العلوم الإنسانية والإجتماعية

نبذة تعريفية عن صفة الإخلاص الواجب على الإنسان التحلي بها

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

صفة الإخلاص العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

يعني الإخلاصُ الصدقَ والصـراحةُ والوضوحَ وعدمَ إظهارِ غيرِ ما في نفوسِنا، ويعني الإخلاصُ كذلك اختفاءَ التَظَاهر والرِّيَاء والالتزام والأمانِة.

ومن هنا كان الإخلاصُ من أهمِّ القِيمِ الاجتماعية التي تُوَجِّهُ سلوكَنا وتعاملَنا مع الآخرين. كما أن عدم الإخلاص أمرٌ سيِّء للغاية في المعاملات بين الناس.

ويعتبر الإخلاصُ واحداً من أبرز اهتماماتِ التربية الإسلامية في المجتمع الحديث لأنه من المهم تنمية إخلاص اجتماعيٍ كافٍ من النوع الصحيح، وذلك بالنسبة لكل جماعة يشتركُ فيها الفردُ، ولذلك تهتم المدرسةُ بتكوين الإخلاص وتنميته وتقويتِه سواءٌ نحو الأسرةِ أو المدرسةِ أو المجتمعِ الكبير.

 

ويرتبط الإخلاصُ ارتباطاً وثيقاً بالناحيةِ العاطفيةِ، وهو يتكوَّنُ في جماعات صغيرة متلاصقة مثل الأسرة، وكلَّما كَبُرَ الطفل ونَضَجَ كوَّنَ إخلاصاً لمجموعاتٍ أوسع لا يرتبطُ بأفرادها ذلك الارتباطَ العاطفيِّ القويَّ الذي نجدُه بين أفرادِ الأسرة الواحدة.

ولذلك فإنَّ الفتى البالغَ من العمر ستةَ عشـرَ عاما يمكنُ أن يكون مخلصا للفريق الذي ينتمي إليه في الحَيِّ أو المدرسة، ومُخلصا لمجموعةِ الزملاء في الفصل أو النادي.

ولا يعني الإخلاصُ لجماعةٍ ما عدمَ الإخلاص لجماعةٍ أخرى، ويتوقفُ ذلك على درجة اتساع العلاقات الاجتماعيَّة للفرد.

 

وقد تبينَّ أن المشاعرَ الاجتماعية السارَّة التي يمارسُها الفردُ ضمنَ جماعةٍ ما تجعلُ هذا الفردَ مخلصاً لها، ويجعلُه أكثرَ تسامحا مع أفرادها، حتى لو اختلفوا عنه في الدين أو المَذْهب أو العُنْصُر. وهذا أمرً حيوي يَجِبُ الالتفاتُ إليه.

وينبغي ألاَّ ننسـى أن إخلاصَنا الأولَّ يكون لله عزَّ وجلَّ، ولدين الله، وللوطنِ، وللمبادئ الصحيحة والأخلاقِ الكريمة التي نتمسَّك بها، ولأعمالِنا الساميةِ التي نريدُ أن نحقِّقَها في حياتِنا.

وإخلاصُنا للّه يكون بتوحيده وتنزيهه سبحانه وتعالى عن أي شريك والاعتقاد بأنَّه هو وحدَه الذي نلجأُ إليه. ولذلك سُمِّيت السورة الثانية عشـرة بعد المِئَة من القرآن الكريم "سورة الإخلاص"(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)) (1-4).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى