العلوم الإنسانية والإجتماعية

طرق تدريس العلوم في المرحلة الابتدائية للطفل

1999 أطفالنا والعلوم في المرحلة الابتدائية

KFAS

العلوم المرحلة الابتدائية العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

إن من أساسيات تدريس العلوم التركيز على الأنشطة المباشرة، والتي يمكن أن تتضمن أنشطة يبتكرها المعلم بهدف توجيه اهتمام الأطفال إلى مفاهيم معينة، كما تتضمن فرصا للعب والاستكشاف الحر لمواد تعطى لهم، ونشاطات متشعبة المشاكل لحل المشاكل التي تواجههم.

وإلى جانب هذه الأنشطة العملية، فإن الأطفال يحتاجون إلى فرص كثيرة للعمل في مجموعات صغيرة، والتحدث عن استقصاءاتهم واستكشافاتهم، حيث إن العمل المبني على التجارب المباشرة يجعل من العلوم مادة مثيرة وذات صلة وثيقة بالواقع الملموس، كما سيجعل من الممكن تطوير الكثير من المهارات المختلفة.

إن ملاحظة واستخدام الأشياء الحقيقية الملموسة تتيح للأطفال استخدام جميع حواسهم، وبالتالي ستمكنهم من تقدير الاختلافات النسبية بين الأشياء في أحجامها وتركيبها وأبعادها ورائحتها.. الخ.

وعندما يقوم الأطفال بإجراء تجارب بسيطة لأنفسهم, فإن الخبرة التي تتكون لديهم ستدوم لفترة أطول، كما أن المفاهيم المستخدمة ستكون أوضح من تلك التي تتكون عند استخدام المصادر الثانوية، كما أنه سيسهل على المعلم أن يدرك إن كان تلاميذه قد أساءوا إدراك مفهوم ما, أو أنهم استخدموا اللغة بطريقة غير مناسبة علميا.

 

إن الأطفال طوال المرحلة الابتدائية يحتاجون لفرص للعب بالمواد والأدوات الجديدة، فمثلا عند إعطاء الأطفال مرايا للمرة الأولى، يجب إعطاؤهم وقتا كافيا لاستكشافها، وبذلك فإنهم سيكونون أكثر قدرة علي المشاركة الفعالة في المنافسة باقتراح خصائص وصفات يكونون قد اكتشفوها بأنفسهم. وذلك بعد تعرفهم الأداة التي تقدم لهم للمرة الأولى.

كما أن الأطفال يحتاجون لوقت حر يقضونه في الاستكشاف, وذلك بعد الانتهاء من نشاط محدد, حيث إن الاستمرار في استخدام الأدوات في اللعب أو قضاء وقت حر بعد إكمال البحث الذي طلبه منهم المعلم, من شأنه أن يعزّز المفاهيم المطلوبة, كما سيتيح لهم الفرصة لتجربة أفكارهم الذاتية التي نشأت خلال أدائهم للمهمة المطلوبة منهم.

وكلما أمكن, فإن أنشطة العلوم يجب أن تتضمن جانبا متشعب المشاكل, إذ أنّ تزويد الأطفال ((بوصفة)) تحدد خطوات العمل اللازم اتباعها في نشاط أو بحث ما, لن يعمل على تطوير خيالهم أو إبداعهم كما هو الحال عند إشراكهم في صنع القرار الخاص بتجاربهم, لأن ذلك سيتيح لهم فرصة أكبر للقيام بتجربة مناسبة وطرح أسئلتهم الشخصية, واقتراح الفرضيات وتفسير البيانات, ويمكن للأطفال أن يناقشوا ويخططوا لتجاربهم مع المعلم قبل البدء بها.

 

وفي مناسبة أخرى, يمكن للمعلم أن يمد تلاميذه بالإرشادات الأساسية, ولكنه يتوقع منهم أن يتخذوا القرارات بأنفسهم خلال إجراء التجربة. هذا ويجب تشجيع الأطفال على طرح أسئلتهم الخاصة خلال العمل, والتي يمكن لهم أن يختبروها فيما بعد, فعلى سبيل المثال يمكن سؤال الطلبة أن يختبروا مدى تأثير عمق التربة على البقاء الناجح للبذور, وبدلا من إخبارهم ببساطة عما يجب عليهم عمله, يمكن الاتفاق على قاعدة معينة للبحث, ثم يتفق الأطفال فيما بينهم على كيفية قياس وتسجيل الفروق في النمو, وبعد إتمام التجربة يمكن أن يقترح الأطفال عوامل أخرى للنمو, ويقومون بدراستها متبعين في ذلك نفس الأسلوب الذي سبق استخدامه.

إن العمل المبني على أسس علمية – وفيه عنصر مفتوح لحل المشكلة, يمكِّن جميع الأطفال من المساهمة بفعالية, كل حسب مستواه الفكري الخاص, فالأطفال الأقل قدرة يمكنهم فهم ما يحدث حولهم في الوسط المادي لأنهم يستطيعون لمسه مباشرة, كما أنهم لن يكونوا بحاجة كبيرة إلى القراءة المسبقة للتجربة التي ستمكنهم من المشاركة الفعالة فيها, فهم غالبا سيتوصلون لحل للمشكلة, وإن لم يكن ذلك هو الحال المثالي الذي سيأتي به أقرانهم, ومن جانب آخر فإن الطفل المتميز بقدراته يستطيع البحث وحل المشكلات بطرق أكثر تطوراً.

 

إن الأطفال الصغار سيكونون قد طوّروا لأنفسهم مجموعة من المفاهيم للتعامل مع مجريات الحياة اليومية, فهم يفترضون بأن الإبريق سيغلي عند تسخينه ويتنبؤون بالمكان الذي يستطيعون أن يمسكوا به بكرة مقذوفة, ويقولون بأن الشمس تتحرك عبر السماء.

هذه المفاهيم مبنية على خبرات عديدة مر بها الطفل, وعادة ما ترتبط بالطريقة التي يتم فيها تفسير الكلمات في الاستعمال الاعتيادي, فكلمة ضوء على سبيل المثال تستخدم في الأحاديث اليومية بطريقة مخالفة لتلك التي يستخدمها الفيزيائى, ونتيجة لذلك فإن أفكار الأطفال قد لا تكون متفقة دائما مع تلك التي يود المعلم أن ينمّيها عند طلبته, وليس من الضروري أن يطور الأطفال من أفكارهم حال إمدادهم بخبرات جديدة, بالرغم من وضوح التناقض بين هذه الأفكار وتلك التي يطرحها المعلم, ففي بعض الأحيان يبدو الأطفال وكأنهم يعتقدون بأفكار متناقضة في آن واحد, وهذا شيء طبيعي تماما, ولذلك يجب إتاحة الكثير من الفرص العملية للأطفال لتقبل ((تفسيرات بديلة)) والتأكد من المفاهيم المسلم بها, وهذه يمكن إمدادهم بها من خلال أبحاث منظمة سبق إعدادها من قبل المعلم بقصد اختبار فرضياتهم ومن خلال لعبهم الحر أو وقتهم غير الموجه.

 

إن الأطفال يحتاجون لفرص للتعبير عن أفكارهم وطرح أسئلتهم العلمية الخاصة عن طريق التحدث الى معلمهم وإلى الأطفال الآخرين في بيئة تحترم وترحب بهذه الأفكار, وهذا سيمكّن المعلم من الحكم على مدى نمو مفاهيم الأطفال.

كما سيمكّن الأطفال أنفسهم من الاستماع إلى الأفكار الأخرى وتقويمها. وقد يكون على المعلم في البداية أن يطرح الأسئلة ويقترح المشكلات والتفسيرات المختلفة بنفسه, ليوضح للأطفال بأن هذا التصرف مقبول ومطلوب.

وكلما تعدد النقاش وزادت التجارب العملية المتشعبة والموجهة في السنوات الأولى من حياة الأطفال, فإنهم عندما يكبرون سيكونون أكثر ثقة في اقتراح التفسيرات وأكثر قدرة على عرض أفكارهم الخاصة لحل المشاكل وطرق تنفيذها.

إن المهارات الشفوية ومهارات الاستماع ليست فقط مطلوبة في المنهج القومي لكل من اللغة الإنجليزية والعلوم, ولكنها أيضا ستعزز الفهم العلمي, فعندما يتحدث الأطفال عن أعمالهم سواء إلى المعلم أو إلى زملائهم, فان ذلك سيعمل على تحسين مهارات الوصف والسؤال والتحليل والمحاورة عندهم, كما سيعينهم على توضيح أفكارهم وتطوير أعمالهم الكتابية اللاحقة باستمرار.

 

والعمل الشفهي والعملي, يعني أن الأطفال يحتاجون للعمل في مجموعات, فإذا عمل كل طفلين مع بعضهما, أو عمل الأطفال في مجموعات صغيرة, فإن ذلك سيمكنهم من المشاركة في طرح الأفكار والمساهمة الفعالة الكاملة, أما في المجموعات الكبيرة, فهناك احتمال لعدم مشاركة بعض الطلبة, ويمكّن العمل الجماعي من مساعدة الأطفال الأقل قدرة من قبل زملائهم الآخرين, وسيعمل ذلك على زيادة ثقة الأطفال بقدراتهم, وذلك لشعورهم بأنهم أصبحوا أعضاء فعالين في مجموعتهم.

وعمليا فإنه يجب توفير المواد اليومية وأدوات وأجهزة القياس اللازمة لإجراء التجارب وعمل المجسمات, وعند إعطاء الأطفال مشكلة متشعبة, فإن توفير المواد المختلفة سيثير خيالهم ويحثهم على ابتكار الحلول.

إن معظم التجارب أو الأبحاث – في مناهج العلوم – لأطفال المرحلة الابتدائية بسيطة جدا, وفي الوقت ذاته تتطلب أجهزة محدودة, وميزة ذلك أن الأطفال بعد حصولهم على خبرة إجراء التجارب والأبحاث تحت إشراف وإرشاد المعلم سيكونون أكثر قدرة على اقتراح وتخطيط وإعداد الأبحاث لأنفسهم.

 

ومن الضروري عند تنظيم الجدول الدراسي أن نتذكر أن العلوم العملية تستغرق وقتا, وأن الأطفال يحتاجون العديد من الفرص لمناقشة المشكلة, وإعداد وتنفيذ النشاط, ثم تسجيل ووصف نتائجهم. وهذا قد يستغرق طوال فترة الصباح, وأحيانا يوما بأكمله.

وقد يبدو ذلك وكأنه يحتاج لنسبة عالية من وقت الجدول الدراسي, ولكن في المقابل يجب أن ندرك أن الكثير من الأنشطة العلمية تدعم مجالات أخرى من المنهج المدرسي, فالرياضيات تستخدم في سياق موضوع علمي حقيقي, وبطريقة مناسبة تحث الاطفال على استخدام المهارات الرياضية بطريقة دقيقة, كما أن الكثير من المهارات اللغوية والجغرافية والتقنية والفنية يمكن دمجها من خلال العمل العلمي.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى