العلوم الإنسانية والإجتماعية

دور الموّجه في عملية الاتصال

1995 التوجيه التربوي في دولة الكويت

الدكتور رشيد حمد الحمد

KFAS

دور الموّجه عملية الاتصال العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

الاتصال وسيلة هامة يتصل عن طريقها الأفراد والجماعات والمنظمات بعضها مع البعض وينشرون الأفكار والأحاسيس. ولكي يحقق الموجهون الأهداف بكفاءة، وبتعبير آخر ينبغي أن تكون لديهم القدرة على الاتصال المؤثر.

وفي دراسة هاردنغ Harding حول "الاتصال والدعم من أجل التغيير في تدريس العلوم بالمدارس" أكدت أهمية دور الاتصال في تطوير وتنفيذ المنهج.

لقد وجدت أن "المحاولات لتغيير تدريس العلوم من خلال مشروعات المنهج قد أصبحت شديدة التأثير على المستوى المحلي حيثما استخدمت أنشطة الاتصال".

 

وفي نموذجها المقترح لصنع القرار في تبني التجديدات في تدريس العلوم هناك عمليات توافقية عن طريقها يقدر المدرسون إداركهم لحاجات تلاميذهم ومصادرهم وتنظيمهم"، (انظر شكل 3-2).

هناك تعريفات عدة للاتصال، على سبيل المثال استخدم وايلز Wiles ولافل Lovell تعريف كيلي Kelly حيث الاتصال بالنسبة له هو "العملية التي يتستطيع بها الكائن البشري على درجة ما معرفة ما يفكر فيه شخص آخر أو يحس به أو يعتقده.

 

إنه الوسيلة التي يمكن بها الوفاء بحاجات الفرد إلى الآخرين. إنه مصدر النمو كله باستثناء بناء الجسم، ومفتاح الارتباط الانساني".

وقد عرَّف سكارج Scharg ولارسن Larsen الاتصال بأنه "نقل المعاني عن طريق استخدام الرموز. فعندما يتفاعل الناس بواسطة الرموز فهم عندئذ مشاركون بالاتصال. إن المرسل المستقبل يتصلان إذا عرفا نفسيهما بموقف كل منهما".

وبناء على دول Dull فالاتصال هو "عملية مرور المعلومات والفهم من فرد آخر". يرى لوسي Lucie وماكنيل Mcneil عملية الاتصال على أنها "حركة الأفكار مترجمة إلى علاقات (تسمى أحياناً رموزاً) من متصل يصوغ رسالة إلى المفسر الذي يقوم بدوره بتفسير الرسالة".

 

من الواضح من التعريفات السابقة أنه إن أراد الموجه أن يؤثر في المدرسين أو يتأثير بهم، عليه أن يمارس الاتصال.

إن الاتصال هو وسيلة التعلم وانمو وعلى هذا فهو عنصر أصيل من جهد الموجه. وهكذا فإن الاتصال بين الموجه والمدرس، والمدرس والمدرس، والمدرس والطالب يجب أن يكون بؤرة أساسية في نظام السلوم التوجيهي.

ينبغي على الموجهين أن يفهموا ويثمنوا أهمية الاتصال كبعد متكامل مع تحسين عمل المدرسين والمدارس.

 

وفي تحقيق أهدافهم يجب أن يكونوا متصلين مهرة. إن نجاح أي مشروع أو برنامج جديد يعتمد على الاتصال الجيد والفعال.

إنه من المتوقع من الموجهين مساعدة الأفراد على رؤية الأشياء من منظور جديد إما بتوجيه انتباهم إلى أن ممارسة تقليدية ما قد تقادمت وإما بمساعدتهم على العثور على قيم وأهداف جديدة.

إن أبعاد "عدم الرضا" و "التقبل" و "الملائمة" و "الجدوى" تنبع من عمليات أربع مطابقة لها. فالأولى تصف حالة داخلية للمدرس بينما تشير الثلاثة الباقية إلى إدارك المردس لحالة المشروع بالسنبة له أو لموقفه.

 

قالت هاردنغ أنه "إذا كان وضع المطابقة عالياً في كل من هذه الأبعاد فإن المردس معرض لاستخدام المشروع المنهجي" واعتبرت توافق الممارسة والتوقع أحد أهم الأبعاد.

وأضافت قائلة "إذا نتج عن توافق الممارسة والتوقع عدم رضاء منخفض فإنه ليس من المحتمل أن يتغير المدرس حتى لو ظهر مشروع ملائم ومتقبل وذو جدوى.

للخصائص الشخصية للمدرسين تأثير عميق على صنع القرار. وخصائص مثل التعرض الكثيف للاتصال والانفتاح على التغيير والاستقلالية والمبادأة والقيادة هي ملامح هامة في هذا المجال. ومع ذلك فإن ما يعنينا هنا هو الاتصال.

 

ولقد وجدت هاردنغ أن "عدد وتنوع قنوات الاتصال المهنية لدى المدرسين أسهمت في مدى حساسيتهم للمثيرات من مصادر متنوعة".

وقد استشهدت بـ كارلسون  Carlsoفي تأييدها لأهمية الاتصال كما عرضها في فحصه لمتغيرات الهيكل الاجتماعي لمشرفي المدارس في بنسلفانيا التي أظهرت أن معدل تبني الرياضيات الحديثة كان مرتبطاً بنمط أنشطة التفاعل والاتصال التي شارك فيها المشرفون.

وفي دراسة أخرى أجرتها الجمعية الملكية حول "تدريب مدرسي العلوم والرياضيات" خاصة فيما يتعلق بدور موجهي العلوم في عملية الاتصال، كان هناك اقتراح بأن الموجهين في وضع يجعلهم أكثر من يسهمون في تيسير هذه العلمية.

 

إنهم في قلب شبكة الاتصال الذي من داخلها يجب أن ينطلقوا لأداء واجباتهم. وعلى هذا هناك تأكيد شديد على مسئولية الموجهين في إجراء اتصالات مستمرة ومثابرة مع كل الأطراف والجهات – خصوصاً المدرسين المحلية المختصة بتدريس العلوم. (انظر شكل 3-3).

ومع ذلك فلكي يحصل الموجهون على استجابة وفهم ايجابيين من وأولئك الذين يتصلون بهم، عليهم أن يستخدموا مهاراتهم الاتصالية بكفاءة. إن الموجهين يلعبون دور المرسل والمستقبل وييسرون ويطورون ويحافظون على نظام الاتصال.

إن عليهم مسئولية خاصة في:

1- تشجيع الناس على معرفة وتثمين بعضهم البعض.

2– ضمان الترتيبات المادية التي تسهم في اتصال أفضل.

3- السعي لتطوير جو موات.

4- التعرف على مناطق الاتفاق والاختلاف.

5- الشرح للمجموعة لما قالته المجموعة حسب رايهم هم.

 

هناك عدة طرق للاتصال يستطيع الموجهون استخدامها باقتدار. ومن تلك اثنتان أساسيتان من طرق الاتصال غالباً ما يستخدمونها، ألا وهما الاتصال شفاهة وكتابة. "لكي نحدد أفضل السُبل للاتصال على المرء أن يأخذ في اعتباره العوامل الآتية:

1- حجم المجموعة التي توجه إليها الرسالة

2- أهمية الرسالة

3- نطاق الرسالة. ويجب على الموجهين التحديد المسبق للاستجابة التي يرغبون في الحصول عليها ثم يتخيرون أنسب الطرق لتحقيق أهدافهم".

وقال كيلي Kelly في هذا الخصوص: "إن تأثير الاتصال يتوقف على العلاقة – التي أحياناً تكون وثيقة وحساسة بين شكل الاتصال واستخدامه".

 

تستخدم طريقة الاتصال بين شخص وشخص أخر في الهيئة التدريسية على نطاق واسع. ويمكن أن يزيد هذا النمط من الاتصال من الفهم بين هيئة التوجيه والمدرسين ويوفر الفرص للمشاركة في الخبرة حول الأمور التعليمية ويولد الاحترام المتبادل والروح المعنوية.

وقد ألقى لوسيو Lucio وماكنيل  Mcneil الضوء على عناصر اساسية في اتصال الفرد بالفرد بأن صمما نموذجاً (شكل 3-4) يعرض تدفق الأفكار أو الرموز التي تمثل الأفكار قناة الرسالة والعوامل التي تؤثر في الاتصال.

وتبدأ القناة بهدف المقصد من نقل فكرة من خلال تعبير صريح (لفظي أو رمزي) وتصل إلى المفسر المحتوى وتغذية راجعة إلى المتصل كما هو موضح بالشكل. وتبنى هذه القناة على أساس الاتصال المباشر بين شخص وشخص آخر.

 

لكي نشجع الاتصال النانج في لقاء شخص مع شخص، يقترح Lovell & Wiles أن على الموجه أن يأخذ النقاط التالية في الحسبان:

1- التخطيط المسبق للقاء.

2- هدفه.

3- ضمان جو هادئ خال من المقاطعة مثل مكالمات التليفون أو تدخل من أشخاص.

4- تجنب التعالي من جانب الموجه.

5- أخذ الحالة الانفعالية للمدرس في الحساب.

6- تحديد الخطوة التالية عند إنهاء اللقاء.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى