الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص وأقسام حيوانات” شَوْكِيَّاتُ الجِلْد”

2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوانات شوكيات الجلد خصائص حيوانات شوكيات الجلد أقسام حيوانات شوكيات الجلد الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

شَوْكِيَّاتُ الجِلْدِ مجموعةٌ كبيرةٌ من الحيواناتِ اللاّفَقَاريَّةِ تتميَّزُ عن غيرِها من عالَمِ الحيوانِ بجِلْدِها الشَّوكِيِّ، كما يَدُلُّ عليه اسمُها.

وهي تَنْتَشِرُ في جميع بحارِ العالَمِ، ومن أشكالِها الشَّائِعَةِ: نجومُ البَحْرِ والنُّجومُ الثُّعْبانِيَّةُ أو الهَشَّةُ، والقَنافِذُ البحريَّةُ، وخيارُ البَحْرِ، وريشُ البَحْرِ وزَنَابقُهُ.

هذا فضلاً على عددٍ من الأشكالِ الحَفْرِيَّةِ البائِدَةِ، الّتي بَقِيَتْ هياكِلُها مَحفوظةً في الصُّخورِ القديمَةِ.

 

وتَنْفَرِدُ شَوْكِيَّاتُ الجِلْدِ بعِدَّةِ خصائِصَ تميِّزُها؛ مِن أهمِّها وجودُ هَيْكَلٍ داخلِيٍّ من عُظَيْماتٍ مُنْفَصِلَةٍ تحتَ الجلدِ، تبرزُ منها أشواكٌ خارجيَّةٌ على سطحِ الجِسْمِ، فتُكْسِبُ الجسم صلابة وحماية. كذلك تمثل هذه العظيمات سطحاً ترتكز عليه عضلات الجسم المحركة.

والجسم بلا رأس ولا ذيل، لكنه شعاعي التماثل خماسيًّا حيث تتشعَّعُ من مركزه وعلى السطح البطني خمس مساحات حركية … تبرز عليها أزواج من الزوائد المرنة تعرف بالأقدام الأنبوبية.

وتتصل هذه الأقدام الأنبوبية بجهاز فريد يعرف بالجاز الوعائي المائِيِّ يمتليءُ بسائلٍ مِلْحِيٍّ يَدْفَعُهُ في الأقدامِ الأنبوبيَّةِ.

 

وعندَما يَنْدَفِعُ الماءُ في هذه الأنابيب تَتَمَدَّدُ، وعندَمَا يَنْسَحِبُ منها تنكَمِشُ. وبتنسيقِ هذا التَّمَدُّدِ والانكماشِ، يستخدمُ الحيوانُ أقدامَه الأنبوبِيَّةَ في تثبيتِ نفسِه، أو تحريكِ جسمِه والانتقالِ من مكانٍ إلى مكانٍ، أو في صيْدِ فَرائِسِه. كذلك يحدثُ تبادُلٌ للغازاتِ (أيْ: تَنَفُسُّ) من خلالِ جُدُرِ الأنابيبِ الرقيقةِ.

والفَمُ يتوسَّطُ السَّطْحَ البَطْنِيَّ المعروفَ بالسطحِ الفمِيِّ الذي يَتَّجِهُ لأسفلَ نحوَ المُرْتَكَزِ غالبًا، بَيْنَما يُعْرَفُ السطحُ العلوِيُّ بالسطحِ اللاَّفَمِيِّ وعليه فُتْحَةُ الشَّرَجِ غالبًا.

ولا يوجدُ جهازٌ تَنَفُسِيٌّ أو إخراجِيٌّ مُسْتَقِلَّان، ولكنْ قَدْ توجدُ بعضُ الزَّوائِدِ الجِلْدِيَّةِ الّتي تَعْملُ كخَياشيمَ تبرزُ بين قِطَعِ الهَيْكلِ والجِلْدِ.

 

وعلى الرَّغْمِ من تقدُّم هذه الحيواناتِ في التركيبِ جهازُها العصبيُّ بُدائِيُّ التكوينِ. ومع ذلك يستجيبُ الحيوانُ لمؤثِّراتِ البيئَةِ كاللَّمس والضَّوءِ وطبيعَةِ المِياهِ، أو يتحرَّكُ لصَيْدِ الغذاءِ والتَّكَاثُرِ.

والجِنْسَانِ مُنْفَصِلان. وتُلْقِي المَنَاسِلُ (أيْ: المبايِضُ والخُصَى) بالأمشاجِ النَّاضِجَةِ إلى الخارِجِ حيثُ يَتِمُّ الإخصابُ في الماءِ.

وتَتَكَوَّنُ يَرَقاتٌ صغيرةٌ مُتَماثِلَةُ الجانبَيْن، حُرَّةُ الحَرَكَةِ، تَسْعَى للانتشارِ في البحرِ قبلَ أنْ تَصِلَ إلى الطَّورِ البالِغِ قليلِ الحركَةِ ذي التَّماثُلِ الشُّعاعِيِّ، الذي يناسبُ ذلكَ اللَّونَ من الحياةِ السَّاكِنَةِ، حيثُ يحيطُ به الماءُ من كلِّ جَنْبٍ بلا تمييزٍ.

 

وكما تَتَفاوَتُ شوكيَّاتُ الجلدِ في الشكلِ – فإنَّها تختلفُ أيضًا في اللَّونِ، فمنها البُنِّيُّ والرَّمادِيُّ والقِرْمِزِيُّ والأبيضُ والأسودُ. كذلك هي تتبايَنُ في الحجمِ من بضعةِ سنتيمِتراتٍ، إلى نحوِ مترٍ كما في نَجْمِ البحرِ العِمْلاقِ.

وتبتعِدُ المفترِسَاتُ عنْ هذه الحيواناتِ خَوْفًا من أشواكِها. أمَّا هي فقادِرَةٌ تمامًا على الافتراسِ، بل إنَّ بعضَها يُشَكِّلُ خطرًا على مَحَاراتِ اللُّؤْلُؤِ وغيرِها من الرِّخوياتِ والقِشْرِيَّاتِ، وقَدْ يفترِسُ نَجْمُ البحرِ عِدَّةَ مَحَاراتٍ يوميًّا.

ويُثَبِّتُ نجمُ البحرِ أَذْرَعَهُ الخَمْسَ على مِصْراعَيْ صَدَفَةِ المحَارِ ويَفْتَحُها، ثم يَصُبُّ فيها عُصارَتَهُ المَعدِيَّةِ الهاضِمَةِ. وبعد قليلٍ يبتلعُ أحشاءَ المَحَارِ المهضومَةَ جُزْئيًّا.

 

تسبِّبُ نجومُ البحرِ خَسائِرَ فادِحَةً لمزارعِ مَحَارِ اللُّؤلُؤِ والمَحَاراتِ الّتي تُؤْكَلُ.

ويَتَخَلَّصُ المُرَبُّونَ من هذه الآفَةِ الخطيرَةِ إمَّا بِجَمْعِها بعنايَةٍ فائِقَةٍ وحَرْقِها علَى الشَّاطِئِ، وإما بإلقاءِ مَحْلولِ الجيرِ عليها فيقتُلُها، بَيْنَما يبقَى المَحَارُ محتمِيًا بصدَفَتِهِ المُغْلَقَةِ حتَّى يَتَخَفَّفُ المَحْلُولُ.

 

ويستطيعُ نجمُ البحرِ أن يعوِّضَ ما يَفْقِدُ من أَذْرِعَتِه، حتَّى لو فقدَها جميعًا. ولكنْ يُشترَطُ أن يبقَى جزءٌ كبيرٌ من جسمِهِ المركزيِّ سليمًا.

أما الأَذْرُعُ المنفصِلَةُ فلا تستطيعُ إنماءَ حيوانٍ كاملٍ، كما كانَ يُقال. وهذه ظاهِرَةٌ تُعْرَفُ باسمِ «القُدْرَةِ على التجديدِ» ولهذا ليسَ من الحكمة أن نجمَعَ نجومَ البحرِ، ثم نُقَطِّعُها ونُلقيها في البحرِ… ونظنُّ أننا قد تَخلَّصْنا منها.

 

وتنقسمُ شَوْكِيَّاتُ الجِلْدِ عِدَّةَ طَوائِفَ، من أَهَمِّها:

1- نُجومُ البَحْرِ:

ذواتُ الشَّكْلِ النَّجْمِيِّ خُماسيِّ الأَذْرُعِ؛ ولا تتميَّزُ الأذرُعُ عن القُرْصِ المركزيِ.

ويمتَدُّ على السطحِ الفَمِيِّ مَيازيبُ وَسَطَ الأذرعِ تَلْتَقِي حولَ الفَمِ، يحوِي كلٌّ منها صَفَّيْنِ من الأقدامِ الأنبوبِيَّةِ الدَّقيقَةِ ينتهِي كلٌّ منها بمِمَصٍّ صَغيرٍ.

وتنتشرُ نجومُ البحرِ في معظمِ بحارِ العالَمِ، حيثُ يَزْحَفُ الحيوانُ ببطءٍ شديدٍ على القَعْرِ، وقَدْ يَطْمُرُ جسمَهُ جزئِيًّا في الرَّملِ، ويعيشُ على افتراسِ المَحَاراتِ الساكِنَةِ.

 

ونجمُ البحرِ ذو التَّاج الشَّوكيِّ (الّذي يتميَّزُ بأنَّ لَهُ 21 ذِراعًا قصيرةً) له أهمِّيَّة خَاصَّةٌ. ذلِكَ أنَّ هذا النوعَ قد تزدادُ أعدادُه زيادةً هائلةً أحيانًا في بعضِ مناطِقِ الشِّعابِ المرجانيِّةِ في المحيطِ الهادي والمحيطِ الهنديِّ والبحرِ الأحمر.

وعندئذٍ يقضِي على أعدادٍ كبيرَة من حيواناتِ المرجانِ، ويدمِّرُ مساحاتٍ كبيرةً من الشِّعابِ الّتي تكوَّنت عبر مئاتِ السنين.

 

2- نجومُ البحرِ الثُّعْبانيَّةُ أو الهَشَّةُ:

ذواتُ أذْرُعٍ رَفيعَةٍ تتميَّزُ عن القُرْصِ المَرْكَزِيِّ، وتَخْلو من الميازِيبِ الحركِيَّةِ، لكنَّها تتحرَّكُ بأَذْرُعِها بطريقَةٍ الْتِوائِيَّةٍ تشبهُ حَرَكَةَ الثَّعابِين

لِذا تُعَدُّ من أسرَعِ شَوْكِيَّاتِ الجِلْدِ حَرَكَةً بِرَغمِ بُطْئِها.

وتَنْتَشِرُ هذه النجومُ في الشواطئِ الضَّحْلَةِ للبحارِ، وبخاصَّةٍ بينَ الشِّعابِ المَرْجانِيَّةِ، وقد تَحْفِرُ في القَعْرِ الرَّمْلِيِّ أو تختبئُ بينَ الصُّخورِ، وتتغذى بالطِّينِ والهائِماتِ الدَّقيقةِ أو بأجسامِ الحيواناتِ الميِّتَةِ.

 

3- قَنافِذُ البَحْرِ:

ذواتُ هَيْكَلٍ داخِلِيٍّ متماسِكٍ، في شَكْلِ عُلْبَةٍ مُحْكَمَةٍ بِلاَ أَذْرُعٍ، وتَبْرُزُ منها أشواكٌ كثِيفَةٌ، وعليها ميازيبُ على هيْئَةِ مِساحَاتٍ شُعَاعِيَّةٍ خُمَاسِيَّةٍ، تحملُ صفوفًا من الأَقْدامِ الأُنْبوبِيَّةِ.

وتَبْرُزُ وَسَطَ الأشواكِ زوائِدُ دقيقةٌ مُتَحَرِّكَةٌ تُعْرَفُ بالمَلاقِطِ، تساعدُ في التَّغْذِيَةِ والتَّنْظِيفِ. وتضمُّ هذه المجموعةُ أشكالاً منتظمةً – جسمُها كُرَوِيٌّ مُنْضَغِطٌ قليلاً من أَعلَى لأسْفَلَ،

حيثُ يواجِهُ السطحُ الفَمِيُّ قعْرَ البَحْرِ. وهناكَ قنافذُ بحرٍ غيرُ مُنْتَظِمَةِ الشكل، مثل القنافِذِ الكَعْكِيَّةِ أو القَلْبِيَّةِ، حيث يَتَفَلْطَحُ الجِسْمُ. وتتغذَّى قنافذُ البَحْرِ بالهوائِمِ الدَّقيقةِ مع طينِ ورملِ قَعْرِ البحْرِ.

 

4- خيارُ البَحْرِ:

ذواتُ جسمٍ مَمْدودٍ كَثمَرَةِ الخيارِ، بدونِ أَذْرُعٍ أو أشواكٍ، والجسمُ رِخْوٌ، وجِدارُهُ عَضَلِيٌّ مُدَعَّمٌ بعُظَيْمَاتٍ دَقيقَةٍ مُنْفَصِلَةٍ، ومَطمورَةٍ تَحْتَ الجِلْدِ.

وتتحوَّرُ بعضُ الأقدامِ الأنبوبيَّةِ إلى لوامِسَ حَوْلَ الفَمِ. والجسمُ يتحرَّكُ ببطءٍ شديدٍ على قعرِ البَحْرِ، بانقباضِ جدارِ الجِسْمِ العَضَلِيِّ ومُساعَدَةِ الأقدامِ الأُنْبوبِيَّةِ.

وعندَ إثارَةِ خيارِ البَحرِ يَقْذِفُ بكُتْلَةٍ من الخُيوطِ اللَّزِجَةِ الكاوِيَةِ لطَرْدِ أيِّ مُهَاجِم.

 

5- ريشُ البَحْرِ وزَنَابِقُ البحرِ:

ذواتُ أذْرُعٍ مُتَفَرِّعَةٍ ريشِيًّا، تمتدُّ خُمَاسِيًّا من كَأسٍ قُرْصِيٍّ صغيرٍ، يرتكز بواسِطَةِ ساقِ طويلَةٍ بقعْرِ البحرِ أو يَتَثَبَّتُ بخُصْلَةٍ من الزَّوائِدِ القَصيرَةِ على أيِّ مُرْتَكَزٍ، ويمكنُهُ التَّحَرُّرُ والانتقالُ إلى مُرْتَكَزٍ جديدٍ.

ويتَّجِهُ السطحُ الفَمِيُّ للحيوانِ لأعلى، حيث تنتشِرُ من فُتْحَةِ الفَمِ ميازيبُ تَمْتَدُّ وَسَطَ الأَذْرُعِ المُتَفَرِّعَةِ، وعلى جانِبَيْها أقدامٌ أنبوبيةٌ دقيقةٌ، تساعدُ على صَيْدِ دَقَائِقِ الغِذاءِ وتَوْجِيهِها نَحْوَ الفَمِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى