أحداث تاريخية

إصابة شخصيات عربية مرموقة بمرض الملاريا

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

شخصيات عربية مرض الملاريا أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

في مشرقنا العربي الإسلامي لم تكن حالنا مع الملاريا بأحسن مما كان عليه أهل الغرب، فقد كانت الحمى عندنا تعني الملاريا، وإن كنا نسميها في بلادنا باسم البرداء، لانها متتابعات من شعور البرد، تعقبه حمى تداهم تباعاً كل ليلة، أو هي كل ثالث ليلة وهكذا.

ولعل الدليل على هذا ما سجله لنا شاعرنا العربي المتنبي في قصيدة له باسم الحمى التي أصابته وهو بمصر عام 959، حين كان في كنف كافور الإخشيدي حاكم مصر، الذي يقال إنه قد وعده بولاية لكنه أخلف معه وعده.. ؟ يقول المتنبي في بعض قصيدته هذه:

عليل الجسم ممتنع القيام

 

 

شديد السكر من غير المدام

وزائرتي كأن بها حياءً

 

 

فليس تزور إلا في الظلام

بذلت لها المطارف والحشايا

 

 

فعافتها وباتت في عظامي

يضيق الجلد عن نفسي وعنها

 

 

   فتوسعه بأنواع السقام

إذا ما فارقتني غسلتني

 

 

كأنا عاكفان على حرام

كأن الصبح يطردها فتجري

 

 

مدامعها بأربعة سجام

أراقب وقتها من غير شوق

 

 

مراقبة المشوق المستهام

ويصدق وعدها والصدق شر

 

 

إذا ألقاك في الكرب العظام

أبنت الدهر عندي كل بنت

 

 

فكيف وصلت أنت من الزحام

 

 

إننا لا نظن أن هناك وصفاً طبياً يفوق وصف المتنبي، الذي صاغه عن تجربة حية لا يستطيعها غيره، بالرغم من شيوعها وانتشارها بين الناس في ذلك الوقت، والذي يستحق أن يسجل في هذا المقام "ريكاردوس" قلب الأسد الذي كان أصحابه الإنجليز يسمونه ريتشارد صاحب صلاح الدين الأيوبي، وغريمه في الحملة الصليبية الثالثة عام 1190م.

فالتاريخ يذكر لنا أي تفصيل ابداً عن طبيعة هذا المرض الذي أصاب الملك الصليبي، لكن الشواهد التاريخية التي تروي سيرة الملك الإنجليزي تؤكد إصابته بالملاريا عبر بعوضة فلسطينية موتورة، انتقمت من الملك الغازي.

ولهذا أصابه الضعف والهزال الشديد لدرجة أنه قتل أثناء اشتباك طفيف مع "فيليب" ملك فرنسا الذي كان يشاركه الحملة الصليبية عام 1199م، ولم يتجاوز من العمر 42 عاماً.  فقد كان ريكاردوس يعاني من حمى الملاريا منذ أن كان في الأراضي المقدسة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى