الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن جمهورية هاييتي

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

جمهورية هاييتي الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

جمهوريَّةٌ تَقَعٌ في البَحْرِ الكاريبيِّ في جُزُرِ الهندِ الغربيَّةِ، وتَتَمَثَّلُ في الجُزْءِ الغربيِّ من جَزيرَةِ (هسبانيولا) الواقعةِ بينَ كُوبا وبُورْتورِيكُو، وكَلِمَةُ هاييتي تَعْني بالهِنْدِيَّةِ (الأرضَ المرتفعةَ).

تُحيطُ بِها كوبا وجزرُ البَهاما شمالاً وجمهوريَّةُ الدّومونيكان في الجزءِ الشَّماليِّ الشرقيِّ وفِنْزويلا وكُولُومْبيا جَنوباً وكُلٌّ من جامايْكا وهِنْدوراسَ ونِيكَاراغْوا غَرْباً.

تبلغُ مِساحَةُ هاييتي حَوالي 27750 كم2، وتتمثَّلُ أكبرُ مِساحَةٍ لَها من الشَّرْقِ إلى الغَرْبِ، وتبلغُ 290 كم ومن الشَّمالِ إلى الجَنوبِ 217 كم، ولَها طريقٌ ساحليٌّ يبلغُ طولُهُ حَوالي ألفِ كم.

 

يخترقُ السَّطْحَ في هاييتي سِلْسِلَةٌ مِنَ الجِبالِ الوَعرَةِ الممتدَّةِ من شَمالِ البلادِ إلى جَنوبِها مُكَوِّنَةً شِبْهَ جزيرةٍ في الطَّرَفِ الشَّماليِّ، وتَمْتَدُّ إلى داخلِ المحيطِ الأَطْلَسيِّ، بَيْنَما يمتدُّ شِبْهُ الجزيرَةِ الجنوبيِّ إلى داخلِ البَحْرِ الكاريبيِّ

ويقعُ بينَ كُلٍّ مِنْهُما خَليجُ (لاجُونَافي) وجزيرَةُ (أيل) ويُوجَدُ بينَ الجِبالِ في شرقِ البِلادِ وادي نهرِ (أرتيبونايت) وجزيرَةُ (تُورتوجا) الَّتي تقعُ خارجَ السَّاحلِ الشَّماليِّ وتُغَطِّي الجِبالَ غاباتٌ من أشجارِ الأرزِ والماهُوجني وأشجارُ الفاكهةِ.

 

والمُناخُ في هاييتي مُعْتَدِلٌ بوجه عامٍّ، حيثُ تَتَراوَحُ دَرَجاتُ الحَرارَةِ ما بَيْنَ 21° – 35° على السَّواحِلِ و 10° – 24° على الجِبالِ. 

ومُتَوَسِّطُ سُقوطِ الأَمْطارِ يبلغُ حَوالي 200 سم3 سنويّاً، ويَهُبُّ عَليها الإِعْصارُ المُمْطِرُ في الفترَةِ ما بينَ يُونْيو إلى أُكْتوبرَ.

وعاصِمَةُ هاييتي (بورت أوبرنسُ) واللَّغَةُ الرَّسميَّةُ فيها هيَ الفرنسيَّةُ والَّتي يتحدَّثُ بها مُعْظَمُ الطَبَقاتِ العُلْيا والمتوسطَةِ، وتَتَحَدَّثُ الغالبيَّةُ العُظْمَى مِنَ السُّكانِ بلغةٍ تُسَمَّى (الكريول الهاييتية) وتَتَضَمَّنُ بعضَ المُفرَداتِ الفرنسيَّةَ.

 

يبلغُ عددُ السّكانِ في هاييتي حَوالي ثمانيةِ ملايينِ ومئتينِ وخمسينَ ألفَ نَسْمَةٍ (إحصاءَ عام 2000) وتُعتبرُ من أكثرِ البلادِ ذاتِ الكَثافَةِ السُّكانِيَّةِ العاليَةِ، وتُعاني هاييتي مِنْ صُعوباتٍ في تحقيقِ التَّنْمِيَةِ في البلادِ، حيثُ إنَّ عَدَداً كَبيراً من أبناءِ الشَّعْبِ لا يُجيدونَ القِراءَةَ والكِتابَةَ.

كَما تَفْتَقِرُ البِلادُ إلى المستشفياتِ والمُعدّاتِ الطبيَّةِ الكافيَةِ وتَزْدادُ نسبةُ الوفياتِ في البلادِ، حيثُ إنَّ مُتوسِّطَ أعمارِهِمْ لا يزيدُ على خمسينَ سنةً، وذلكَ بسببِ قِلَّةِ الغِذاءِ والرِّعايَةِ الصحيَّةِ اللَّزِمَةِ.

 

وأصلُ السُّكانِ في هاييتي من قارَّةِ أفريقيا، وقدْ جُلِبُوا إلَيْها مُسْتَعْبَدينَ واسْتَقَرَّ مُعظَمُهُمْ في السُّهولِ السَّاحليَّةِ، وفي وديانِ الجِبالِ، حيثُ تَتَوافَرُ المياهُ والتربةُ الخِصْبَةُ الصَّالِحَةُ للزِّراعَةِ،

ولا يَزالُ الكثيرُ من السُّكانِ في هاييتي يَتْبَعونَ العاداتِ والتقاليدَ نفسَها الَّتي جاءَ بِها أجدادُهُمْ من قارَّةِ أفريقيا.

العقيدة الدينية السّائِدَةُ في البِلادِ هي (الوو دوويةُ)، وهي تمزجُ بينَ المعتقداتِ المسيحيَّةِ) على المَذْهَبِ الكاثُوليكيِّ والبروتِسْتانتيّ، كَما يُؤْمِنونَ بالكثيرِ من الآلهةِ الوَثَنيَّةِ مثلِ إلهِ المطرِ والحربِ وفلاحَةِ الأرضِ.

 

يعيشُ في هاييتي خَليطٌ من السُّكانِ من أًصولٍ بَيْضاءَ وسَوْداءَ أُطْلِقَ عليهم اسمُ (المولَّدينَ الخلَّاسيينَ)، وقد نَشَأَ الكثيرُ منهمْ وتعلَّمَ في فرنسا، ومارَسُوا التِّجارَةَ والمُحاماةَ والطبَّ. ويوجَدُ فيها الكثيرُ من الأمريكيينَ والأوروبيينَ ومِنْ بِلادِ الشَّامِ.

تُعتَبَرُ الزِّراعَةُ الحرفَةَ الرئيسيَّةَ الَّتي يمارِسُها السُّكانُ في هاييتي رَغْمَ أنَّ المِساحَةَ القابِلَةَ للزِّراعَةِ لا تزيدُ على 35% من المِساحَةِ الكليَّةِ للبِلادِ، ويمتلكُ المزارعونَ حقولَهم الصغيرةَ ومنازِلِهِمْ، عِبارَةٌ عن أكواخٍ صغيرةٍ، سَقْفُها من القَشِّ، وجُدْرانها مصنوعةٌ مِنَ العِصيِّ المُغطّاةِ بالطِّينِ. 

وأهمُّ المحاصيلِ الزِّراعيَّةِ هيَ البِنُّ وقَصَب السُّكَّرِ والكاكاو والتّبغُ و(السيزالُ)، وهو نَباتٌ تُصْنَعُ منهُ الخيوطُ المَجْدولَةُ، وكذلكَ الذّرةُ الشَّاميةُ، ويُرَبُّونَ الدَّجاجَ والماعِزَ.

 

وأهم الصِّناعاتِ هي الزيوتُ والصابونُ والأسمنتُ والموادُّ الكيماويَّةُ والدِّباغَةُ والبلاستيكُ والحِبالُ والملابِسُ والمشغولاتُ اليدويَّةُ، ومن المعادِنِ التي تشتهرُ بها هاييتي الذَّهَبُ والفِضَّةُ والفحمُ والنّيكلُ والنُّحاسُ والمنجَنيزُ.

وتَسْتَوْرِدُ هاييتي الحُبوبَ والآلاتِ والأجهزةَ الكَهربائيةَ مِنَ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ. والعُمْلَةُ المُتَداوَلَةُ في هاييتي هي (الغُوردَةُ).

وطُرُقُ المواصلاتِ في هاييتي مَحدودةٌ، أو تَكادُ تَكونُ مَعْدومَةً في بعضِ المناطقِ، حيثُ توجَدُ الطرقُ البريَّةُ البسيطةُ، وهناكَ خَطٌّ واحدٌ لسكةِ الحديدِ يربطُ بين (بور اوبرنسَ) و(ثييرتَ)، ويبلُغُ طولُهُ حَوالي 345 كم، وتُوجَدُ فيها موانئُ مثلُ (كاب هاييتيان) و (لي كابي) و(سان مارك) وهي موانئُ بحريَّةٌ مُهِمَّةٌ يتوقَّفُ عندَها السّياحُ.

 

كانَ الأسبانُ أَوَّلَ مَنْ اسْتَوْطَنَ المنطقةَ بزَعامَةةِ (كريسْتوفر كُولومْبسَ)، حيثُ اصطَدَمَتْ سفينَةُ (سانْتا ماريا) بالصُّخُورِ بالقُرْبِ من موقعِ مدينةِ (كاب هايتيان) الحاليَّةِ ثُمَّ انْدَفَعَ المستوطنونَ الأسبانُ إلى هِسْبانيولا، حيثُ أَجبَرُوا الهنودَ على اسْتِخراجِ الذَّهَبِ، وزِراعَةِ المَحاصيلِ الزِّراعيَّةِ. 

ولكنَّ الأسبانَ هَجَرُوا المنطقةَ إلى جهاتٍ أكثرَ رَخاءً، فاسْتَوْطَنَها القَراصِنَةُ الفرنسيونَ والإنجليزُ والهولنديونَ، واسْتَوْلُوا على السَّواحِلِ الشَّماليَّةِ والغربيَّةِ مِنْ هِسْبانيولا، وقد أعلنتْ أسبانيا اعْتِرافَها رَسميّاً بِسيادَةٍ فرنسا على الثّلثِ الغربيِّ من جزيرةِ هِسْبانيولا عامَ 1697م.

 

وظَلَّتْ هاييتي تحتَ حُكْمِ فرنسا حَوالي قرنٍ مِنَ الزَّمانِ وأصبحت المستعمرةُ إحدى المناطقِ الغنيَّةِ بمحصولِ قَصَبِ السُّكَّرِ، وامْتَدَّتْ فيها المَزارِعُ وأصبحتْ مدينةُ (بورت أويرنسُ) مقرّاً للحاكِمِ الفرنسيِّ.

وقدْ وصلتْ أفكارُ الثَّورةِ الفرنسيَّةِ إلى هاييتي عن طريقِ الطُّلَّابِ الَّذينَ يدرسونَ في فرنسا مِمَّا أدَّى إلى انتشارِ مَبادِئِ الحريَّةِ والمساواةِ والثورةِ ضِدَّ الحكمِ الفرنسيِّ وحُصولِ هاييتي على الاسْتِقلالِ عامَ 1844 م.

 

ثُمَّ قامَتِ القُواتُ الأمريكيَّةُ باحتلالِ هاييتي في الفترةِ ما بينَ عامِ 1915 – 1934 م، وعَمِلَتْ على تَنْميَةِ اقتِصادِها وتطويرِ طرقِ المواصلاتِ فيها.

ولكنَّ سُكان هاييتي اسْتَنكروا التَّدَخُّلَ الأمريكيَّ في شؤونِ بِلادِهِمْ فانْسَحَبَتِ القُوّاتُ الأمريكيَّةُ عامَ 1934 م واسْتَمَرَّتِ الاضطراباتُ والفَوْضى في البلادِ، وهَجَرَ عَددٌ مِنْ سُكّانِ هاييتي دولَتَهم إلى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيَّةِ بسببِ ظُروفِ المعيشةِ القاسِيَةِ.

 

وفي الثّمانيناتِ مِنَ القرنِ العشرينَ أُقيمَ مَشروعُ دستورٍ جديدٍ للبلادِ نَصَّ على إقامَةِ حُكومَةٍ جديدةٍ ومجلسٍ نيابيٍّ مُنْتَخَبٍ مِنَ الشَّعْبِ، ولكنَّهُ واجَهَ صُعوباتٍ كَثيرَةً من العسكريينَ.

وظهرتْ أَزْمَةٌ جديدةٌ هَدَّدَتْ البِلادَ، فاضْطَرَّتِ الولاياتُ المتحدَةُ إلى التَّدَخُّلِ المُباشَرِ في هاييتي وإعادَةِ الأمُورِ إلى نِصابِها ونَشْرِ الأَمْنِ والاسْتِقرارِ، وإعادَةِ الرَّئيسِ المُنْتَخَبِ إلى السُّلْطَةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى