علوم الأرض والجيولوجيا

أهمية مناطق البقاع الساخنة وظاهرة إعادة تركيب نشوء المحيطات

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مناطق البقاع الساخنة ظاهرة إعادة تركيب نشوء المحيطات نشوء المحيطات علوم الأرض والجيولوجيا

وحيث أن حركة البقاع الساخنة لا شأن لها، فإن مواقع هذه البقاع تقدم إطاراً عاماً مرجعياً لتتبع الحركات المطلقة للصفائح نسبة إلى باطن الأرض.

وقد قام المختصون في برهة من الزمن بوضع خرائط ممرات الصفائح بعضها بالنسبة لبعضها الآخر وقد تمكنوا بفضل ذلك من إعادة تركيب نشأة أحواض المحيط .

والحدود بين الصفائح أو بين الحواف أو الأخاديد هي حدود متحركة أيضاً، على أية حال، ولهذا فإن الحركات النسبية لا تكشف أين كانت صفيحة ما على الأرض في وقت معلوم كما لا تدل إن كانت الصفيحتان المتباعدتان تتحركان في نفس السرعة أو أن إحداهما ساكنة  والأخرى متحركة.

ومثل هذه الأسئلة  يجاب عليها بتحويل الحركات النسبية المعروفة إلى حركات مطلقة في الإطار الموثوق للبقعة الساخنة حيث تشغل كل بقعة ساخنة مكاناً ثابتاً في خطوط العرض والطول .

 

ان الحركة النسبية للصفائح المتباعدة وبمعنى آخر تاريخ تباعد قاع البحر، تتعين بتحليل الانحرافات المغناطيسية في قاع المحيط. فخلال التاريخ الجيولوجي وفي فترات منتظمة  تقارب مئة ألف عام تقريباً تعكس الساحة المغناطيسية للأرض قطبيتها لأسباب قليلاً ما نفهمها، أما سجل هذه التغيرات فمحفوظ في قشرة المحيط.

تنتظم المعادن المغناطسية في الحمم المتدفقة من حواف منتصف المحيط حسب الحقل المغناطيسي السائد، وعندما تبرد الصخور الذائبة وتتصلب فإن اتجاه الحقل يكون قد ثبت بصورة دائمة في هذه القشرة .

وتنتقل القشرة الممغنطة بعيداً بحركة الصفائح المتباعدة بشكل أحزمة أو رصائف موازية تقريباً لمحور حافة المحيط.

 

ولكل حزمة شواذ مغناطيسية مميزة وهي مؤلفة من قشرة تشكلت في وقت واحد، وقد أطلق عليها الحزم أو الرصائف المغناطسية متساوية الزمن (إيزوكرونز) .

وعمر هذه الحزم أو بمعنى آخر المعدل الزمني الإشعاعي لعينات من صخور جرى استخراجها بأعمال الحفر الآلي في أعماق البحر.

وبمطابقة الأحزمة  متساوية الزمن متقابلة على طرفي محور الانفصام فإنه بالإمكان إعادة تركيب الوضع النسبي للصفائح في الوقت الذي تكونت فيه أزواج الحزم المتساوية . (ويجدر التنويه أنه عند رسم الخرائط في عمليات التطابق بين الأحزمة لا بد من استبعاد كل ما نشأ في قاع البحر بعد الانعكاس المغاطيسي المعني) .

وإذا عرفت حركة إحدى الصفائح فوق الانبثاقات فإن حركتها النسبية تسمح بتحري مسار الصفائح في إطار البقعة الساخنة المرجعية.

 

والطريقة المتبعة هي أن نبدأ من آثار بقعة ساخنة محددة جيداً على صفيحة واحدة، ولنقل مثلاً سلسلة من جبال البحر، ثم نحدد الآثار الأكثر غموضاً حتى نتوصل إلى التوافق أو "التطابق الأمثل" : ونعني بذلك الحركات المطلقة للصفيحة الأكثر انسجاماً مع القيود الموضوعة لبراهين البقعة الساخنة والحركات السبية للصفائح .

وباستعمال هذه الطريقة نكون قد أعدنا تركيب نشأة المحيط الأطلسي والمحيط الهندي.

ويمكننا اختبار طريقة اعادة التركيب هذه بتحقيق التوافق بين المظاهر السطحية على طول آثار البقعة الساخنة بحكم طبيعتها وعمرها بين الفرضية القائلة بأنها قد تشكلت بمرور الصفيحة فوق انبثاقة حرارية صاعدة.

 

وليس هذا صحيحاً في الأجزاء المحددة جيداً من الأثر، بل في مناطق حيث تكون الآثار قدرت بصورة استقرائية مبسطة من حسابات حركات الصفيحة ومن براهين نشاط بقعة ساخنة لم تكن ملحوظة سابقاً.

وعلى الرغم من أن المعلومات المتوفرة هي مجزأة وبصورة خاصة ما يتعلق منها بأعمار مظاهر قاع البحر، فإن إعادة تركيب نشوء المحيطات عادة ما تكون ناجحة ومن الأمثلة الجيدة عن ذلك آثار البقعة الساخنة التي شكلت جبال البحر المسماة (كريت ميتيور سيمونت) جنوب جزر (الأزور) .

 

تكشف الآثار المتخلفة عن بقعة ساخنة كيفية تحرك الصفائح بالنسبة إلى باطن الأرض خلال مراحل انفتاح المحيط الأطلسي، وبما أن البقاع الساخنة (النقاط الكبيرة في الرسم) ترسو عميقاً في الغلاف الأرضي.

فإنها تبقى ثابتة نسبيا، أي أن مواقعها من خطوط الطول والعرض تبقى غير متغيرة، تتألف الآثار من البراكين الخامدة والتداخلات المهلية والتقببات في القشرة والتي تشكلت بالانبثاقات الحرارية الصاعدة ومن ثم حملت بعيداً بواسطة الصفائح.

وتمثل كل نقطة صغيرة 10 مليون عام من حركة الصفيحة. وعند إعادة تمثيل حركة الصفائح نبدأ بواحد او اثنين من الآثار المعروفة جيداً مثل البقعة الساخنة لكريت ميتيور (G) التي أنشات أيضا جبال نيو إنكلند البحرية والتدخلات المهلية في الجبال البيض (White Mountains).

وتحسب بعدئذ آثار بقاع ساخنة أخرى من إعادة تمثيل الأوضاع التي لا بد من أن تلائم حركات الصفيحة النسبية المستنبطة من تاريخ انفصام قاع البحر. وعد تصدع الحافة  (وسط المحيط) الفاصلة بين صفيحتين فوق الانبثاقة، فإن الأثر يستمر على الصفيحة الأخرى (الخطوط المتقطعة) بقاع البحر المتشكل عند الحافة بعد مرورها فوق البقعة الساخنة .

وحركة الصفيحة حركة حائمة ولذا فالآثار تتقارب كحلقات متمركزة أكثر من تقاربها كخطوط مستقيمة متوازية . وعلى طول آثار المادييرا (M) وسانت هيلانة (على الشكل) تصدعت القارات أجزاء في مرحلة لاحقة ويتحمل أن تكون الانبثاقات في حرضت التصدع بجعل الصفيحة المارّة أقل ثخناً.

وسهل نهر الأفعى حيث وهن النطاق الصخري بالأثر الذي خلفته بقعة يلوستون الساخنة (Y) يمكن أن يكون موقعاً لأخدود قادم. ولا تتمثل جميع البقاع الساخنة في الأشكال المركبة نظراً لتشكل بقاع جديدة وتلاشي أخرى قديمة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى