حروب الصحراء

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

ما يثير القدر الأكبر من القلق، وهذه المرة لأنصار حماية الموارد الطبيعية وللسياح على حد سواء، هو التأثير الناجم عن الصيد. والصيد، حتى الى درجة الإنقراض محلياً وحتى عالمياً ليس جديداً على الصحارى. وربما أفضى الصيد الى القضاء على الحيوانات الضخمة لما بعد العصر الجليدي في أميركا الشمالية.

وفقدت شمال أفريقيا وجنوب غربي آسيا معظم ثديياتها الكبيرة بسبب الصيادين في العصر الروماني. وفي القرن التاسع عشر تعرّض حصان برزيوالسكي (Przewalski's) الى الصيد حتى الإنقراض (في البراري) في آسيا الوسطى، كما تم تحجيم أنواع اخرى كثيرة الى عدد صغير جداً. ويستمر الصيد حتى بالنسبة الى الأعداد القريبة جداً من الإنقراض.

وتتبع قوافل كبيرة من الكرفانات المكيفة الهواء للصيادين عبر صحارى الجزيرة العربية والسودان وكازاخستان. والأعداد المتبقية من الغزلان والمارية (Oryx) (نوع من البقر الوحشي الأفريقي) والمهى والماعز العربي والغنم البربري (المغربي) بلغت حافة الإنقراض.

وتنخفض أعداد طيور الطريدة (التي يتم اصطيادها على سبيل الرياضة) بسرعة، وخاصة الحبارى المفضلة من قبل الصيادين بالصقور في الجزيرة العربية وكازاخستان. ولحسن الحظ فإن الصحارى واسعة مترامية الأطراف.

وجزء بسيط فقط منها تشغله الفنادق وملاعب الغولف ومزارع الريح (Wind Farms) أو المراكز الفضائية. واذا كان المرء يميل الى المساحة والقليل فقط غير ذلك فإن لدى الصحارى الكثير مما يمكن أن تقدمه.

ويوجد في الصحراء الكبرى مساحات جرداء مكشوفة تكاد تخلو من المعالم: سهول مغطاة بالحصى الصغيرة ونباتات عَرَضية (Occasional) للغاية في اغوار قليلة. وبوسع المرء قيادة السيارة لأيام في صحراء وادي السرير في ليبيا، وتادميت في وسط الجزائر، وتانزيروفت في الجنوب، وتينيري في شمال شرقي النيجر أو صفائح رمل «سليما» (Selima Sand Sheet) في شمال السودان وجنوب غربي مصر.

كما أن سباق سيارات داكار- باريس يفقد كل سنة فيما يبدو ما لا يقل عن مركبة واحدة في تانزروفت. ويوجد المزيد من المساحات الواسعة الخالية في شمال غربي صحراء غوبي الصينية.