الفنون والآداب

العناصر التي يحتوي عليها فن كتابة “الرواية” ونبذة تعريفية عن أهم الروائيين

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الرواية عناصر الرواية الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

الرِّوايةٌ لونٌ من ألوانِ القصة. وهي قصةٌ طويلةٌ ذاتُ حَدَثِ رئيسيٍّ تتشعّبُ عنه أحداثٌ فرعيةٌ ترتبطُ بالحدث الرئيسي.

ويضطَلِعُ ببطولَةِ الروايةِ شخصياتٌ رئيسيةٌ تُساعِدُها شخصياتٌ ثانويةٌ تساهِمُ في تحريكِ الحدثِ وتنْمِيته.

وتقسَّمُ الشخصياتُ الثانويةُ إلى شخصياتٍ مساعدةِ للأبطالِ تساندهُم وتحفزهُم على تحقيقِ غاياتهم، وشخصياتٍ مُعاديةٍ للشخصياتِ البطولية تعوقُ مسيرَتها وتضعُ العقبات في طريقها.

 

وتعتمدُ الرّوايَةُ بالدرجةِ الأُولى على سرْدِ الأحْداثِ، ولكن في الغالبِ يتداخلُ معَ السرْدِ الحوارُ الذي يتبَوَّأُ مكانةً ثانوثةً في الرواية.

والحوارُ هو حديثٌ يدورُ بين شخصيتّتينِ أو أكثرَ في سياقِ الرواية. ويُفيدُ الحوارُ في شرح وِجهات النّظرِ وتقريبِها إلى ذهنِ القارئ.

وتتشابكُ أحداثُ الرواية وتبلغُ ذرْوَتها الدَّرامية حتَّى تَصِلَ إلى الحَلِّ. وقدْ تنتهي الروايةُ نهايةً سعيدةً أو حزينة. وفي بعضِ الأحيانِ يَتْرُكُ الكاتبُ النهايةَ مفتوحةً لخيالِ القارئ.

 

ويلعبُ عنْصُرا الزمانِ والمكانِ دوراً بارِزاً في سياقِ الرّواية. ونظراً لطولِ الروايةِ غالباً ما تتعدَّدُ فيها الأزمنةُ والأماكِنُ وربما يتجاوَزُ زمَنُها جيلَينِ أو أكثر. وقد ينتقلُ الأبطالُ من بلدٍ إلى آخر.

وقد تطوّرَتِ الروايةُ كثيراً في العصرِ الحديث. فمنذُ بدايةِ هذا القرنِ حتَّى منتصفِه، ظهرت الروايةُ الرومانسيَّةُ التي استمدّ الكتّابُ فِكْرَتَها من الأوضاعِ السياسيَّةِ السائدَةِ في الوطنِ العربيِّ.

وعلى الرغْمِ من ظُهورِ الحركاتِ الرُّومانسية في أوروبا لمعالجةِ الأوضاع السياسية، إلا أنّ تأثيرها في العالِم العربيِّ قد اقتَصَرَ على الأدبِ سواءً الشعرُ أم النثرُ.

 

ومن الرواياتِ العربيةِ الرومانسيَّة قصةُ «زينب» للكاتب المصريّ المعروف محمَّد حسين هَيكل. وتدورُ حولَ نظامِ الإقطاع في مصر قبل ثورة يوليو عام 1952.

وبعدَ ظُهورِ حركاتِ التحرُّر العربيِّ من رِبْقَةِ الاستعمار، تحوّلَ فَنُّ الروايةِ من الرومانسية إلى الواقعية، حينَ عمدَ الروائِيّونَ إلى الدَّعوةِ لمعالَجَةِ الأوضاعِ السائدَةِ والمساهمةِ في وضع الحُلولِ والتَصَوُّراتِ التي يَرونها في سبيلِ مجتمعٍ أفضلَ. وذلكَ من خلالِ طرْح قضايا الساعةِ ومعالَجَتُها ومُعالَجَةً واقعيَّةً بعيدةً عن العاطِفَةِ والرومانسية.

وقد برزَ في فنّ كتابةِ الروايةِ كثيرٌ من الروائيين في الوطنِ العربي، كطه حُسين، وتوفيق الحكيم، ومحمود تيمور، وإبراهيم عبد القادر المازني، وجورجي زيدان، وعبّاس العقاد، ومحمد فريد أبو حديد، وكثير غيرهم.

 

وقد تُوِّجَ هذا الفنُّ الأدبيُّ العربي بفوزِ نجيب محفوظ بجائزة نوبل العالمية الكبرى في الأدب، عام 1988.

وعرِفَ الأدبُ الكويتيُّ فنَّ الرّواية ونبغَ فيها عددٌ من الأدباء المُعاصرين. ومن أشهر الروائيينَ الكويْتّيين، شيخ القصاصين فَهْد الدُّويري الذي ألَّفَ رواية «ريح الشَّمال».

وهذه الروايةُ تسجّلُ بأسلوب فنيّ أحداثَ الاحْتِلال الغاشمِ لدولةِ الكويت عام 1990 ومظاهر الرفْضِ والمُقاومة بينَ أبناء الكويتِ حتى تحقيقِ التحرير والنصْرِ بعدَ سبعةِ شهورٍ من الغزو.

 

واسماعيلُ فهد إسماعيل الذي ألَّفَ سُباعيَّةً روائيةً باسم «أحداثيات زمن العزلة»، تدور حولَ الغزو العراقي الغاشمِ لدولةِ الكويت. إضافةً إلى عددٍ كبيرٍ من الروايات.

وطيبةُ الإبراهيم التي اشتهرت برواياتِ الخيالِ العلمي. وكرواية «الإنسان الباهت» و«الإنسان المتعدّد» و «انقراض الرجل». إلى جانبِ العديد من الروايات الاجتماعية والبوليسية.

وليلى العثمان التي ألّفَت عدداً من الرواياتِ ذاتِ الطابَعِ الاجتماعيّ مثل «المرأة والقطة» و«سمية تخرج من البحر». ووليد الرّجيب وله رواية اجتماعية أسماها «بدرية».

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى