النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن نبات الشوفان

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نبات الشوفان النباتات والزراعة الزراعة

الشُّوفَانُ جنسٌ من النَّجيليَّاتِ الّتي تُسَمَّى أيضًا حَشائِشَ، ومِنهُ خَمسةُ أنواعٍ تَنْمو في مِنْطَقَتِنا العَرَبِيَّةِ.

منها نَوْعان بَرِّيانِ غَيْرُ شائِعَيْن يَنْمُوَانِ في الرَّوْضاتِ في كلٍّ من دَوْلَتَيْ الكُوَيْتِ والمَمْلَكَةِ العَربيَّةِ السَّعودِيَّةِ، أَحَدُهُما يُسمَّى «ذِنْبان» والثاني يُسمَّى «ديْسَرَة»، والنوعُ الآخرُ يوجدُ أيضًا في دَوْلَةِ قَطَر.

ويوجدُ في مِصْرَ خَمْسَةُ أنواعٍ جميعُها بَرِّيَّة، أربعةٌ منها شائِعَةٌ كأْعشابٍ في حُقولِ الزِّراعَةِ أو الصَّحَاري، ونوعٌ منها غيرُ شائِعٍ. من هذه الأنواعِ الخَمْسَةِ نوعٌ واحدٌ فَقَطْ له قيمةٌ اقتصادِيَّةٌ، ولكنَّه لا يُزْرَعُ ويُسَمَّى الزُّمَّيْر.

 

وقد نَشَأَ النَّوْعُ ذُو القِيمَةِ الاقْتِصَادِيَّةِ في مِصْرَ عن حَشيشَةٍ بَرِّيَّةٍ، ثم تغيَّرَ وتَطَوَّرَ بالفِلاحَةِ في مَدَى القُرونِ المُتَعاقِبَةِ.

وبَعْدَ زِراعَتِهِ عَادَ ثانِيَةً إلى البَرِّ، ولذلِكَ كانَ من الصَّعْبِ بيانُ مَوطِنِهِ الأَصْلِيِّ وسَلَفِه البَرِّيِّ.

وقد وُجِدَتْ أَقْدَمُ حبوبِ الشُّوفانِ المعروفَةِ في مِصْرَ ضِمْنَ بقايا يَرْجِعُ تاريخُها إلى الأُسْرَةِ الثَّانِية عَشْرَةَ الفِرْعَوْنِيَّةِ، ولكنْ لم يوجدْ دليلٌ علَى أنَّهُ كان يُزْرَعُ في مِصْرَ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ.

 

وعلى العُمومِ تُوجَدُ أَدِلَّةٌ كافِيَةٌ علَى أنَّ حبوبَ الشُّوفَانِ كانَتْ معروفَةً منذُ القدَم في شَمالِ غَرْبِ أُوروبا، وفي مَوَاقِعَ عديدةٍ من سُوِيسْرا وأَلْمانيا والدَّانِمَرْك وفَرَنْسا. ودَلَّتْ دِراسَتُها علَى أنَّها أنواعٌ يَرْجِعُ تاريخُها إلى 2000 – 1000 سَنَةٍ قبل الميلاد.

ويَعْتَقدُ بعضُ العُلَماءِ أنَّه كانَ واسِعَ الانْتِشارِ في أجزاءَ من آسْيا الصُّغْرَى حيثُ كان يُستعمَلُ عَلَفًا للخَيْلِ، وكان النَّاسُ يأكلونَه إذا قَلَّتْ الأنواعُ الأُخْرَى من الحُبوبِ.

ويتراوح ارتفاعُ الشُّوفَانِ من 60 إلى 150 سنتيمترًا. مجموعُهُ الجِذْرِيَّ عَرَضِيٌّ وأَوْراقُه شَريطِيَّةُ الشَّكْلِ ولَونُها أَخْضَرُ ضَارِبٌ إلى الزُّرْقَةِ، ونَوْرَتُهُ سُنْبُلَةٌ مُفَكَّكَةٌ تَتَدَلَّى سُنَيْبِلاَتُها إلى أسْفَلَ عِنْدَ النُّضْجِ.

 

ويُزْرَعُ الشُّوفَانُ في المَناطِقِ مُعْتَدِلَةِ الشِّتاءِ، مثل كاليفورْنيا ومِنْطَقَةِ البَحْرِ المُتَوَسِّطِ. وفي سكوتلانده يُخَصَّصُ ثُلُثُ المِساحَةِ المُنْزَرِعَةِ لهذا المَحْصولِ.

ويفضِّلُ الشُّوفَانُ الأراضِيَ الثَّقِيلَةَ، ولكنْ يمكنُ زراعَتُهُ في أيِّ تُرْبَةٍ هَشَّةٍ، حَتَّى لَوْ كانَتْ ضعيفَةً مُجْهَدَةً. واحتياجاتُ النباتِ المائِيَّةِ عالِيَةٌ ولذلِكَ لا تَنْجَحُ زِراعَتُهُ في المناطِقِ مُرْتَفِعَةِ الحرارَةِ إلاَّ إذا توافَرَتْ بها كمياتٌ كبيرةٌ من المَاءِ

والشُّوفَانُ له قيمةٌ غذائِيَّةٌ عالِيَةٌ. ففي سكوتْلانْدَه كانَ الشُّوفَانُ، ولَيْسَ القَمْحَ، مادَّةَ الغِذاءِ الأساسِيَّةَ عَبْرَ القرونِ، واسْتَخْدَموهُ على هَيْئَةِ فَرِيكٍ وخُبْزٍ وفَطائِرَ. وفَريكُ الشُّوفَانُ من أطْعِمَةِ الإفطارِ المُمْتازَة التي أَصْبَحَ لها الصَّدَارَة في كثيرٍ من الدُّولِ الأوروبِيَّةِ وأَمْريكا.

 

وذلك لأنَّه رخيصُ الثَّمَنِ ومُغَذٍّ. وهو أَغْنَى منَ القَمْحِ في مُحْتَوَى الموادِّ الدُّهْنِيَّةِ والبُروتِينِيَّةِ، ويحتَوي على فيتامين ب1 وموادَّ معدِنِيَّةٍ، مثل الحديدِ والفوسفور. ويقدَّمُ في هيئَةِ ما يسمَّى «الأوتْس»، أو تُصْنَعُ منه عصيدةٌ «اسكتلنديَّة» تسمَّى «البورِيدْج».

ويُجَهَّزُ فريكُ الشُّوفَانِ بتَكْسيرِ الحُبوبِ المَقْشورَةِ إلى قِطَعٍ صغيرَةٍ تُباعُ في الأسْواقِ عَلَى هَيْئَةِ رَقائِقَ بالِغَةِ الرِّقَّةِ لا يحتاجُ طهوُها إلى أكثرَ من دقائِق قليلةٍ.

وتَتَولَّى حالِيًّا صناعَةَ الفريكِ مصانعُ كبيرةٌ بها خبراءُ وباحِثونَ عِلْمِيُّون مُتَخَصِّصونَ في عِلْمِ الأَغْذِيَةِ.

 

يُنظَّفُ الشوفانُ أولاً ثم تُجَفَّفُ الحبوبُ لتتحسَّنَ نَكْهَتُها ويَضْعُفُ التصاقُ الحراشِفُ الخارجِيَّةُ (الحراشِفُ هي أوراقٌ زهريَّةٌ جَفَّتْ والتَصَقَتْ بالحبَّةِ عِنْدَ نضجِها).

ثمّ تُقَشَّرُ الحبوبُ أي تُزالُ حراشِفُها. وبعدَ ذلِكَ تُصَنَّفُ الحبوبُ بحَسَبِ أحجامِها، ويتم تبييضُ الحبوبِ (أي تمامُ إزالةِ الحراشِفِ) بين رَحَى أحجارٍ تديرُها الآلاتُ. تُفْصَلُ الحبوبُ الّتي تَمَّ تَبْييضُها ثُمَّ تُعَرَّضُ لبخارِ الماءِ، ثم تُكَسَّرُ وتُبْشَرُ، ويُغلَّفُ الشُّوفَانُ المَبْشُورُ.

ويَتَخَلَّفُ عن تصنيعِ الشوفانِ كَمِّياتٌ كبيرةٌ من القُشُور ذاتِ المنافِعِ المُتَعَدِّدَةِ، إذ إنَّها تُسْتَخْدَمُ غذاءً للماشيَةِ والأغنام والخيولِ.

 

ويُخْلَطُ سِرْسُ الشُّوفَانُ (أي قُشورُه) مع أغذيَةِ الدَّواجِنِ فيَمنَعُ عنها أمراضًا مُعَيَّنَةً ويجعلُ للطيورِ ريشًا ممتازًا.

أمَّا دقيقُ الشُّوفَانِ فيدخلُ في صناعَةِ الخُبْزِ. وفيه مادَّةٌ يُسمِّيها العلماءُ «مُضَادَّةً للأَكْسَدَةِ»، وهي مادَّةٌ تَحْفَظُ قيمةَ الأغذِيَةِ الّتي تحوي الدهونَ والزيوتَ، بأن تؤَخِّر تَزَنُّخَها الناتِجَ عن فِعْلِ أكسيجين الهَواء

 

ولذلك يخلطُ الدقيقُ بالأغذِيَةِ الدُّهْنِيَّةِ مثل زُبْدِ الفولِ السُّودَانِيِّ والسَّمْنِ الصِّناعِيِّ، ويُنْثَرُ علَى رَقَائِقِ البطاطِسِ المُحَمَّرَةِ والمُكَسَّراتِ المُمَلَّحَةِ ليحفظَها طيِّبَةٌ. كذلِكَ يُضافُ الدقيقُ أيضًا إلى أنواعٍ من الوَرَقِ يُسْتَخْدَمُ في تغليفِ الموادِّ الغذائيَّةِ مثل الزُّبْدِ والبُنِّ واللُّحومِ. 

كما يساعدُ دقيقُ الشوفانِ على المحافَظَةِ على اللَّبَنِ (الحليب)، والأَيْس كِريم، ومُنْتَجاتِ الأَلْبانِ، والسَّمَكِ واللحومِ، والبيضِ وخَلْطاتِ الفطائِرِ وأنواعِ البَسْكويتِ والكَعْكِ، وغيرها من الأطعمَةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى