البيولوجيا وعلوم الحياة

نبذة تعريفية عن دورة الحياة أنواع مختلفة من “الكائنات الحية”

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دورة حياة الكائنات الحية البيولوجيا وعلوم الحياة

لكل شيء في هذه الحياة بداية ونهاية. وكذلك حياة كل كائن حي لها بداية ونهاية، ويمتد العمر بينهما لأجل مسمى.

فالإنسان، مثلا، يمر بمراحل الطفولة والصبا والشباب، ثم النضج فالكهولة والشيخوخة، ثم الموت.

وبالموت تنتهي حياة الأفراد، لكن وظيفة التكاثر تضمن لكل نوع أن يستمر برغم موت أفراده، وتتعاقب أجياله على الأرض فيما يعرف بدورات الحياة.

 

ولكل كائن حي دورة حياة تبدأ بأدق المراحل وهي الأمشاج التناسلية التي تتحد مكونة ما يعرف بالزيجوت أو اللاقحة، وهي خلية واحدة تختلط فيها جينات الأبوين.

وتبدأ اللاقحة في الانقسام والتضاعف لتنمو وتتمايز أعضاؤها مكونة جنينا أو يرقة تأخذ في النمو حتى تتحول تدريجيا إلى مرحلة متقدمة في التكوين تعرف بالطور البالغ الذي يتكاثر وينتج نسلا جديدا ليعيد دورة الحياة.

وتختلف دورات حياة الكائنات الحية باختلاف درجة تعقيدها في التركيب، ومكانها في سلم الرقي، وطبيعة حياتها، وعلاقاتها بغيرها من مكونات البيئة الحية وغير الحية.

 

ففي الكائنات الأولية وحيدة الخلية – تبدأ دورة الحياة بانقسام الخلية إلى خليتين شقيقتين صغيرتين – تنمو كل منهما تدريجيا حتى تصل إلى حجم الخلية الأم، ثم تعيد الكرة فتنقسم هي أيضا لتكرر دورة الحياة.

وفي عالم النبات تنبت البذور وتنمو في التربة تدريجيا، فيتحول الجنين إلى بادرة صغيرة تكبر وتتفرع حتى حجم أو عمر معين يبدأ عنده النبات البالغ في الإزهار لإنتاج الأمشاج الجنسية التي تتحد بالإخصاب مكونة الثمار وبداخلها البذور.

وعند ذلك قد يذوي النبات الأصلي ويموت، ثم تبدأ البذور في الإنبات والنمو لتعيد دورة الحياة.

 

وفي عالم الحيوان توجد دورات حياة متباينة. ففي الحشـرات هناك أشكال مباشرة التحول مثل حشـرة السمكة الفضية حيث يفقس البيض عن أطوار شبه بالغة لكنها صغيرة، وبعد فترة وجيزة تصل إلى حجم الحشرة البالغة وتضع البيض ليعيد دورة الحياة.

ومن الحشـرات مجموعة تعرف بناقصة التحول مثل الصرصور، حيث يفقس البيض عن الحورية التي تنمو لها أجنحة وأعضاء تناسلية، فتتحول إلى الطور البالغ، وتبدأ في التكاثر لتعيد دورة الحياة.

وفي المجموعة الثالثة من الحشـرات، التي تعرف بكاملة التحول، تمر الحشـرة بمراحل أكثر تعقيدا عما سبقها.

إذ يفقس البيض عن يرقة دودية تنمو وتتحول إلى عذراء، بداخل شرنقة من الحرير، تتحول بداخلها إلى الحشـرة البالغة، التي تفقس وتتكاثر وتضع البيض الذي يعيد دورة الحياة.

 

أما في عالم الطفيليات فتتعقد دورات الحياة، وتزداد مراحلها بهدف زيادة الأفراد حتى تتخطى صعوبات الحياة، ومناعة العوائل إلى جانب عوائل البيئة المختلفة.

فطفيلي الملاريا المعروف، برغم أنه من الحيوانات الأولية ذات الخلية الواحدة، لا يتكاثر مثل أقرانه الطليقة بالإنشطار المباشر إلى خليتين كما تقدم، بل هو يتكاثر بطريقتين: إحداهما جنسية بالأمشاج والأخرى لاجنسية بالانشطار المتعدد.

وتتبادل أجياله الجنسية مع أجياله اللاجنسية بين عائلين هما الإنسان وأنثى البعوض. وهكذا نجد في دورة حياة طفيلي الملاريا ظاهرة تبادل الأجيال.

 

وبالمثل تتطلب دورة حياة بعض الديدان الطفيلية، كديدان البلهارسيا، وجود عائلين، هما الإنسان وأحد القواقع في المياه العذبة. فتوجد الديدان البالغة في جسم الإنسان وتتكاثر فيه جنسيا (أي بالتقاء الذكر والأنثى وحدوث الإخصاب).

وتخرج البويضات من الإنسان المصاب (في البول أو البراز حسب نوع الطفيلي) وتفقس في الماء فتخرج منها يرقات باحثة عن العائل الوسيط وهو القوقع.

فتخترق أنسجته وتتحول فيه إلى عدة أطوار بالتكاثر اللاجنسـي، حتى يتكون الطور المعدي (السركاريا) بأعداد هائلة، فتخرج من القوقع في الماء باحثة عن إنسان يخوض في الماء لتخترق جلده وتعديه.

 

وقد حادت هذه الطفيليات عن الأسلوب المباشر في التكاثر مثل أقرانها الطليقة، وتعقدت دورة حياتها لتزيد من نتاجها المهدد بالفناء، نظرا للمخاطر التي تجابهها في البيئة كما أشرنا سابقا.

ومن الطفيليات أيضا ما ينتقل بين ثلاثة عوائل كدودة تسمى الهيتروفيس، فيكون الطور البالغ في أمعاء القطط أو الإنسان (من تناول الأسماك ناقصة الطهي).

وبوصول البويضات إلى أحد قواقع الماء المسوس (نصف المالح) تتحول فيه بالتكاثر اللاجنسـي وتخرج على شكل يرقات السـركاريا، التي تسبح باحثة عن العائل الثالث وهو سمكة البوري أو البلطي. 

 

فتخترق جلدها وتتحوصل في العضلات السطحية على شكل "ميتاسركاريا" (طور السكون) في انتظار العائل الأساسي آكل الأسماك، حيث تتحرر في هيئة دودة صغيرة في أمعائه وتنمو لتعيد دورة الحياة.

وعلى عكس ما سبق، من الديدان الطفيلية ما يقضـي دورة حياته في عائل واحد فقط ولا يحتاج لغيره، مثل ديدان الأسكارس والأنكلستوما وغيرها.

وتنتقل هذه الديدان من شخص لآخر إما بالبويضات بعد نزولها من المصابين (الأسكارس)، وإما بعد فقس تلك البويضات في التربة واختراق اليرقة لجلد إنسان جديد (الانكليستوما).

 

وتستغرق دورات الحياة فترات متفاوتة باختلاف الكائنات الحية. فمنها ما لا يتجاوز بضع ساعات من بداية عمر الكائن وحتى تكاثره لإعادة دورة حياته كما في البكتيريا وبعض الحيوانات والنباتات البسيطة أو وحيدة الخلية، ومنها ما يستلزم قضاء مدة طويلة قبل الوصول إلى عمر التكاثر والإنجاب.

ويتناسب طول هذه المدة مع درجة تطور الكائنات الحية. ففي كثير من النباتات والحيوانات الدنيا تبدأ دورة الحياة وتنتهي خلال أيام أو شهور، لكن في الأشكال العليا منها يبلغ طول دورة الحياة سنوات.

 

ويتضح ذلك بجلاء في الحيوانات الثديية التي يمتد عمرها أحيانا لعشـرات السنين، لكن دورة الحياة تنقضـي عند بداية التكاثر.

فالإنسان مثلا قد يمتد به العمر إلى التسعين لكنه يصل إلى سن البلوغ وإمكانية الإنجاب في نحو العشـرين، ويمكن بذلك أن يشهد ثلاثة أجيال من أبنائه وأحفاده، أي أن دورة حياة أجياله قد تتكرر ثلاث مرات في ذلك العمر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى