شخصيّات

نبذة عن حياة الشاعر “أحمد شوقي”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أحمد شوقي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

وُلِدَ أحمدُ شوقي عام 1869 في أسرة غنية لها صلةٍ بحكَّام مصـر، وتعلَّم مبادىءَ القراءةِ والكتابةِ في "كُتَّاب الشيخ صالح"، وواصل تعليمَه.

وفي فترة التعليم الثانوي بدأ كتابةَ الشِّعر، وكان يستعينُ به على حِفْظَ بعض العلوم مثل الجغرافيا، كقولِه عن أفريقيا مثلا:

أفريفيا قِسْمٌ من الوجود

                                         في شَكْلِه أشبهُ بالعُنْقُود.

 

ثم التحق بقسم الترجمة بمدرسة الحقوق وبهذا جمع بين اللُّغتين العربية والفرنسية.

وفي هذه الفترةِ عرفتْ قصائدُه الطريقَ إلى الخديوي توفيق حاكمِ مصـر

وعرف هو الطريقَ إلى فرنسا لدراسةِ الحقوق، وهناك اتصل بالشعر الفرنسـي من ينابيعه،

 

وعرف عَاَلم المسـرح فكتب في هذا الوقتِ المبكِّرَ مسـرحيةً بعنوان "علي بك الكبير"،

ثم كتب بعد ذلك مسـرحيات "كليوباترا" و"قمبيز"، وأعاد كتابةَ مسـرحية "علي بك الكبير" منطلقا فيها من تاريخ مصر

كما انطلق من تاريخ العروبة والإسلام في مسـرحياته: "مجنون ليلى" و"عنترة" و"أميرة الأندلس".

 

أما الموضوع الذي ابتعد فيه عن التاريخ فكان مسـرحيةً ضاحكةً اسمُها "الست هدى".

وهذه الأعمالُ في مجموعها تدافع عن الوطنِ، والحقِّ، والأخلاقِ، وحقِّ الإنسان في السعادة.

وفي هذه الفترة الخصبة من حياته اهتم بعالَمِ الأطفال. والكتابةِ لَهُم مستفيداً مما كتبه "ابنُ المقفع" في كتاب "كليلة ودمنة".

 

وما كتبه "لافونتين" الشاعر الفرنسـي، فكتب العديدَ من القصائد على ألسنةِ الطَّير والحيوان. ولم يكنْ يقصدُ إلى التسليةِ فقط، وإنما كان يُضيف إلى ذلك الجوانبَ التثقيفيةَ والأخلاقية، ومن ذلك مثلا حكاية الكلب والحمامة التي قال فيها:

حكايةُ الكلبِ مع الحمامة

                                               تشهـــدُ للجنسيْن بالكـــرامة

يقالُ: كان الكلبُ ذاتَ يوم

                                              بينَ الرِّياض غارقاً في النوم

فجاء من ورائِه الثُّعْبــَـان

                                              منتفخــــاً كـأنــه الشَّيطـــــان

وَهَمَّ أن يغدرَ بالأمــــيـن

                                              فـَــرَقَّت الوَرْقَــاء للمِسْــكين

وَنَزَلَتْ توا تُغِيثُ الكَلْبـــا

                                               ونَقَــــرَتْــــه نقـــــرةً فهبَّــــا

فَحَمِدَ اللهَ على السلامــه

                                                وحَفِظَ الجميـــلَ للحَمَامَــــة

(والأمين: إشارة للكلب، والورقاء: إشارة للحمامة).

 

وبعد عودةِ الشاعر من فرنسا بدأ يُعَبِّرُ عن صوتِ الشعب في مكافحةِ الانجليز المحتلِّين للبلاد فَعُوقِبَ على هذا بالنفي إلى إسبانيا. وهناك وجد الفرصةَ للقراءةِ والتَعَمُقِّ في التُّراث العربي. واشتد به الحنينُ إلى الوطن في منفاه فقال:

وَطَني لَوْ شُغِلْتُ بالخُلْدِ عَنْه

                                                     نازعَتْنِي إليه في الخلدِ نفسيِ

 

وبعد العودة إلى الوطن، والتغنيِّ بكلِّ ما فيه، رأيناه يُرَكِّزُ على خَطَّيْن هامين في شعره، أولهما الالتفاتُ إلى العروبة مثل قوله:

ونحنُ في الشَّرق والفُصْحى بنو رَحِمٍ

                                                      ونحن في الجُرْح والآلام إخوانُ

ومثل قوله:

كان شِعْرِيَ الغِناءَ في فَرَح الشَرْ

                                                       ق … وكان العزاءَ في أحزانِهْ

 

أما ثانيهما فهو الالتفات إلى الإسلام، فقد تكلم عن روحهِ، ورجالِه، وكان له شعرٌ صادقٌ جميلٌ في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. ولكنه قد اهتم كذلك ببعض القضايا العالمية وقد أدَّى هذا كلَّه بإيقاع موسيقى عربيٍّ نقيّ، وبلغةٍ مُصَوِّرَةٍ رائعة.

ومع أن لأحمد شوقي بعضَ الأعمال النثرية، إلا أنه بلغ الذروةَ في الشعر الحديث وكان جديرا بلقب "أمير الشعراء"، وأن يقولَ فيه الشاعرُ حافظُ إبراهيم، باسم شعراء العروبة من حوله، في حفلِ تكريمهِ:

أميرَ القوافي قد أتيتُ مبَايعاً

                                                                 وهَذِي وفودُ الشَرْقِ قَدْ بَايَعَتْ مَعِي

(والقوافي كناية عن الشعر)

وقد ظل أحمدُ شوقي محافظاً على دَوْرِه حتى توفي عام 1932.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى