علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن ظاهرة “تساوي السريان الحراري”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

ظاهرة تساوي السريان الحراري علوم الأرض والجيولوجيا

منذ الأربعينات من هذا القرن بات معروفاً أن القشرة المحيطية (Occanic crust) أرق سمكاً من القشرة القارية (Con-tinental crust) (7كم في الحالة الأولى ونحو 33 كم في الحالة الثانية) وتحتوي القشرة المحيطية على كمية من العناصر المشعة أقل بكثير من القشرة المحيطية.

ومع بداية قياس السريان الحراري عام 1952 تبين أن السريان الحراري تحت أرضية المحيطات يتساوى مقداره مع ذلك الذي يحدث أسفل القارات، واقترح الاستاذ بولارد أن ذلك يرجع إلى :-

أ‌-  أن العدد الكلي للعناصر المشعة في مئات الكيلومترات القليلة العليا من الأرض يكاد يكون هو نفسه سواء تحت الأرض أم تحت البحار.

ب‌-  أن جزءاً كبيراً من السريان الحراري تحت المحيطات يرجع إلى الحمل الحراري في القسم العلوي من الغطاء الصخري للأرض.

 

ويتأثر كل من هذين التفسيرين الخاصين بتساوي السريان الحراري في الأرض بالعوامل المتعلقة بتكوين قشرة الأرض، وتراكيبها الجيولوجية. ومع نهاية الخمسينات وبداية الستينات من هذا القرن فضل العلماء الافتراض الأول على الافتراض الثاني.

ودارت كثير من الملاحظات العلمية حول معرفة ما إذا كانت النشاطات الإشعاعية تتشابه أو تتماثل في قدرتها، سواء أكانت تحت القارات أم تحت المحيطات.

وعند أعماق تصل إلى مئات عديدة من الكيلومترات تحت سطح الأرض فيجب أن تسود عملية تفاضل رأسي حيث أن معظم المواد المشعة تتركز في القشرة القارية، وأن جزءاً ضئيلاً جداً يتمثل في الغطاء الخارجي لها.

 

ولذلك فإن مصدر السريان الحراري القاري يأتي أساساً من القشرة الأرضية، وجزء ضئيل جداً يأتي من غطائها العلوي.

ويحدث عكس ذلك تماماً أسفل المحيطات حيث أن القشرة المحيطية تحتوي على إشعاع غير كاف لإنتاج السريان الحراري: وأن معظم التدفق الحراري ينبع من الغطاء العلوي للقشرة المحيطية.

وعلى ذلك فإن المواد المشعة في الألواح الجيولوجية السميكة تعد مصدر السريان الحراري بالقارات، بينما يرجع السريان الحراري في القشرة المحيطية إلى تعرض اللوح القليل السمك لعمليات التبريد، وانتقال الحرارة عبر الغطاء الصخري. وقد يرجع التشابه في السريان الحراري الأرضي تحت القارات والمحيطات إلى الصدفة البحتة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى