الطب

نبذة تعريفية عامة حول مدرسة “أوربا الشرقية” المختصة بآلام العمود الفقري

2008 آلام أسفل الظهر

سعاد محمد الثامر

إدارة الثقافة العلمية

مدرسة أوربا الشرقية آلام العمود الفقري الطب

هناك عدة مدارس لها نظريات مختلفة من ناحية تناولها لأوجاع وآلام العمود الفقري.  فلكل مدرسة مبادئ وأسس علمية ترتكز عليها في طرقها العلاجية، وهذه المدارس هي:

– مدرسة أوربا الشرقية (المدرسة التقليدية)

– المدرسة الأسترالية (المعاينة اليدوية)

– المدرسة النيوزلندية (المدرسة العلاجية الحركية الذاتية)

 

مدرسة أوربا الشرقية (المدرسة التقليدية)

تعتمد هذه المدرسة اعتماداً كلياً على وسائل العلاج الطبيعي التقليدي التي تعارف على استعمالها منذ زمن طويل، مثل: جلسات الحرارة، البرودة، الكهرباء، الموجات الصوتية، عمل التدليكات (المساجات). 

وهناك طرق أخرى تميل إلى استغلال الطبيعة بخاماتها الأساسية، مثل: الرمل والطين وحمامات المياه المعدنية والسونا والبخار.

وتوصف هذه الوسائل التقليدية في العلاج بشكل مستمر للمرضى الذين يعانون آلاماً في الجهاز العصبي أو الحركي بالذات ومرضى آلام العمود الفقري، وإلى جانب أن هذه الطرق التقليدية مكلفة نوعاً ما وتتطلب الحضور اليومي، فإن جدواها فعلياً محل تساؤل.

 

فالدراسات الإكلينيكية التي صدرت حديثاً عن المراكز البحثية في الدول المتقدمة (كالولايات المتحدة وأستراليا) أثبتت بالأدلة الوافية وبما لا يدع مجالاً للشك عدم جدوى الكثير من الوسائل العلاجية في المدرسة التقليدية، لأنها طرق سلبية لا تشجع المريض على القيام بأي مجهود إيجابي، كالتمارين الرياضية. 

فالمدرسة التقليدية بوسائلها العلاجية تفتقر إلى عنصر الحركة والتمارين، مما يجعلها غير مكتملة من دون أن تضيف الفقرات المهمة في علاج المرضى.

لذا يحرص الكثيرون من اختصاصي العلاج الطبيعي لتكملة نواقص المدرسة التقليدية على الاستعانة بالتمارين الرياضية أو التمارين العلاجية، إلا أن الوقت الطويل – الذي يتم فيه استخدام هذه الوسائل التقليدية في العلاج – يقلل من فرص إعطاء مزيد من الوقت للمرضى لممارسة التمارين بسبب الضغط على مراكز العلاج الطبيعي وبخاصة في دولة الكويت. 

 

فالكثير من المرضى المترددين على مراكز العلاج الطبيعي في دولة الكويت يتلقون العلاج على حسب المدرسة التقليدية، وقد لا تكون هناك فرصة لكي قوموا بالعلاج الطبيعي أو التمارين بشكل مرادف.

وعادةً ما يطلب اختصاصي العلاج الطبيعي من المريض أن يقوم بتكملة برنامجه العلاجي من التمارين خارج عيادات العلاج الطبيعي، وهذا لا يمكن أن يتم الاعتماد عليه تماماً.

وتعتبر المدارس التقليدية من أكثر المدارس شيوعاً، فهي منتشرة بشكل كبير في أوروبا الشرقية، وبخاصة في رومانيا وبلغاريا ويوغسلافيا.

 

وهذه المدارس التقليدية تهتم كثيراً بإعطاء المريض وقتاً كبيراً في التمتع والاسترخاء والمعالجة بهذه الوسائل، مما يُشعر المريض بأنه قد أخذ جرعات من العلاج كفيلة بتخليصه من آلامه وربما يكون العامل النفسي وتغير الأجواء المحيطة بالمريض عاملين مساعدين على الشفاء.

ويغلب على هذه المدرسة الطابع المادي، حيث يقوم الكثير من المنتجعات الصحية في تلك الدول باستقطاب المرضى الباحثين عن العلاج الطبيعي بدون بذل الحركة أو بدون عمل هذه التمارين. 

فالمدرسة التقليدية هي الملجأ الأخير لهذه الشريحة الكبيرة من المرضى الذين يودون أن يتم تخليصهم من الآلام ولكن لا يرغبون بأداء التمارين.

 

كما أن المدرسة التقليدية تعتمد على جلسات مطولة من المعالجة بوسائل أثبتت الدراسات عدم جدواها من الناحية المادية والناحية العلمية والناحية الإكلينيكية، حيث إنه لم يثبت إلى الآن أن  هذه الطرق التقليدية تمنع معاودة الآلام مرة أخرى.

وبناء عليه، فإنني أجد من الواجب أن أقدم النصيحة لهؤلاء المرضى باتخاذ الحيطة والحذر عندما يتم علاجهم بالمدرسة التقليدية، لأنها تقدم نتائج سريعة قصيرة الأمد، في حين أن البرامج الأخرى – التي تعتمد على الحركة (أي المدارس الحركية) – تقدم برامج طويلة النتائج (أو طويلة الأمد).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى