الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن نهر الدجلة

1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

نهر الدجلة الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

نهر دجلة هو شقيق نهر الفرات، فهما ينبعان من مكان واحد ويصبان في مكان واحد. وبسببهما سميت الأراضي الفاصلة بينهما قديما أراضي ما بين النهرين.

وعلى ضفاف نهر دجلة قامت حضارات من أقدم الحضارات الإنسانية مثل الحضارة البابلية والآشورية.

ينبع دجلة من بحيرة جبلية في جبال طوروس في وسط تركيا تسمى هازار جولو، ثم يسير في اتجاه جنوبي شرقي، مارا بمدينة ديار بكر.

 

وبعدها يشكل دجلة جزءا صغيرا من الحدود السياسية الفاصلة بين سوريا وتركيا، ثم يدخل الأراضي العراقية عند بلدة فيشخابور، حيث يتصل دجلة بأول روافده المهمة وهو نهر الخابور.

ومن خلال المسافة التي يقطعها دجلة حتى يصل إلى بغداد، تلتحم بالنهر بقية روافده الرئيسية، وهي بالترتيب من الشمال إلى الجنوب: الزاب الكبير، والزاب الصغير، ونهر العظيم، ونهر ديالى.

وجميعها تنبع من جبال آزاجروس الإيرانية في الشـرق، وتنحدر بشدة نحو النهر لتتصل بجانبه الأيسر.

 

وتؤدي كميات المياه الوفيرة التي تصبها هذه الروافد في النهر إلى زيادة تدفق مائه وسرعة جريانه، حتى إنه سبب كثيرا من الفيضانات.

ولذلك أنشئ العديد من السدود التي تحمي الأراضي من مياه الفيضانات، وتستفيد منها في ري أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية. وعموما تبلغ مساحة الأراضي التي تروى بمياه دجلة ضعف ما يرويه الفرات.

وتحدث الفيضانات في فصل الربيع بسبب هطول الأمطار الشتوية وذوبان الثلوج المتراكمة عند منابع النهر وروافده مع بداية الربيع. وفي فصلي الصيف والخريف يعود مستوى المياه للهبوط في النهر.

 

 وبعد أن يعبر دجلة مدينة بغداد يدخل سهلا منبسطا فتهبط سرعته، ويبدأ في الانثناء والتفرع وإلقاء حمولته الكبيرة من الرواسب العالقة، وبخاصة في منطقة الأهوار بعد مدينة الكوت. وفي أثناء الفيضان تعلو المياه وتغطي ضفاف النهر.

وأحيانا تمتلئ بعض فروع النهر بالرواسب فيهجرها ويتخذ فروعا جديدة لـه.

وعند بلدة القرنة يتحد نهر دجلة بنهر الفرات مكونين "شط العرب" الذي يتلقى مزيدا من المياه المحملة بالرواسب بواسطة نهر قارون.

وبسبب إرساب المواد العالقة التي يحملها شط العرب عند المصب في الخليج العربي، تتقدم دلتاه داخل مياه الخليج العربي وتكسب كل عام أرضا جديدة.

 

ويبلغ طول نهر دجلة 1850 كيلومترا. وهو صالح للملاحة في معظم أجزائه. ولذلـك كان أحد وسائل المواصلات المهمة في العصور القديمة.

وفي أعلى النهر يكون انحدار النهر شديدا والتيار قويا، فيستخدم الناس طوافا يسمى "الكيليك" في الهبوط مع النهر.

وبعد الوصول إلى المكان المطلوب يقومون بتفكيك الطواف ونقله إلى محطة البداية من جديد لأنه من الصعب الإبحار بالطواف عكس التيار.

 

أما في المناطق السفلى من النهر فتستخدم أنواع أخرى من القوارب والسفن الكبيرة، وبخاصة بين البصـرة وبغداد، حيث تسهل الملاحة في هذه الأجزاء.

ويقع على نهر دجلة وروافده العديد من المدن الكبيرة، أهمها: الموصل وبغداد والبصـرة، كما يوجد العديد من المواقع التاريخية والأثرية على ضفاف النهر، مثل بقايا مدن نينوى، وآشور، وسامراء، والمدائن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى