أدوات

آلية عمل ومكونات “السَيَّارة”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

السَيَّارة مكونات السيارة آلية عمل السيارة أدوات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

يُطْلَقُ اسمُ سَيَّارَةٍ علَى كُلِّ مَجْموعَةٍ أو قَافِلَةٍ تَسيرُ.

ووَرَدَتْ هذه الكَلِمَةُ في القرآنِ الكريمِ في ثَلاثَةِ مَواقِعَ: الآيةِ 96 من سورَةِ المائِدَةِ، والآيتيْنِ 10 و19 من سورة يوسُف(قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ) (يوسف:10).

وفي المَفْهومِ العِلْمِيِّ السَّائِدِ حديثًا يُطْلَقُ اسْمُ سَيَّارَة علَى المَرْكَبَاتِ الّتي تَسيرُ بالمُحَرِّكاتِ، وتَنْقِلُ الأَفْرادَ بأعْدادٍ مَحْدودَةٍ في السَّيَّاراتِ الصَّغيرَةِ، وبأعدادٍ كبيرةٍ في الحَافِلاتِ (الباصَّاتِ)، وكذلكَ تلكَ المُسْتَعْمَلَةِ في نَقْلِ شَتَّى البضائعِ والمُعَدَّاتِ.

 

ويَعْتَمِدُ عَمَلُ السَّيَّارَةِ علَى عِدَّةِ تَقْنِياتٍ وتَصْمِيمَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ. وكُلُّها تَهْدُفُ إلَى إحْلالِ الطَّاقَةِ الميكانِيكِيَّةِ بديلاً عن الطاقَةِ العَضَلِيَّةِ للبَشَرِ أو للدَّوابِّ في تَسْييرِ المركباتِ.

ويَدينُ ابْتِكارُ المَرْكبَاتِ الأَوَّلِيَّةِ البُدَائِيَّةِ لِنَقْلِ الأَشْيَاءِ والأَفْرادِ أَساسًا لاخْتِراعِ العَجَلةِ. وهي أَوَّلُ ابتكارٍ في التَّاريخِ، وبَدَأَ الاعْتِمادُ فيه علَى عَمَلِيَّةِ التَّدَحْرُجِ بدلاً من الجَرِّ بالتَّزَحْلُقِ المباشِرِ.

ولمْ يَحْدُثْ تَطَوُّرٌ كبيرٌ لهذِهِ المَرْكَباتِ عَبْرَ عِدَّةِ قرونٍ، اللَّهُمَّ إلاَّ في شَكْلِ المَرْكَباتِ، ومَدَى تَزْيينِها وإِحْكامِها، وفي اسْتِخْدامِ الدَّوَابِّ في عَمَلِيَّةِ الجَرِّ.

ثُمَّ جَاءَ تَطَوُّرٌ مُهِمٌّ في أَوَاخِرِ القَرْنِ الثَّامِنَ عَشَرَ (1768)، إِذْ اخْتَرَعَ جيمْس وَاطّ الآلَةَ البُخَارِيَّةَ، واسْتُخْدِمَتْ في تَسْييرِ المَرْكَباتِ آليًّا.

 

فاسْتَخْدَمَ سِتيفِنْسون الآلَةَ البُخَارِيَّةَ لِتَحْريكِ عَرَبَةٍ علَى أَوَّلِ خَطٍّ حَديدِيٍّ عامَ 1825. ويُعَدُّ هذا الحَدَثُ أَوَّلَ انْطِلاقَةٍ لمَفْهومِ المَرْكَباتِ الآلِيَّةِ وتَحويلِ الطَّاقَةِ الحَرارِيَّةِ الكامِنَةِ في المَوَادِّ (الوَقُودِ) إلى طاقَةٍ ميكانِيكِيَّةٍ تَتَوَلَّى تَحْريكَ الآلاتِ والمُعَدَّاتِ.

وثمَّةَ قَفْزَةٌ أُخْرَى حَدَثَتْ في هذا المِضمار حينمَا اخْتَرَع نيكولاَس أُجَسْتْ أُتُّو (1832 – 1891) مُحَرِّكَ الاحْتِرَاقِ الدَّاخِلِيِّ رُبَاعِيَّ الأَشْواطِ، الّذي تَمَيّزَ بِخِفَّةِ وَزْنِهِ وسُرْعَتِه وعَظِمِ قُدْرَتِهِ مُتَفَوِّقًا علَى الآلَةِ البُخارِيَّةِ.

واسْتَمَرَّ تَطَوُّرُ هذا المُحَرِّكِ الّذي بَدَأَ يَعْمَلُ بالغَاز مرورًا بالبِنْزِينِ فيما عُرِفَ بمُحَرِّك دايمْلَرْ (1883).

 

وتَطَوَّرَ إشْعالُ البِنْزينِ داخِلَ المُحَرِّكِ بَدْءًا بِرَأسٍ مُتَوَجِّهَةٍ، ثُمَّ بالإشْعالِ الكَهْرَبائِيِّ، وذَلِكَ في أَوَّلِ سَيَّارَةِ حَقيقِيَّةِ قَريبَةٍ في فِكْرَةِ عَمَلِها من السَّيَّاراتِ الحَديثَةِ، إلاَّ أنَّها كانَتْ تَسْتَخْدِمُ ثَلاثَ عَجَلات: واحدةً في المُقَدِّمَةِ واثْنَتانِ في المُؤَخِّرَةِ، وهذا يَسَّرَ عَمَلِيَّةَ التَّوْجِيهِ بآلِيَّةٍ بَسيطةٍ.

وفي عامِ 1886 صَنَعَ دايمْلَرْ أَوَّلَ سَيَّارَةٍ بأَرْبَعِ عَجَلاتٍ. وتَبِعَ ذَلِكَ اخْتِرَاعٌ مُهِمٌّ للعالِمِ رُودُلْف ديزِلْ عامَ 1893، وهو اخْتِرَاعُ مُحَرِّكِ احْترَاقٍ ذي إشْعالٍ ذاتِيٍّ، عُرِفَ باسْم مُحَرِّكِ دِيزِلْ. وفي عامِ 1900 وَصَلَ تَطَوُّرُ السَّيَّاراتِ إلَى الشَّكْلِ التَّقْليدِيِّ الحالِيِّ علَى وَجْهِ التَّقْريبِ.

فالمُحَرِّكُ يوضَعُ إمَّا في مُقَدِّمَةِ المَرْكَبَةِ (السَّيَّارَةِ) أو في مُؤَخِّرَتِها، كَمَا قَدْ يَتِمُّ تَسْلِيطُ قُوَّةِ الدَّفْعِ إمَّا علَى العَجَلَتَيْن الخَلْفِيَّتَيْن (جَرٌّ خَلْفِيٌّ)، وإمَّا علَى العَجَلَتَيْنِ الأَمامِيَّتَيْن (جَرٌّ أمَامِيٌّ)، وإمَّا بِهِمَا معًا في السَّيَّارَاتِ الّتي تَسيرُ في الطُّرُقِ الوَعْرَةِ أو الصَّحارِي، وهي الّتي تُوصَفُ بأنَّها (4 × 4)، أيْ سَيَّارَةٍ بِأَرْبَعِ عَجَلاتٍ تُقَادُ كُلُّها في آنٍ واحِدٍ.

 

في عَامِ 1901 أُنْتِجَتْ أَوَّلُ سَيَّارَةِ «مِرْسِيدِسْ»، وقَدْ سُمِّيَتْ باسْمِ ابْنَةِ أَحَدِ التُّجَّارِ النِّمْسَاوِيِّين وكانَ صَديقًا لدايمْلَر صاحِبِ مَصانِعِ السَّيَّارَاتِ، ثُمَّ أُطْلِقَ هَذَا الاسْمُ علَى كُلِّ أَنْواعِ السَّيَّاراتِ الّتي تُنْتِجُها شَرِكَتُهُ حَتَّى الآنَ.

وفي عامِ 1936 قامَ دكتور فِرْدينَانْد بُورْشي بِتَصْمِيمِ سَيَّارَةِ «فولْكسْ فَاجِنْ» لِتَكونَ بِمَثَابَةِ سَيَّارَةٍ لِكُلِّ مُواطِنِ، كَما يَدُلُّ اسْمُهَا بالأَلْمَانِيَّةِ (أي سَيَّارَة الشَّعْبِ).

وبَدَأَ إنْتاجُها عامَ 1938، قُبَيْلَ الحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ، ونَالَتْ رَواجًا كبيرًا داخِلَ ألْمانْيا، ثمَّ على المستوَى العالَمِيِّ بَعْدَ الحَرْبِ.

 

وتَعْتَمِدُ هَذِه الأَنْواعُ كُلُّها علَى مُحَرِّكاتٍ تَرَدُّدِيَّةٍ، أيْ تَعْمَلُ بِحَرَكَةٍ تَرَدُّدِيَّةٍ لِمِكْبَسٍ داخِلَ أُسْطُوانَةِ احْتراقِ الوَقُودِ (بِنْزين أو ديزِلْ)، تَتَحَوَّلُ فيها هَذِه الحَرَكَةُ إلَى حَرَكَةٍ دَوَرَانِيَّةٍ بواسِطَةِ ذِراعِ تَوْصيلِ وعَمُودِ مِرْفَقٍ.

وفي حالاتٍ قَليلَةٍ تُسْتَخْدَمُ المُحَرِّكاتُ النَّفَّاثَةُ المُسْتَخْدَمَةُ في دَفْعِ الطَّائِراتِ النَّفَّاثَةِ، ويَقْتَصِرُ ذَلِكَ علَى سيَّاراتِ السِّباقِ لِتَمَيُّزِها بالسُّرْعَةِ الفَائِقَةِ مع زيادَةٍ كبيرةٍ في اسْتِهْلاكِ الوَقُودِ. 

وقَدْ انْتَشَرَتْ صِناعَاتُ السَّيَّارَاتِ في دُوَلٍ عَديدَةٍ بِجانِبِ أَلْمانْيا – مثل الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ الأمْريكِيَّةِ (مَصَانِعُ فُورْد الشَّهيرَةُ)، وتَمَكَّنَتْ عِدَّةُ دُوَلِ من اللَّحاقِ بهذَا التَّطَوُّرِ الصِّناعِيِّ للسَّيَّاراتِ مثل إنجِلْتِرا وفَرَنْسا وإيطالْيا واليابانِ وكورِيا.

 

· مُكَوِّنَاتُ السَّيَّارَةِ

تَتَكَوَّنُ السَّيَّارَةُ من:

‌أ-  مُكَوِّنَاتٍ أَساسِيَّةٍ مثل: المُحَرِّكِ، وجِسْمِ السَّيَّارَةِ، ومَجْموعَةِ نَقْلِ الحَرَكَةِ.

 

‌ب- ومُكَوِّنَاتٍ مُكَمِّلَةٍ مثل: مَجْموعَةِ التَّعْليقِ، ووُصْلاتِ الأَعْمِدَةِ غَيْرِ المُتَمَحْوِرَةِ، وأنابيبِ خُروجِ غازاتِ العَادِمِ، والمَكابِحِ، ومَجْموعَةِ التَّوْجِيهِ، وعَجَلاتِ السَّيْرِ علَى الطَّريقِ بإطاراتِها. 

ومُبَرِّدِ المُحَرِّكِ (الرادياتير)، ومَقَاعِدِ جُلوسِ الرُّكابِ، والأبْوابِ والنَّوافِذِ وأَجْهِزَةِ تَكْييفِ الهَواءِ.

وعَدَّادَاتِ قِراءةِ مقدارِ الوَقُودِ ودَرَجَاتِ حَرَارَةِ مِياهِ التَّبْريدِ وسُرْعَةِ السَّيْرِ وسُرْعَةِ دَوَرَانِ المُحَرِّكِ وجُهْدِ البَطَّارِيَّةِ ومُبَيِّنِ شَحْنِها من المُوَلِّدِ الكَهْرَبائِيِّ وساعَةٍ لبيَانِ الوَقْتِ ومُبَيِّنَاتِ الإضَاءَةِ بِدَرجاتِها، ومَسَّاحاتِ الزُّجاجِ الأَمَامِيِّ، وغَيرِها من الكَمَالِيَّاتِ الّتي تَعْمَلُ علَى رَفَاهِيَةِ قِيادَةِ السَّيَّارَةِ؛ وهي تَخْتَلِفُ من نَوْعٍ إلى آخر وفي النَّماذِجِ المُخْتَلِفَةِ الّتي تُقَدِّمُها الشَّرِكَةُ المُنْتِجَةُ.

 

أوّلاً: المُكَوِّنَاتُ الأَساسِيَّةُ

المُحَرِّكُ: سَيَقْتَصِرُ وَصْفُنا علَى النَّوْعَيْنِ الأساسِيَّيْن المَعْروفَيْن من المُحَرِّكِ، وهما: مُحَرِّك أُتُّو (البِنْزين)، ومُحَرِّك دِيزِلْ، وفيهِما تَتَحَوَّلُ الطَّاقَةُ الكِيمْيائِيَّةُ الكامِنَةُ في الوَقُودِ (بِنزين أو دِيزِلْ) إلى طاقَةٍ حَرَارِيَّةٍ بالاحْتِراقِ مَعَ الهَوَاءِ الجَوِّيِّ (الأكسيجين). 

ثُمَّ تَتَحَوَّلُ هذه الطاقَةُ الحرارِيَّةُ إلى طاقَةٍ ميكانِيكِيَّةٍ يُسْتَفَادُ بِها في إدارَةِ عَجَلاتِ السَّيْرِ بالتَّدَحْرجِ علَى الطَّريقِ.

 

مُحَرِّكُ أُتُّو (البِنْزِين)

يَتَكَوَّنُ المُحَرِّكُ أساسًا من عِدَّةِ أُسْطُواناتٍ، غالِبًا ما تَكونُ أَرْبَعَ أو سِتَّ أو ثَمانِيَ أو اثْنَيْ عَشْرَةَ أُسْطُوَانَةً. وكُلُّ أُسْطُوانَةٍ مُغْلَقَةٌ مِنْ أَحَدِ طَرَفَيْها ومَفْتُوحَةٌ من الطَّرَفِ الآخَرِ. ويوجدُ بالطَّرَفِ المُغْلَقِ فُتَحَاتٌ تَتَحَكَّمُ فيها صِمَاماتٌ تُفْتَحُ وتُغْلَقُ بتوقيتٍ مُقَنَّنٍ يَتَزامَنُ مَعَ حَرَكَةِ المُحَرِّكِ عَنْ طَريقِ عَمُودِ حَدَباتٍ (كَاماتٍ).

وكُلُّ أُسْطُوانَةٍ يَتَحَرَّكُ في داخِلِها مِكْبَسُ حَرَكَةٍ تَرَدُّدِيَّةٍ، وفي حَرَكَتِهِ هذِهِ يُمْكِنُهُ كَبْسُ (ضَغْطُ) هَواءٍ مَخْلوطٍ بِرذاذِ الوَقُودِ داخِلَ الأُسْطُوانَةِ دونَ أنْ يَتَسَرَّبَ مِنْ حَوْلِه.

وحَرَكَةُ المِكْبَسِ داخِلَ الأُسْطُوانَةِ في مَدَاها تُسَمَّى شَوْطًا، وفي مُعْظَمِ المُحَرِّكاتِ تَكْتَمِلُ دَوْرَةُ عَمَلِ المُحَرِّكِ خِلالَ أَرْبَعَةِ أَشْواطٍ.

 

وهَذِهِ الحَرَكَةُ التَّرَدُّدِيَّةُ للمِكْبَسِ تَنْتَقِلُ عَنْ طَرِيقِ ذِراعِ تَوْصيلٍ مُتَّصِلٍ بِأَحَدِ طَرَفَيْه مِفْصَلِيًّا، وبالطَّرَفِ الآخَرِ بعَمُودِ المِرْفَقِ (كَرْنَك) الّذي يُحَوِّلُ الحَرَكَةَ التَّرَدُّدِيَّةَ إلَى حَرَكَةٍ دائِرِيَّةٍ.

وكُلُّ شَوْطٍ مِنْ أَشْواطِ المِكْبَسِ في داخِلِ الأُسْطُوانَةِ يُمَثِّلُ نِصْفَ دَوْرَةٍ منْ دَوْرَاتِ عَمُودِ المِرْفَقِ، أيْ بزاوِيَةِ 180ْ دَرَجَةٍ، أيْ إِنَّ أَرْبَعَةَ أشْواطٍ للمِكْبَسِ تَعْني دَوْرَتَيْن من دَوْرَاتِ عَمُودِ المِرْفَقِ.

 والأَشْوَاُ الأَرْبَعَةُ الّتي تُكَمِّلُ دَوْرَتَيْن تُسَمَّى: 1- شَوْطَ السَّحْبِ، 2- شَوْطَ الانْضِغَاطِ، 3- شَوْطَ الشُّغْلِ، 4- شَوْطَ العَادِمِ

 

مُحَرِّكُ دِيزِلْ

تَسْتَخْدِمُ هذه المُحَرِّكاتُ وقودَ الديزِل (السُّولار)، وهي تتميَّزُ علَى المُحَرّكَاتِ أُتُّو (البنزين) بِقِلَّة اسْتِهلاكِها للوَقود، وارْتِفَاعِ عَزْمِ الدَّوَرَانِ فيها عِنْدَ السُّرْعَاتِ المُنْخَفِضَةِ، وبأنَّ غَازاتِ العَادِمِ فيها أَقَلُّ ضَرَرًا بالصِّحَّةِ مِنْ مُحَرِّك أُتُّو.

ويلاحَظُ أنَّ مُحَرِّكاتِ الدِّيزِلْ لا تَحْتوي علَى خَلاَّطٍ للوَقودِ مَعَ الهَواءِ (الكَرْبِيراتير)، بل يُسْتَعَاضُ عَنه بمِضَخَّةِ حَقْنِ الوَقُودِ، ومِحْقَنٍ لَهُ يقومُ بِعَمَلِيَّةِ الحَقْنِ عَبْرَ عِدَّةِ مَنافِثَ ضَيِّقَةٍ جدًا لتَرْذيذِ الوَقُودِ.

 

مُلْحَقَاتُ المُحَرِّكَاتِ:

1- مَجْموعَةُ نَقْلِ الحَرَكَةِ: تَنْقِلُ الحَرَكَةَ الدَّوَرَانِيَّةَ من المُحَرِّكِ (منْ عَمُودِ المِرْفَقِ «الكرنك») إلى عَجَلاتِ التَّسْييرِ علَى الطَّريقِ. 

وذَلِكَ مرورًا بفاصِلٍ أو مُوَصِّلٍ لِلْحَرَكَةِ يُسَمَّى القَارِنَ (دِبْرِياج، كِلَتْش)، وصُنْدُوقِ تُروسِ تَغْييرِ السُّرْعَاتِ (جيرْبوكْس)، ثم إلى عَمودِ إدارَةِ العَجَلَتَيْنِ الأمَامِيَّتَيْن (في حالَةِ الجَرِّ الأمَامِيِّ)، أو إلَى عَمودِ كِرْدانٍ إلَى العَجَلَتَيْنِ الخَلْفِيَّتَيْنِ (في حالَةِ الجَرِّ الخَلْفِيِّ).

 

2- بادِئُ الحَرَكَةِ (مَارْش): مُحَرِّكٌ كَهْرَبائِيٌّ يُعْطي عَزْمًا دَوَرَانِيًّا كبيرًا يدير المُحَرِّكَ لبَدْءِ دَوَرَانِهِ، وتَنْفَصِلُ الحَرَكَةُ بَيْنَهُما بِمُجَرَّدِ بَدْءِ مُحَرِّكِ السَّيَّارَةِ في الدَّوَرانِ.

ويُشَغِّلُ مُحَرِّكُ بَدْءِ الحَرَكَةِ بواسِطَةِ بَطَّارِيَّةِ كَهْرَبائِيَّةٍ جُهْدُها يَبْلُغُ نَحْوَ 12 فُلطًا.

 

3- مُوَلِّدٌ كَهْرَبَائِيٌّ (دِينامو): مُهِمَّتُهُ تَوْلِيدُ الطَّاقَةِ الكَهْرَبائِيَّةِ اللاَّزِمَةِ لِشَحْنِ البطَّارِيَّةِ، وتَغْذِيَةِ مُوَزِّعِ الشَّرَاراتِ في مُحَرِّكاتِ البِنْزِينِ، وتَشْغِيلِ أَجْهِزَةِ التَّكْييفِ والرَّادْيو ومَصَابِيحِ الإِضَاءَةِ وغيرِها من العناصِرِ الّتي تَعْمَلُ بالكَهْرَباء. ويَسْتَمِدُّ المُوَلِّدُ حَرَكَتَهُ مِنْ مُحَرِّكِ السَّيَّارَةِ.

 

4- مِضَخَّةُ المِياهِ: تَضُخُّ مِياهَ التَّبريدِ حَوْلَ المُحَرِّكِ والمُبَرِّدِ (الرادياتير).

 

ثانيًا: المُكَوِّنَاتُ المُكَمِّلَةُ:

مَجْمُوعَةُ التَّعْلِيقِ: تَقُومُ هذهِ المَجْموعَةُ بِتَعْليقِ أَجْزاءِ السَّيَّارَةِ (المُكَوِّنَاتِ السَّابِقَةِ) علَى هَيْكَلٍ حَديدِيٍّ، يَرْتَكِزُ علَى مِحْوَرَيْ عَجَلاتِ السَّيْر.

ولا يَتِمُّ التَّعْليقُ بِطَريقَةٍ مُباشِرَةٍ، بلْ عَنْ طَرِيقِ نَوابِضَ وَرَقِيَّةٍ أو حَلَزُونِيَّةٍ لامْتِصاصِ الاهْتِزازاتِ النَّاشِئَة عن عَدَمِ اسْتِواء الطَّريقِ.

ويُساعِدُ هذِهِ النَّوابِضَ أَعْمِدَةٌ تِلِسْكُوبِيَّةٌ مُمْتَصَّةٌ للاهْتِزَازاتِ، ومِنْ ثَمَّ يُتَاحُ للرَّاكِبِ اسْتِخْدامُ السَّيَّارَة لمسافاتٍ طويلَةٍ دونَ إرْهاقٍ. كذلك تَرْتَكِزُ قَاعِدَةُ مُحَرِّكِ السَّيَّارَةِ علَى قَواعِدَ مَطَّاطِيَّةٍ لامْتِصاصِ الاهْتِزازاتِ النَّاشِئَةِ عن عَمَلِ المُحَرِّكِ.

 

وُصْلاتُ الأَعْمِدَةِ غَيْرِ المُتَمَحْوِرَةِ: تَقومُ بِنَقْلِ الحَرَكَةِ الدَّوَرانِيَّةِ بَيْنَ عَمُودِ الدَّوَرانِ الخَارِجِ من صُنْدوقِ تَغْييرِ السُّرْعاتِ إلَى العَمُودِ النَّاقِلِ لِلْحَرَكَةِ، ثُمَّ إلَى أَعْمِدَةِ دَوَرانِ عَجَلاتِ السَّيْرِ علَى الطَّريقِ.

أَنابِيبُ خُروجِ غَازاتِ العَادِمِ من السَّيَّارَةِ (الشَّكْمَانِ، الإكْزوسْت): وهي مَجْموعَةٌ من الأنابيبِ المَصْنوعَةِ من الصُّلبِ تَجْمَعُ الغَازاتِ العَادِمَةَ الخَارِجَةَ مِنَ المُحَرِّكِ، وتُخْرِجُها في أُنبوبٍ واحِدٍ يَمُرُّ علَى عُلْبَةٍ خَاصَّةٍ تَقُومُ بَخَفْتِ صَوْتِ فَرْقَعَاتِ هَذهِ الغَازاتِ الخَارِجَةِ مِنَ المُحَرِّكِ.

ويَتِمُّ ذَلِكَ عَادَةً علَى مَرْحَلَتَيْنِ، لِضَمَانِ خَفْتِ الصَّوْتِ إلَى أَقَلِّ قَدْرٍ مُمْكِنٍ، ثُمَّ تَنْفُثُ هذِهِ الغازاتُ العَادِمَةُ الخَارِجَةُ إلى مُؤَخِّرَةِ السَّيَّارَةِ.

 

المَكَابِحُ (الفَرَامِلُ): تُعَدُّ من أَهَمِّ أجْزاءِ السَّيَّارَةِ، إذْ إنه لَيْسَ مُهِمًّا أنْ تَسِيرَ السَّيَّارَة فَقَطْ، بَلْ الأَهَمُّ مِن ذَلِكَ إمْكَانُ إيقافِها في أيِّ لَحْظَةٍ، وفي أَيِّ ظُرُوفٍ تَفَادِيًا للحوادِثِ.

وهي عَادَةً تَتِمُّ بِنِظَامَيْن مُتَوازِيَيْن؛ الأَوَّلُ: هِيدْرولِيٌّ أَيْ بِضَغْطِ الزَّيْتِ، والثَّاني: مِيكَانِيكِيٌّ، لِيَقومَ أَحَدُهُما بِالعَمَلِ عِنْدَما يُخْفِقُ الآخَرُ.

 

مَجْموعَةُ التَّوجِيهِ: تُرْكَّبُ مَجْمُوعَةُ التَّوجِيهِ في مُقَدِّمَةِ السَّيَّارَةِ، وهي تَتَكَوَّنُ من أَذْرُعٍ يَتَّصِلُ بَعْضُها بِواسِطَةِ وُصْلاتٍ قَابِلَةٍ لِلْحَرَكَةِ في جَميعِ الاتِّجاهَاتِ (كُرَةٍ ومَبِيتٍ لَهَا)، وتَنْقِلُ حَرَكَةَ عَجَلَةِ القِيادَةِ (السُّكَّان، الدِرْكِسْيون) إلَى مِحْوَرَيْ تَوْجِيهِ العَجَلَتَيْنِ الأمامِيَّتَيْنِ لِلتَّحَكُّمِ في اتِّجاهِ سَيْرِهِمَا تَدَحْرُجًا.

إطَارَاتُ عَجَلاتِ السَّيْرِ علَى الطَّريقِ: هي طَوْقٌ مَعْدِنِيٌّ (جَنْط)، يُرَكَّبُ علَى حافَتَيْه إطارٌ مَطَّاطِيٌّ سَمِيكٌ يُنْفَخُ بالهَواءِ المَطْغوطِ لضَغْطٍ مُعَيَّنٍ (2.5 إلى 3.5 ضَغْطٍ جَوِّيٍّ)، لِيَمْتَصَّ تَعَرُّجَاتِ الطَّريقِ.

وقَدْ يَتَكَوَّنُ الإطارُ من جُزْءَيْن؛ الأَوَّلُ: خَارِجِيٌّ، والثَّاني: داخِلِيٌّ يُشْحَنُ بالهَوَاءِ المَضْغُوطِ.

وقَدْ يَتَكَوَّنُ من إطارٍ واحِدٍ يُشْحَنُ بالهَواءِ المَضْغوطِ دُونَ وُجودِ إطارٍ داخِلِيِّ، وهُوَ النَّوْعُ المَعْروفُ باسْم (تُيوبْلِسْ)، وهُوَ أَكْثَرُ أَمانًا ونادِرًا ما يَتَعَرَّضُ للانْفِجَار الفُجَائِيِّ، كَمَا يَحْدُثُ في حالَةِ وُجودِ الإطارِ الدَّاخِلِيِّ، مُسَبِّبًا حَوادِثَ خطيرةً عِنْدَ انْفِجارِهِ علَى الطَّريقِ، إذْ يُسَبِّبُ انْحِرافًا فجائيًا لمَسَارِ السَّيَّارَة وعَدَمَ القُدْرَةِ علَى التَّحَكُّم في اتِّجاهِها.

 

مُبَرِّدُ المُحَرِّكِ: في المُحَرِّكاتِ الصَّغيرَةِ، مثل مُحَرِّكاتِ الدَّرَّاجاتِ النَّارِيَّةِ وبَعْضِ السَّيَّارَاتِ الصَّغيرَةِ يَتِمُّ التَّبْريدُ بالهَوَاءِ المُحْتَكِّ بالمُحَرِّكِ في أَثْناءِ السِّيْر.

أمَّا في مُعْظَمِ السَّيَّارَاتِ فَيَتِمُّ عنْ طريقِ دَوْرةِ تبريدٍ بالماءِ الذي يَمُرُّ في قَميصٍ حَوْلَ المُحَرِّكِ، ويَخْرُجُ لِيُبَرَّدَ في مُبَرِّدٍ يوضَعُ في مُقَدِّمَةِ السَّيَّارَةِ حَيْثُ يَتَعَرَّضُ فيه للتَّبْريدِ بالهواءِ المَارِّ حَوْلَه في أَثْناءِ السَّيْر، أو بِضَخِّ هَواءٍ بِمِرْوَحَةٍ حَوْلَه لِهذَا الغَرَضِ.

ولزيادَةِ فَعَالِيَّةِ التَّبْريدِ يَمُرّ الماءُ في قَنَواتٍ رَفيعَةٍ مِساحَتُها السَّطْحِيَّةُ المُعَرَّضَةُ للهَوَاءِ كَبِيرَةٌ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى