الطب

التنسيق الدولي حول المشاركة في عملية الاستئصال

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

تستلزم المشاركة الدولية في مبادرات الاستئصال وجود آلية للتنسيق الدولي. وعلى هذه الآلية أن تتعامل مع تعقيدات المنظمات العالمية، والحكومات القومية والاقليمية والمنظمات العالمية والقومية غير الحكومية، ومع تشكيلة واسعة من الترتيبات الثنائية والمتعددة الجوانب العالمية (Bhattacharya and Dasgupta 2009).

فتاريخ استئصال الأمراض حتى يومنا هذا يتم برعاية من منظمة دولية لإيصاله لدولة وطنية مع احتمال وجود نزاعات معها (Smith et al. 2004؛ Taylor 2009). وتكون منظمة الصحة العالمية منظمة دبلوماسية فتعطي الأولوية للدولة الوطنية، ولكن حيث تكون سلطة الدولة ضعيفة، فإن المقدرة على إيصال برنامج استئصال قد تعتريها المشاكل.

وبالمقارنة مع حقبة برنامج استئصال الجدري، يوجد الآن المزيد من المتدخلين الدوليين. ويوجد المزيد من الدول الوطنية، وغالباً مع عدد متزايد من الكيانات السياسية الإقليمية والمنظمات غير الحكومية المتنفذة. فعلى سبيل المثل، في الماضي كانت سياسة نشر المناعة في العالم تقررها إلى حد كبير منظمة الصحة العالمية، أما اليوم فإن البنك الدولي، ومؤسسة بيل ومليندا غيتس، والاتحاد الدولي للقاحات والمناعة، ومنظمة الروتاري العالمية، كلها لها تأثيرها في رسم السياسة.

 

ويمكن اليوم تحليل توفر المال من المتبرعين لبرامج السيطرة على الأمراض المعدية، بما فيها مبادرات الاستئصال من حيث حاجة المتلقين، ومصلحة مقدمها أو الأطر السياسية الدولية (Shiffman 2006). فالتمويل من المتبرعين يبدو فقيراً بحمل عبء الأمراض في الدول المتلقية، وغالباً ما يعكس مفاهيم العبء في الدول المتبرعة (Shiffman 2006).

كما توجد دوافع للتعاون الدولي (Thompson and Duintjer Tebbens 2008a)، ولكن الخبرة ونظرية اللعبة تبينان أنه قد تكون هناك حاجة إلى شيء من الإرغام (Barrett 2004). ولقد كان القانون الدولي مهماً في السيطرة على الأمراض المعدية، وقد نشأت تنظيمات الصحة العالمية كوسيلة لتحقيق التعاون Lazcano-Ponce et al. 2005؛ وGainotti et al. 2008).

الحل الجزئي لهذا الوضع قد يكون دبلوماسياً ومالياً، إذ من الممكن ممارسة الضغط دبلوماسياً في مبادرات الاستئصال، وقد حاولت منظمة الصحة العالمية ذاتها ذلك في نيجيريا. ويمكن مساعدة الدول مالياً لاستئصال الأمراض فيها، إذا كانت أولوية تلك الدول أقل من أولويات المتبرعين بالمساعدة.

 

الاستنتاجات

يطرح استئصال الأمراض فوائد فريدة وتحديات جديدة. إنها لعبة تكتنفها مخاطر كبرى، وتتطلب المشاركة العالمية لفترات طويلة في بيئة تكون فيها آليات تأمين المشاركة ضعيفة. ومع ذلك فقد تحقق الاستئصال في مناسبة واحدة وأزيل الجدري كخطر من دول العالم، هذا بالإضافة إلى أن مناطق واسعة من العالم قد أزالت شلل الأطفال وداء الكلب وداء التنينة وداء الخيطات اللمفاوية، وحتى الملاريا.

ولكن لا يمكن إنجاز الاستئصال دون النظر إلى المستقبل فإذا أخذت جماعة سكانية ما بعين الاعتبار مصلحتها الحالية فقط فإن المشاركة في مبادرات الاستئصال لن تكون كافية للوصول إلى هدفها. فحالة توظيف الأموال للاستئصال هي من أجل الأجيال القادمة في المستقبل، وأن تأييدها يجب أن يتركز على ذلك.

ولإحراز النجاح من الضروري خلق الظروف التي تراعي وجود أجيال مقبلة، رغم التحفيز على إشاعة السلام والمحافظة على البيئة. ويجب إيجاد الآليات للحفاظ على توافق برامج الاستئصال بين المشاركين الذين تختلف مصالحهم بما يكفي لحصول نزاعات سياسية عميقة وحتى الحروب المعلنة. وهذا سينشئ بالضرورة خليطاً من الدوافع والدوافع العكسية .

فكثير من البلدان لديها أولويات أكثر إلحاحاً من استئصال الأمراض، ويجب إيجاد وسيلة ما لتوفير الدعم لكل من هذه الأولويات ومبادرات الاستئصال. ويبدو أنه يجب أن ينشأ مبدأ ينص على أن أولئك الذين يتلقون أكثر المنافع يجب أن يكونوا المساهمين الأكبر في دفع الأكلاف.

 

تنطبق هذه الاعتبارات على كافة المستويات. كما توجد الحاجة لوجود قيادة دولية، في نطاق تعتمد فيه هذه القيادة على الاتفاق الذي ترغب به سائر الدول.

وتوجد حاجة لقيادة قومية واجتماعية لتغطي الخلافات الأخرى في الرأي العام الاجتماعي وبالموافقة على استئصال الأمراض. وتعتمد مبادرات الاستئصال بشكل حاسم على مشاركة معظم المجموعات المهمشة، مما يهيئ فرصة لا سابقة لها لتلك المجموعات لممارسة ضغطها السياسي لتحقيق غاياتها، وبالمقابل فهي وسيلة لإدخال هذه المجموعات في المجتمع بشكل أوسع.

أما المعايير السياسية والاجتماعية للاستئصال فتتعدى كل ما عداها. فمع كون استئصال مرض ما ممكن تقنياً، فإن التوافق والتنظيم والتمويل تحتاج كلها إلى من يقيمها ويرعاها.

ولا يمكن إقامة ذلك خارج عالم السياسة. فبالرغم من هذه الصعوبات، فإنه الأقرب إلى ما يدهشنا أنه قد تحقق استئصال المرض وهو ممكن بالنسبة لعدد من الأمراض الأخرى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى