التاريخ

معتقدات مختلفة حول مرض الصرع والشخصيات التاريخية المصابة به

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

الشخصيات التاريخية مرض الصرع التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

لم يكونوا فيما مضى يفرقون بين الخلل الوظيفي للمخ والخلل العضوي، فالإصابة بالصرع مثلاً ونوباته المخيفة المتتابعة من صراخ وتشنج وغيبوبة مما يداهم المريض، كانت تحتسب فيما مضى وتدرج تحت مظلة الأمراض العقلية.

وقد ذهب بعضهم إلى أنها مس شيطاني يجب الحذر منه، فيما ذهب بعض آخر إلى أنها اتصال إلهي فصاحبها إذن مبروك يرتجي منه الخير، لهذا سموه بالمرض المقدس، مع إن الصرع على الأغلب هو إصابة عضوية دمرت بعض خلايا المخ فصارت تصدر دفقات قوية من الإشارات العصبية على غير ما هي طبيعتها مما لا يفهم له الطب سبباً حتى الآن.

وبهذه المناسبة لا بد أن نؤكد أن القوى الذهنية لا علاقة لها بأي مظهر من مظاهر اضطراب العقل العضوي أو الوظيفي، فليس معتل العقل غبياً كما قد توهموا في الماضي لدرجة أن صنفوا المجانين مع الحيوانات ولكن على هيئة البشر، لهذا عاملوهم معاملة الحيوانات على أفضل تقدير. 

 

وفي أحيان أخرى عذبوهم بأبشع صور التعذيب طرداً للعفاريت التي سكنت عقولهم، وتوطنت أجسامهم، فكانوا يسجنون زرافات ووحدانا في أماكن مظلمة رطبة، ويربطون بالسلاسل، ويجلدون أن يحرقون، بل قد يفتحون جماجمهم بكل وحشية لإزالة ما يسمى بحجر الجنون الذي في رؤوسهم.

وتدليلاً على أن الصرع ليس من قبيل الجنون ولا هو من الغباء في شيء، يكفينا أن نعلم أن أشهر مرضى الصرع في التاريخ كان منهم الإمبراطور الروماني الأشهر "يوليوس قيصر" الذي اعتبروه إماماً من أئمة الحرب، ومن أشهر قادتها في ما مضى من الزمان!

بل إن قائمة المصروعين القدامى قد تضم بين دفتيها اسم الفيلسوف "سقراط"، كما تضم اسم "الاسكندر الأكبر المقدوني" "ذي القرنين"، ومعهم "نابليون بونابرت"، والكاتب الروسي المبدع "دوستويفيسكي"، صاحب رواية العبيط الذي صور بطلها ضحية من ضحايا الصرع، كما نضيف إليهم اسم "قمبيز" ملك الفرس المشهور واسم البطل "هرقل"، وما من أحد من هؤلاء كان مجنوناً ولا كان غبياً عبيطاً … هكذا قالوا والله أعلم!

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى