الفيزياء

الكيفية التي تتم بها تشكل البَرَد

1993 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البَرَد كيفية تشكل البَرد الفيزياء

تَختلفُ كميةُ بخارِ الماءِ في الهواء، التي يُعبَّر عنها في العادة بكلمةِ الرطوبةِ، حَسَب الظروفِ السائدةِ في مكان ما، مثل ِ درجةِ الحرارةِ، والضغطِ الجويِّ، وسرعةِ الرياح، ووجودِ مُسطحات مائيةٍ كبيرةٍ قريبة (كالبحار والبحيرات).

ولكنَّ الهواءَ الجويَّ لا يستطيع حَمْل أيةِ كميةٍ تُوضعُ فيه من بخار الماءِ، بل إن قدرتَه على ذلك محدودةٌ بدرجةِ حرارتهِ، فهي تزدادُ عندما تزدادُ درجةُ الحرارة، وتنقُصَ عندما تنقص.

ويكون الجُّو مُشَبَّعا ببخار الماءِ (عند درجةِ حرارةٍ معينة) إذا كان الهواءُ يَحْمِلُ أكبرَ مقدارٍ يُمكِنُه حَملُه من البخارِ في تلك الدرجةِ من الحرارة.

 

وتُستخدَمُ كلمةُ الرطوبةِ النسبِيَّةِ للدَّلالةِ على نسبةِ كميةِ بخار الماءِ الموجودِ فعلا في الجوِ إلى كميةِ البخار التي يُمكِنُ أنْ تُوجدَ فيه لو كان مشبَّعاً ببخارِ الماء.

ولما كان الماءُ يحتاجُ إلى كمية كبيرةٍ من الحرارة ليتحولَ إلى بخار، ويُعِيدَ هذه الكميةَ من الحرارة عندما يتحوَّلُ ثانية من بخار إلى ماء (سائل) فإنَّ لِبُخار الماءِ في الجو تأثيراً كبيرا على حالة الطقس والظواهرِ الجوية بعامة.

وعندما يبردُ الجو بشكل تدريجيٍّ، فإنه تتزايد رطوبتُه النسبيةُ إلى أنْ يُصبِحَ مشبعاً ببخارِ الماء (عند درجة حرارة معينة).

فإذا انخفَضَت درجة الحرارةِ عن هذه الحدِّ فإن الجوَّ يُصبح فوقَ مُشبعٍ ببخار الماء، ويبدأ جزءٌ منه بالتكاثف على شكر قطراتِ صغيرةٍ من الماء، بشـرط أنْ يوجدَ في الجو جسيمات صغيرة جداً (من الغبار مثلا) ليتكاثفَ عليه البخارُ، وتتشكَّلُ السحبَ من هذه القطراتِ الصغيرةِ التي يستطيع الهواءُ حملَها.

 

وتَختلفُ السحبُ المتكوِّنة في أشكالِها كما تختلف في ألوانِها، وذلك بسبب كثافة مكوناتِها من ناحية، والاختلافِ في ارتفاعها من ناحيةٍ أخرى، فالسحبُ البيضاء تكون في العادة عاليةً وقليلةَ الكثافةَ، ولهذا تكونُ غيرَ مُمْطِرَةٍ.

أما السحب الداكنةُ الرماديةُ، التي تُسمَّى بالسحبِ الركامية، فإنها تكون كثيفةً ومنخفضةً نسبياً، وهي ممطرةٌ في الغالب.

وفي العادة تكونُ السحابةُ أكثرَ سخونةً مما حولها، ولذا تَنشأ تيارات هوائية داخلَ السحابةِ تعْلُو إلى ارتفاعات عاليةٍ جدا حاملةً معها قطراتِ الماءِ الصغيرةَ المُكوِّنةِ للسحابةِ فتتجَمَّدُ هذه القطراتُ فورا لأن الحرارةَ تكون منخفضةً جدا في أعالِي الجوِّ وتتجمع القطراتُ المتجمدَةُ بعضَها مع بعضٍ لتُكوِّنَ كراتٍ كثيفةً (هي البَرَد)، أو قِطَعاً هَشَّةً (هي الثلج).

 

كذلك يَحدُث المطر عندما تتجمع القطراتُ الصغيرةُ المُكوِّنَةُ للسحابة بِفِعْلِ التياراتِ الهوائيةِ فتتشكل قطراتٌ كبيرةٌ لا يَقوَى الهواء على حملِها، وذلك تسقطُ نحو الأرضِ على شكل مطر، فإذا مَرَّت قطراتُ الماء الساقطِ وهي في طريقِها إلى الأرضِ من خلالِ طبقةٍ من الهواءِ شديدةِ البرودةِ فإنها تتجمد بشكل فُجائِيِّ مُتحولةً إلى حَبَّاتٍ من البرَد أيضا

وتسقط كراتُ البَردِ نحو الأرضِ بسرعةٍ أكبرَ من سرعةِ سقوطِ القطراتِ الصغيرةِ، لذلك تَتَصادمُ هذه القطراتُ مع كراتِ البرَد وتنضَمُّ إليها وتتجَمَّد، وبذلك تَتولَّد حَبَّات من البرد كبيرةِ الحجم قد يَصِلُ قُطرُها أحيانا إلى عِدة سنتيمترات.

وهذا البرد كبيرُ الحجمِ يُحدِثُ أضرارا كثيرة، فقد يُتلِفُ المحاصيل الزراعيةَ، ويَقتلُ الحيواناتِ الصغيرة، ويُشوِّهُ أجسامَ السياراتِ وغيرها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى