العلوم الإنسانية والإجتماعية

تأثير التعليم العالي العربي في تكوين رأس المال البشري

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

التعليم العالي العربي تكوين رأس المال البشري العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

ظل تكوين رأس المال البشري المهمة الرئيسية لمؤسسات التعليم العالي العربية.

ففي عام 1992، بلغ نصيب التعليم نحو %95 من مجمل ميزانيات الجامعات مقابل %5 فقط لأنشطة البحث والتطوير. كما ظل خريجو البكالوريوس النتاج الرئيسي للجامعات والكليات الجامعية.

ففي عام 1990/1991، بلغ عدد خريجي الجامعات والكليات الجامعية 291700 شخص، كانت نسبة حملة البكالوريوس منهم %94.2 في حين كانت نسبة حملة الماجستير والدكتوراه %3.4 و %1.5 على التوالي.

أما نسبة الخريجين في حقول العلم والتقانة من المجموع فقد بلغت %35 موزعين بنسبة %12 في العلوم الطبيعية و%10 في الهندسة و%8 في العلوم الطبية و%5 في العلوم الزراعية والطب البيطري.

لم يختلف النمط السائد في تكوين رأس المال البشري التراكمي العلمي والتقاني خلال الفترة ما بين عامي 1980 و1993 عما كان عليه في عام 1990/1991.

فقد شكل خريجو البكالوريوس خلال الفترة 1980- 1993 ما نسبته %95.2 من مجموع الخريجين، في حين كانت هذه النسبة خلال بداية التسعينات %94.2، وهي نسبة قريبة جداً من معدل الفترة.

 

كما بلغ نصيب الخريجين في مرحلتي الماجستير والدكتوراه %3.6، %1.2 على التوالي خلال الفترة ذاتها.

وقد بلغ العدد التراكمي للخريجين العرب في مرحلة البكالوريوس خلال الأربعة عشر عاماً التي امتدت من 1980 حتى 1993 ما يقارب 3.2 مليون، مقابل 121 ألفًا من حملة الماجستير و39 ألفًا من حملة الدكتوراه.

وبلغ نصيب الذين تخرجوا في جامعات خارج الوطن العربي خلال هذه الفترة أعلى مستوياته بالنسبة لخريجي الدكتوراه، الذين شكلوا %25 من مجمل الخريجين في هذا المستوى مقابل %21 من مجموع الخريجين بدرجة الماجستير و%5 فقط من مجموع الخريجين بدرجة البكالوريوس.

وقد اختلفت نمط التخصصات لخريجي الدكتوراه والماجستير عنه بالنسبة لخريجي درجة البكالوريوس (انظر الشكل رقم 4).

إن الصورة التي رسمناها لنمو تكوين رأس المال البشري على المستوى الجامعي تعكس المجاميع والمعدلات التراكمية لجميع البلدان العربية، وتنطوي بطبيعة الحال على كثير من التباين بين بلد عربي وآخر سواء في العدد التراكمي للخريجين أو في نسبة القوى العاملة في العلم والتقانة إلى مجموع عدد الخريجين التراكمي.

 

فقد بلغ المعدل التراكمي لجميع الخريجين الجامعيين في جميع البلدان العربية نحو 1420 لكل مئة ألف نسمة من السكان خلال الفترة ما بين عامي 1980 و1993، إلا أن عدد الخريجين كان أعلى من المعدل العام في ثمانية بلدان عربية شكلت %30 من مجموع الخريجين في حين بلغ عدد الخريجين في بقية البلدان أقل من المعدل العام، وهي التي شكل عدد الخريجين، فيها %70 من المجموع العام.

وقد تباينت الأعداد لهذا المؤشر في قياس تكوين رأس المال البشري المؤهل بالدرجات الجامعية، وقد بلغت حدها الأعلى 3070 خريجًا لكل مئة ألف نسمة مقابل 300 خريج لكل مئة ألف نسمة في حدها الأدنى.

إن ما قدمناه في هذا البند يقودنا إلى الاستنتاج بأن نظام التعليم العالي العربي أسهم بصورة ناجحة في تكوين رأس المال البشري المؤهل جامعياً في مستوى درجة البكالوريوس، إلا أن دوره ظل متواضعًا في تكوين رأس المال البشري في المستويات الجامعية العليا (الماجستير والدكتوراه)، وهي مستويات تحتاج إليها البلدان العربية بصورة ملحة.

وقد بدأت معظم البلدان العربية تعاني البطالة في صفوف الخريجين في مستوى البكالوريوس وحتى في بعض حقول العلم والتقانة في الوقت الذي ينمو فيه الطلب على الخريجين في المستويات العليا ولاسيما حملة الدكتوراه.

 

ولعل الوضع الراهن لمؤهلات العاملين في التدريس الجامعي وأنشطة البحث والتطوير يشير إلى مدى حاجة البلدان العربية الماسة إلى مؤهلين في مستوى درجة الدكتوراه. فقد دلت الإحصاءات على أن %37 من العاملين في التدريس الجامعي و%51 من العاملين في أنشطة البحث العلمي والتطوير هم من حملة الماجستير، وهي نسبة عالية بكل المقاييس وتعكس مدى الحاجة إلى تغيير الصورة لتصبح نسبة حملة الماجستير إلى مجموع العاملين في هذه النشاطات مقبولة.

ويستدعي ذلك تغيير سريع في نمط مستوى مؤهلات الخريجين؛ إذ تدعو الحاجة إلى زيادة عدد الخريجين بدرجة الماجستير والدكتوراه بنسبة %10 من مجموع الخريجين خلال السنوات العشر القادمة.

كما تدعو الحاجة أيضاً إلى الاستمرار في زيادة عدد الخريجين من مستوى الماجستير والدكتوراه لتصل البلدان العربية إلى مستويات الدول المتقدمة التي كان معدلها لعام 1990/1991 خريجًا واحدًا من مستوى الدكتوراه والماجستير لكل أربعة خريجين من مستوى البكالوريوس، مقابل 1 لكل 19 في البلدان العربية.

ويتحتم على البلدان العربية استثمار مبالغ كبيرة في تقوية وتوسيع برامج الدراسات العليا حتى تتمكن من تصحيح صورة الوضع الحالي وصولاً إلى الوضع الأنسب والمقبول وفق المؤشرات الدولية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى