التاريخ

تفسير الجنون لدى الحضارات المختلفة

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

الجنون الحضارات المختلفة التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

ليس بالهين تحديد مواصفات الجنون، أو تعريف المجنون عن إنسان الحضارات الأولى، عندما كان أي خلل في المنطق أو السلوك يعتبر من وحي الشيطان والأرواح الشريرة، إلا في أحوال معينة.

فقد كانوا يعزونه أحياناً إلى الاتصال بالآلهة، وصاحبها في هذه الحال إنسان مبارك يسعى الناس إلى التقرب منه وطلب رضاه، بينما كان العكس إذا ما داخلت القناعة ضمير الناس بأنه وحي شيطاني، فالعذاب والاضطهاد هو نصيب الضحية، والهروب منه منجاة من شره.

لقد وجدوا في كثير من بلدان العالم جماجم قديمة مثقوبة، وأشهرها ما وجدوه في "بيرو" لأن أصحاب هذه الجماجم في تقدير المختصين الذين فحصوها كانوا يشكون من شيء ما في المخ، قد يكون صداعاً مزمناً مثلاً، أو يكون سلوكاً شاذاً، ولا شك أنه من فعل الشياطين والأرواح الشريرة التي سكنت داخل جمجمة المريض، ولا شفاء له إلا بخروجها منه، فكانت من ذلك عمليات التربنة التي تقوم على أساس إحداث فجوة في الجمجمة تخرج منها تلك الأرواح الشريرة.

 

وربما كان يفسر الجنون عند بعض أهل الحضارات على أنه من فعل آلة الشر عند من كانوا يؤمنون بآلهة للشر وآلهة للخير (كالزارادشيتية المجوسية)، أو هو من غضب الآلهة عند من لا يؤمنون بهذا التوزيع الإلهي.

فقد ذهبوا قديماً إلى أن آلهة القمر واسمها (لونا)  Luna هي المسؤولة عن هذه الماساة لهذا صار اصطلاح "جنون القمر"، لأنهم على قناعة بأن فوعة الجنون تزداد في الليالي المقمرة، وأشدها يكون عندما يصبح القمر بدراً.

ومن اسم "لونا" اللاتيني هذا كان اشتقاق اسم مصحات الأمراض العقلية في اللغة الإنجليزية ليونار اسايلوم Lunar asylum، وهي تعني حرفياً المصطحات أو المعتزلات القمرية، بل إن اسم الجنون في اللغة العلمية الإنجليزية هو "مانيا" Mania اشتقاقاً من كلمة "مون Moon" تعني القمر.

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى