علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن صخر الجرانيت

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

صخر الجرانيت علوم الأرض والجيولوجيا

تنقسم الصخور ثلاثةَ أقسام كبرى، الأول يضم الصخورَ النارية، أي التي تصلَّبت من الصهارة (الصَّهير الصخري الطبيعي) في باطن الأرض، فهي ذاتُ أصل ناري ومكونةٌ من بلورات.

والقسم الثاني يضم الصخور الرُّسوبية (أي التي ترسبُ من الماء أو الهواء) وهي غيرُ مُتبَلْورة، والثالث يضم الصخور المتحولة (أي التي تحولت من أصلها الناري أو الرسوبي بفعل تعَرُّضِها للحرارة الشديدة أو الضغط الشديد أو كِليهما، فتظهر في نسيج بلوري لكنه ذو ترتيب انسيابي).

والجرانيت من القسم الأول، فهو صخر متبلور ذو أصل ناري، تتراوح حُبَيباته (بلوراته) في الحجم بين متوسطة وكبيرة.

ولونُه يتراوح بين الوَرْدي والرمادي. وهو أكثر أنماطِ الصخور الناريةِ شُيوعا في القشرة الأرضية، وأكثر غِنى بمادة السليكا (أكسيد السليكون) ذاتِ درجة الصلادة العالية.

 

وكلُّ الصخور تتركب من معادنَ. والتركيب المعدني للجرانيت يكون في أساسه من معدن الأرثوكلاز، ومعدن البلاجيوكلاز (وهما من مجموعة معادن الفلسبار)، ومعد الكوارتز (وهو السليكا المتبَلوِرة).

ويَكُون في الجرانيت بنسبة تتردد بين 10 و 20% ويضم الجرانيت أيضا نِسَبا أقل من معادنَ إضافية، مثل المسكوفيت (الميكا البيضاء) والبيوتيت (الميكا السوداء) والبيروكسين والهورنبلند.

ولمعدن الأرثوكلاز لون ورديٌّ جميل، وهو الذي يُضفي على الجرانيت النموذجي لونَه الجذابَ المعروف.

 

كان العلماء يظنون في القديم أن كل الصخور تَرَّسبت في بحر قديم هائل كان يحيط بالأرض كلِّها، وأن أول ما ترسب من هذا البحر هو الجرانيت وما يشبِهُه من الصخور المتبلورة، ثم ترسبت بعد ذلك الصخور الأخرى غيرُ المتبلورة.

وفي أواخر القرن السابعَ عشرَ ظهر عالِمٌ جيولوجي عظيم اسمه جيمس هاتون لم يكن يعتقد في هذا الأصل المائي لكل الصخور. 

فقام برحَلات كثيرة في جبال اسكتلاندة يتفحص الصخور بدقة فاكتشف مرة في أثناء تجواله بالجبال صخورا من الجرانيت تخترق صخور المنطقة من أسفل، وتَضرِب فيها بعروق طويلة وكتلٍ صخمة تتدخل فيها.

 

فأثبت هاتون بذلك لأول مرة أن الجرانيت وأشباهَه من أصل ناري، أي أنه كان في الأًصل صهرا صخريا في باطن الأرض، ثم تَدَخل في الصخور وتجمَّد فيها.

وأنه إذا تجمد بعيدا عن السطح (أي على عمق كبير) تُتاح له الفرصة للترُّد ببُطْء مكونا بلورات كبيرة كما في الجرانيت.

أما إذا قرب كثيرا من السطح أو اخترقه فإنه لا يَجِد وقتا كافيا للتبرد البطيء. فيتجمد بسرعة ويعطي صخورا أخرى دقيقة البلورات أو زجاجية كَصَخْر الأوبْسِيديان، الذي هو بالرغم من مظهره المختلف عن الجرانيت له تركيبه المعدنيُّ نفسُه.

 

والجرانيت صخر صَلد بدرجة مدهشة، وصلادته جعلتها أكثرَ الصخور فائدة في العالم. 

وقد استعمله الإنسان من قديم الزمان في أعمال البناء، وبخاصة في المباني التي تحتاج إلى صخور شديدةِ المقاومة للتَّجوية وعوامل البِلَى، فَبَنَى منه المعابد، والقصور، وواجهات المباني، ونحت منه التماثيل.

ويوجد من الجرانيت نوع فريد، بلوراته غير متجانسة من حيث الحجم؛ فيظهر في نسيج جميل من بلورات الأرثوكلاز ذاتِ الأحجام الكبيرة نسبيا، مُنْغرِسة في وسط من البلورات الدقيقة والأصغر حجما.

 

ويسمى هذا النسيج بالنسيج الفَرْفيري، وغالبا ما يكون في الجرانيت الأُرْجواني اللون فيزيدُه جمالا على جماله. وقد اكتشف المصريون القدماء والرومان هذا الجرانيت الجميل في جنوب مصر وبَنَوا به معابدهم. وهو يشتهر باسم الفرفير الإمبراطوري.

وهناك استعمالات أخرى للجرانيت في غير المباني وأحجار الزنية، فالمجروش منه يستعمل في أغراض كثيرة مثل عمل أنواع من الخَرَسانة، ويستعمل كذلك كمادة مالئة (حَشْو) في بعض السدود.

 

وهناك نوع من الجرانيت ذي البلورات العِمْلاقة، تستخرج منه صفائح الميكا التي تستعمل في أغراض العزْل الكهربائي، ويسمى هذا النوع اليجماتيت.

وتوجد أشهر محاجر الجرانيت الجيد في مصر والسويد وفنلندة وكندا والولايات المتحدة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى