الطب

دور الدبلوماسية العالمية في عملية استئصال الأمراض

2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين

والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

يتوقف برنامج الاستئصال على المشاركة النشطة من قبل جميع الأمم، حتى أن فشل إحدى الدول في التخلص من المرض يكون مصدراً للعدوى لبقية الدول (Farchy 2005).

إذ لا تعتبر أية دولة صغيرة جداً بحيث يمكن تجاهل مساهمة سكانها في انتشار المرض في أية مبادرة استئصال.

وهذا يشكل تحدياً دبلوماسياً. فسلوك العناصر الممرضة لا يأبه للتوجه السياسي لحكومة أية دولة، بحيث يجب أن تضم الترتيبات الدولية جميع الحكومات، القائمة حالياً  والقائمة بقوة الشرع كليهما بما فيها تلك التي لا تعترف ببعضها، أو التي يقوم بينها حروب. ويجب استمرار هذه الترتيبات بشكل دائم لأنه، كما بينت أعلاه، يتوجب الإبقاء على مستوى ما من الجهود.

توفر نظرية اللعبة الإطار لدراسة الأعمال التي تقوم بها الدول. والخيارات المتوفرة لأي منها في أية مرحلة من مراحل استئصال المرض تقوم بها الدول بصورة مستقلة عن بعضها، ولكن الخيار الأمثل لكل منها يتوقف على ما تقوم به الدول الأخرى (Thopmson and Duintjer Tebbens 2008a).

وفي حالة الاستئصال فإن اللعبة قد تشخص على أنها "معضلة السجين". وهنا، فإن المنافع والأكلاف من الاستئصال ليست هي ذاتها بالنسبة لجميع اللاعبين، واللاعبون يستطيعون أن يختاروا بين التعاون أو الانشقاق. وبالنسبة لبعض اللاعبين فإن صافي الأكلاف والمنافع بالنسبة للتعاون هو أقل من صافي الأكلاف والمنافع لعدم التعاون.

 

في حين أن استئصال المرض يعني أن الدول إما أن تشارك أو لا تشارك في برنامج الاستئصال، ثم يتبين أن الاستجابة "العقلانية" هي أن لا تشارك (Leyton-Brown and Shoham 2008). فإذا تلقت جميع الدول نفس المنفعة، فإن اللعبة هي "لعبة تنسيق وتسوية" Coordination Game، حيث لا توجد مصالح متضاربة، وتكون الاستراتيجية المثلى عند كافة اللاعبين هي التنسيق بين استراتيجياتهم (Barrett 2004؛ Barrett and Hoel 2007).

قد لا يكون الخيار الأمثل لبلد بعينه أمثل بالنسبة للعالم ككل، وبذلك يجب إيجاد آلية للتوصل إلى نتيجة مثلى عالمياً، وتقلل بنفس الوقت من الأكلاف (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية) بالنسبة لكل بلد على حده. فالدبلوماسية التقليدية، قد تُستجر لدرجة ما من الإرغام.

وبالرغم من إمكانية غض النظر عن درجة محدودة من عدم المشاركة داخل البلدان، في البرنامج المناعي، فإن عدم المشاركة في مرحلة السيطرة بعد الاستئصال (مثل، بإقامة أنظمة للأمن المختبري) لا يمكن غض النظر عنه إطلاقاً.

لأن هناك متطلبات للمشاركة العالمية، وهناك دوافع للدول غير الراغبة بأن تضع البرنامج للحصول على فدية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأمم ليست ثابتة على حال واحد لا يتغير ؛ فهي تتألف من قوى سياسية متنافسة، وعند القوى السياسية الدوافع للمنافسة ضد الحكومة للتصرف بنفس الأساليب بين الأمم.

ويحدث هذا حيثما يكون الأمن أو انعدام الشرعية السياسية عقبة أمام البرامج المناعية أو الاستئصالية، ويحدث في الكثير من البلدان. والأمثلة الواضحة التي تؤثر على استئصال شلل الأطفال هي أفغانستان وباكستان وتوقف البرنامج في شمال نيجيريا في 2003 – 2004.

 

وتفترض المبادرة إلى الاستئصال أيضاً أن تقيّم الدول صحة أجيالها المقبلة، حتى في حال إهمالها. فالدورة السياسية، حتى عند الحكومات ذات الفترات الطويلة في الحكم هي أقصر من هذا الأفق الزمني، ومن غير المحتمل أن تدخل المنافع الصحية بعد 50 – 100 سنة في جدل السياسة. وأكثر من ذلك، فإن الصحة العامة ليست في العادة حقلاً تشعر فيه الحكومات بالضغوط السياسية القوية.

كما أن التعاون الدولي سيبقى مطلوباً ولازماً إلى ما لا نهاية بعد تحقيق الاستئصال. وتصبح إدارة ما بعد الاستئصال مشكلة تأمين، وهكذا فإن جميع الدول سيكون عندها دافع ما لحماية سكانها من خطر عودة المرض، ولكنها ستقوم بذلك على مستويات مختلفة. ومن المؤكد أن التعاون بين الدول للتضامن ضد عودة أو للتهرب من ناقل أمراض مستأصل سيكون أقل كلفة (Thopmson and Duintjer Tebbens 2008a).

 

في الدول الوطنية يكون مذهبها هو المصلحة في تشجيع الدول الأخرى لتحسين سيطرتها على الأمراض المعدية (Gainotti et al. 2008)، وقد أقيمت الآليات الدولية وعلى الأخص التنظيمات الصحية الدولية لتحقيق هذه الغاية. والرقابة الدولية على الأمراض في البيئات بعد الاستئصال هي مماثلة لفحص الأفراد من أجل كشف تلك الأمراض.

وغالباً ما يعزف الأفراد عن معرفة حالتهم المرضية، أو قد يخفونها، كما أن معرفة حالتهم المرضية تؤثر على سلوكهم بطرق مختلفة (Gersovitz and Hammer 2003). لأن الأفراد المصابين قد لا يتصرفون بالضرورة بطرق تؤدي إلى التقليل من انتشار أمراضهم. أما المصابون ذوو التوقعات المتشائمة فقد يمارسون سلوكاً خطراً (Auld 2003). وبالمثل، فقد تتصرف الدول بطرق مشابهة جداً لذلك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى