الاماكن والمدن والدول

صحارى أستراليا: شعوبها وتأثير الغزو الأوروبي عليها

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا

تمكن الناس من البقاء في المنطقة الأسترالية الجافة لعدة آلاف من السنين. وتعود أقدم البقايا البشرية الى حوالي 40000 سنة وتخص أسلاف السكان الأصليين في أستراليا.

وعلى أي حال فقد تم اكتشاف مواقع ترجع الى 60,000 سنة وتشير الأدلة البيولوجية الى أن الناس قد وصلوا حتى قبل ذلك التاريخ – منذ حوالي 140,000 سنة.

وعندما بدأ الاستيطان الأوروبي في عام 1788 إنخفضت بسرعة تامة أعداد السكان الأصليين، وخاصة في الأطراف الخصبة من البلاد. وقام الأوروبيون بوضعهم في مجموعات داخل بعثات ومحميات.

وعلى الرغم من أن لدى السكان الأصليين الآن أرضهم القبلية (Tribal Lands) الخاصة بهم فإن العديدين انتقلوا الى المدن.

 

وفي السنوات الأخيرة حدثت حركات «انتقالات نائية» مع انتقال مجموعات صغيرة من السكان الأصليين الى مستوطنات بعيدة حيث يكون بوسعهم العيش بأساليب تقليدية بقدر أكبر في الصحراء.

ويعتقد بصورة عامة أن بوسع جماعات الصيد وقطف الغلال من السكان الأصليين العيش في انسجام مع بيئتهم. وفي الآونة الأخيرة أشار البعض من العلماء الى أن صيد اولئك السكان أثر على أعداد الحيوانات المحلية وأنه ربما تم الإجهاز على الحيوانات الأكبر حجماً.

ويوجد دليل أيضاً على أن السكان القدماء غيروا بيأتهم بصورة جذرية جداً من خلال النار. كما أشير أيضاً الى أن جمع السكان الأصليين للنباتات لأجل الطعام أثر على النظام البيئي في أستراليا.

 

– الغزو الأوروبي

وسواء ألحقت أساليب السكان الأصليين في الصيد والقطاف الضرر في البيئة أم لا يوجد القليل من الشك ازاء تأثير الأوروبيين على الأراضي الجافة وشبه الجافة. وقد كانت عواقب الإزالة والرعي الجائر والزراعة المفرطة مدمرة.

وتم القيام بمشاريع إزالة وترحيل ضخمة من أجل تمهيد الطريق أمام الرعاة، وكانوا يتتقلون الى الأراضي الجافة في الوقت «المناسب» –عند هطول المطر بغزارة– ثم ينسحبون عندما تصبح الأرض شديدة الجفاف من جديد مخلفين وراءهم مساحة من الأرض القاحلة.

تمت ازالة الغابات والأدغال لعدة أسباب اخرى بخلاف توفير الأرض للرعي. وفي اقليم «كالغورلي» على سبيل المثال تظهر بقايا جذوع الأشجار أن هذه المنطقة «الجافة» كانت غابات في زمن الاندفاع الأول على الذهب في أواخر القرن التاسع عشر. وقد تم تدمير الأشجار بأعداد كبيرة من أجل البناء وعمليات صهر الذهب.

وعلى أراضي الأطراف تم استخدام أسلوب «الحرث التجديدي» الشديد. وإذا أعقب ذلك هطول جيد للمطر يتم الحصول على الغلال،وإذا كانت الأمطار غير كافية يحصل المزارعون على مساعدات.

وتسهم هذه الممارسات بقدر كبير في التآكل. ونتيجة لذلك عرف عن عواصف الغبار أنها تحمل«المطر الأحمر» من أعلى التربة في المنطقة الجافة وحتى ملبورن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى