاحب ذلك التهاب في اللوزتين، وتضخم في الغدد اللمفاوية في أعلى الرقبة. وتكرار الإصابة بهذا المرض دون علاج جيد يعرض الطفل لحدوث مضاعفات في المفاصل أو القلب أو الكليتين.