البيئة

مخاطر استخدام المحاصيل المهندسة وراثياً على البيئة

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

البيئة البيولوجيا وعلوم الحياة

هناك مجالٌ رئيسي آخر للبحوث حول تأثير المحاصيل المهندسة وراثياً وعواقبها البيئية. فقد أشارت ورقة بحثية حول المحاصيل المهندسة وراثياً نشرتها في عام 2005م جمعية البيئة الأميركية (منظمة علمية مهنية)، أن الآثار البيئية السلبية المحتملة لإطلاق كائنات مهندسة وراثياً في البيئة يمكن أن تشمل، تحت ظروف معينة:

(1) خلق آفات ومسببات أمراض جديدة أو جعلها أكثر نشاطاً؛

(2) تفاقم آثار الآفات الموجودة من خلال التهجين مع الكائنات ذات الصلة التي عُدلت وراثياً؛

(3) أصابة الضرر بأنواع غير مستهدفة [بالتعديل الوراثي]، مثل الكائنات الحية في التربة، والحشرات غير المضرّة، والطيور وحيوانات أخرى،

(4) اضطراب المجتمعات الحيوية، بما في ذلك النظم البيئية الزراعية، 

(5) الخسارة التي لا يمكن تعويضها أو تغيرات في التنوع الجيني ضمن الأنواع (Snow et al. 2005).

 

فكل هذه المجالات [المذكورة آنفاً] هي مثيرة للقلق وهي الآن موضع بحث جارٍ بين علميي البيئة وعلميي الأحياء السكانية وعلميي المحاصيل وباحثين آخرين. فلعلنا نشير إلى اثنين من البحوث المشاركة المخضرمة قد أكّدا أنّ "الفهم العلمي للعوامل المؤثرة في المخاطر البيئية ما زال موضوعاً يتطور، وأنه من غير المرجح أن الجدل حول المخاطر البيئية للكائنات المهندسة وراثياً سوف يحلّ في المستقبل القريب" (Andow and Zwahlen 2006) (12).

لقد بيّنا في وقت سابق أن هذا الكتاب يركز على الصراعات الاجتماعية المتعلّقة بإطلاق المحاصيل المهندسة وراثياً في البيئة، بحيث تكون هناك حريّة لإنتاجها، وهو ما يسبّب ظهور جينات ناشزة. فالعالمة الأنثروبولوجية بيرجيت مولر (Birgit Müller) قالت عام 2006 بهذا الخصوص "على الرغم من تصميمها من قِبل الإنسان لخدمة الأغراض الخاصة بالإنسان، فمن تلك اللحظة فصاعداً عندما يتمّ إطلاق النباتات المهندسة وراثياً في البيئة، فإنها قد تصبح هذه خارج سيطرة الإنسان وتتطوّر لتصبح لها وكالة خاصة بها" – أي يعني ذلك أنها قد يتم التصرف معها وكأنها أي نبات آخر [لم يعدّل وراثياً]، فتنمى وتُنتج وتتزايد موادها الوراثية بالتكاثر والتناسل [من دون أية سيطرة عليها].

فهذه الحالات المتعلّقة بإنتاج المحاصيل المهندسة وراثياً، بدورها قد تؤدّي إلى إنتاج غذاء غير مرغوب فيه، أو تؤدي بشكل متزايد إلى اعتبار المزارع الملوثة شيئاً مألوفاً.

 

ففي هاواي، على سبيل المثال، تمّ في عام 1998 إدخال مجموعة متنوّعة من البابايا المهندسة وراثياً لغرض مكافحة الفيروس الذي تسبب بتدمير المحصول. وبعد سنوات لاحقة قليلة، اكتشفت ائتلاف من النشطاء أن بذور البابايا المهندسة وراثياً قد أصبحت منتشرة على نطاق واسع في [أماكن] التزوّد بالبذور، مما أحبط رغبة بعض المزارعين في إنتاج فاكهة غير مهندسة وراثياً (Bondera and Query, 2006).

أما في أستراليا فعمليات الفحص المتكررة أثبتت إيجابية المواد الوراثية المهندسة وراثياً، حتى عندما كانت بذورها المهندسة وراثياً محرمة، ولربما كان ذلك بسبب التجارب الميدانية التجريبية أو بسبب خطأ المعلومات الملصقة على أكياس البذور تلك (Australian Broadcasting Corporation 2005, 2006).

وفي عام 2009 كانت هناك سلسلة من الاكتشافات المحيرة بخصوص الأغذية التي تحتوي على نوع من خيوط الكتان المهندسة وراثياً، مما استوجب إلغاء تسجيلها رسمياً ليتم تدميرها عام 2010 م، وحتى الآن ما زال من غير الواضح [ذلك الالتباس] في ماهية الإمدادات الكندية من البذور(Greenpeace International and GeneWatch UK 2009, Nickel 2010).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى