البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن “الدورة الدموية” ومبدأ عملها

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الدورة الدموية مبدأ عمل الدورة الدموية البيولوجيا وعلوم الحياة

في العديد من الحيوانات الصغيرة، مثل جوفيات المعى والديدان المفلطحة وشوكيات الجلد، وفي الحيوانات الميكروسكوبية، مثل الحيوانات الأولية، تتعامل الخلايا مع الوسط المحيط بها عن طريق الانتشار البسيط، فتأخذ الأكسيجين والغذاء، وتخرج ثاني أكسيد الكربون والنفايات الأيضية، مباشرة من البيئة المحيطة وإليها، أو عبر عدد قليل من الخلايا.

أما في الحيوانات الكبيرة، حيث يحتوي العضو الواحد منها على آلاف الآلاف من الخلايا، فيصعب عليها الاعتماد على مثل هذه الطريقة لبطئها وضآلة العائد منها بالنسبة لهذا العدد الكبير من الخلايا.

 

هذا، فضلا على أن الجلد الموجود في بعضها لا يكاد يسمح بمرور الغازات. وفي هذه الأحوال، لا بد من وجود جهاز يعمل على توصيل الغذاء والأكسيجين إلى كل خلايا الجسم. 

ويعود بنواتج الأيض غير المطلوبة للجسم، مثل ثاني أكسيد الكربون والبولينا وأشباهها إلى أماكن التخلص منها، مثل الرئة والكلية. وهذا الجهاز يسمى "الجهاز الدوري"، وحركة الدم داخلة تسمى دورانا.

 

ويوجد نوعان من الدورات الدموية: الدورة المفتوحة والـدورة المغلقة.

وتوجد "الدورة الدموية المفتوحة" في مفصليات الأرجل ومعظم الرخويات وعدد من المجموعات الحيوانية الأخرى، حيث لا توجد عادة أوعية دموية صغيرة ولا شعيرات دموية تربط بين الشرايين والأوردة.

ويناسب الدم في هذه الدورة ليغمر الأعضاء الرئيسية والأنسجة، ويتسـرب ببطء من بين الفراغات النسيجية إلى الأوردة، وهي ذات نهايات مفتوحة، أو عن طريق فتحات في حجرات القلب.

ولا نتوقع أن تكون حركة الدم في الدورة المفتوحة سريعة، ولكن يساعد على هذه الحركة نبض القلب، وحركة الجسم وحركة أجزائه.

 

أما في "الدورة الدموية المغلقة" فالقلب – وهو مضخة قوية منتظمة العمل – يدفع بالدم إلى الشـرايين. 

وهذه تتفرع في داخل الأعضاء والأنسجة إلى فروع أضيق فأضيق، ينتهي كل منها بمجموعة كبيرة من الشعيرات الدموية تنتشـر بين الخلايا، ثم تؤدي إلى أوردة دقيقة وهذه تصب في أوردة أكبر فأكبر تعيد الدم إلى القلب في النهاية.

أي أن هذا النمط يتكون من مجموعة من الأوعية تبدأ من القلب وتنتهي إلى القلب.

ويوجد هذا النظام الأرقى من الدورات في الديدان الحلقية (ومنها ديدان الأرض) وشعبة الحبليات (ومنها الإنسان وسائر الفقاريات).

 

ولكن كيف يقوم الدم بوظائفه؟

يتم ذلك في أثناء مرور الدم في الشعيرات الدموية والتي لا يتجاوز قطرها أحيانا قطر الخلية الحمراء فتتثنى بليونتها في أثناء مرورها داخل هذه الشعيرات.

وجدار الشعيرة يتكون من خلايا رقيقة تترك بينها شقوقا أو قنيات غاية في الدقة مليئة بسائل مائي.

ولا توجد في جذر الشعيرات عضلات أو ألياف كتلك التي تدعم جذر الأوعية الدموية الأوسع ولذلك يمكن أن ينتشـر من الشعيرات بلازما الدم السائلة، وتتسلل منها بعض الخلايا البيض. أما الخلايا الحمراء فلا تترك الشعيرات أبدا.

 

والفراغات بين الخلايا والتي توجد فيها الشعيرات ذاتها، يوجد بها سائل مائي هو "السائل بين الخلوي"، أو "السائل النسيجي". 

تنتشـر عن طريقه المواد الغذائية والأكسيجين بين الدم والخلايا عبر الشقوق أو القنيات وينقل المواد الأيضية وثاني أكسيد الكربون من الخلايا إلى الشعيرات. أما المواد التي لا تذوب في الدهون فتمر عبر القنيات خلال سائلها المائي.

وهذا النظام لا يسمح عادة بنقل الجزيئات البروتينية الكبيرة فضلا عن الخلايا الحمراء.

ولأن الدم داخل الشعيرات الدموية يسير تحت ضغط تدفقه من القلب فإنه يجعلها تماثل مرشحات دقيقة تمر عبرها مكونات الدم – عدا جزيئات البروتينات الكبيرة والخلايا الحمراء – إلى السائل بين الخلوي.

 

وتصب الفروع الوريدية الصغيرة في أوردة أوسع فأوسع. ويوجد بداخل الأوردة صمامات تسمح بمرور الدم في اتجاه القلب ولا تسمح برجوعه إلى الأنسجة.

وهذا يفسـر كيف يصعد الدم الوريدي في منطقة كالأرجل لأعلى باتجاه القلب رغم أن ضغطه يكون ضعيفا.

وعندما يصل الدم الوريدي، عبر الوريدين الأجوفين الأمامي (العلوي) والخلفي (السفلي)، إلى الأذين الأيمن، ومنه إلى البطين الأيمن عبر الصمام الأذيني البيني.

 

وعندما ينقبض هذا البطين (ومعه كذلك البطين الأيسـر) فإنه يدفع الدم إلى الرئتين حيث تبدأ "الدورة الرئوية" أو "الدورة الصغرى".

وتتفرع الشـرايين الرئوية حتى تصل إلى مرحلة الشعيرات التي تنتشـر بين الحويصلات الرئوية فيتم تبادل الغازات بينهما حيث يمر الأكسيجين من الحويصلات إلى الشعيرات، وينتشـر ثاني أكسيد الكربون من الشعيرات إلى الحويصلات.

وتؤدي الشعيرات الدموية إلى أوردة صغيرة فأوردة أكبر تصب في الأذين الأيسـر حيث تكتمل الدورة الرئوية وينتقل الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر.

 

وعندما ينقبض البطين الأيسـر يضخ الدم إلى الأورطي (الأبهر) ومنه إلى أجزاء الجسم المختلفة، حيث تعاد الدورة مرة أخرى.

وهذه الدورة، ما بين خروج الدم الشـرياني من البطين الأيسر عبر الشرايين إلى البطين الأيمن عبر الأوردة، تسمى الدورة الكبرى.

كذلك توجد "دورة لمفية" مساعدة للدورة الدموية. فيوجد في الفراغات بين الخلوية أنيبيبات دقيقة (ميكروسكوبية) تختلف عن الشعيرات الدموية في أن بداياتها عمياء (لا توجد بها فتحات).

 

ويمر السائل بين الخلوي، شاملا البروتينات، داخلها عن طريق قنوات دقيقة في جدرها حيث يسمى في هذه الحالة اللمف، وينتقل إلى أوعية لمفية أكبر فأكبر.

وتتفرع هذه الأوعية عند مرورها بالغدد اللمفاوية وتنتشـر داخلها ثم تتجمع لتكون في النهاية وعائين لمفيين رئيسيين يصبان اللمف في الأوردة القريبة من القلب.

ويوجد بالأوعية اللمفية صمامات تسمح بمرور اللمف في اتجاه واحد (ناحية الأوردة).

 

وأحيانا توجد بجدرها عضلات منقبضة تساعد في ضخ اللمف تسمى القلوب اللمفية (يمكن التعرف عليها بتحسس الجزء الظهري الخلفي لضفدعة يتم صيدها حديثا حيث نشعر بنبضها).

ومن أهم وظائف اللمف إعادة البروتينات التي تتسـرب من الشعيرات الدموية إلى الدم مرة أخرى، كما ينقل اللمف مواد عديدة مثل بقايا الخلايا التالفة والمواد الغريبة عن الجسم إذا ما دخلته، مثل البكتيريا والفيروسات، حيث يسهل التخلص منها.

وإضافة إلى ذلك فإنه يخلص السائل بين الخلوي من الزيادات فيه بإعادتها إلى الدم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى