البيولوجيا وعلوم الحياة

أهمية التحكم ومراقبة الكائنات التي أدخلت عليها تغييرات جينية وراثية

1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان

الدكتور يوسف يعقوب السلطان

KFAS

البيولوجيا وعلوم الحياة

ولقد تركز الكثير من الاهتمام حول إمكانية إطلاق أو إنتاج سلالات من الكائنات الحية التي تم تغييرها وراثيا في داخل البيئة. 

ففي عام 1973 أدت المناقشات في مؤتمر جوردون العلمي حول الأحماض النووية إلى تحمس مجموعة من أعضاء الأكاديمية الأمريكية الوطنية للعلوم أن يقدموا في عام 1974 توصية بإيقاف بعض التجارب في انتظار تطوير أساليب تمنع إمكانية نشر المركبات النووية المخلقة صناعيا.

وتضمنت التوصيات الأخرى أيضا تكوين لجنة استشارية لتتولى تقدير وقياس الأخطار التي تلازم وتتأصل في التغييرات الوراثية، والعمل على تطوير وسائل الأمان ووضع تعليمات إرشادية تهتم بالجانب الأخلاقي للبحوث المقبلة "ريبس Ribes، 1978". 

 

وفي عام 1975 أصدر مؤتمر اسيلومار الأمريكي تفويضا بالعودة إلى التجارب مع تحديد صارم لدواعي الأمن والسلامة سواء بالنسبة للمعامل التي تقوم بمثل هذه البحوث أو بالنسبة لنظم البيولوجية محل الدراسة والتجارب. 

ورغم أن اللجنة الاقتصادية الاجتماعية للجماعة الأوروبية قررت في عام 1981 أن إعادة اتحاد الأحماض النووية الوراثية أصبح أقل خطرا عن ذي قبل، إلا أنها بالرغم من ذلك وضعت قواعد لإجراءات وقائية خاصة وأمن ميكروبيولوجي. 

وفي عام 1988 بدأت إدارة التجارة والصناعة بالمملكة المتحدة، وهي المسئولة عن تشجيع ورعاية تطوير التكنولوجيا الحيوية، برنامجا رسميا للإنتاج المخطط لمجموعة مختارة من الكائنات الحية المعدلة. 

 

تدل البيانات الأولية عن أحد أنواع الحبوب أن النبات الناتج عن هذه البذور لا يستحق المنافس له الناتج في البرّية، ولا ينقل جيناته الغريبة إلى أنواع أخرى من الحبوب "تشيرفاس Cherfas، 1991". 

ومع ذلك فإن احتمال تسرب وتكاثر أشكال الحياة الجديدة المخلقة جينيا والمنتجة وراثيا وبخاصة البكتريا إلى البيئة ما زالت تلقى اهتماما شعبيا كبيرا. 

وتوصلت إحدى لجان الجمعية الإيكولوجية الأمريكية وهي المختصة بدراسة العلاقة بين الكائنات الحية وبيئتها "التي حرر  روبرتس 1989 تقريرها" إلى أن معظم الكائنات الحية المهندسة جينيا ووراثيا لن يكون لها إلا أخطاء بيئية قليلة حينما تترك في البيئة الطبيعية. 

 

ولكن هناك استثناءات هامة ولكنها نادرة الحدوث فالكائنات ذات التركيبات الجديدة من الصفات أقرب من غيرها إلى أن تؤدي أدوار إيكولوجية جديدة "الجمعية الإيكولوجية الأمريكية، حسب ما ذكره سايمون Saimon، 1991". 

ومن الممكن ألا يكون هناك انتباه كاف للأخطار التي قد تنجم عن الانتشار السريع المفاجئ للبكتريا الحاملة للجزيئات المولدة أو المهجنة التي قد تؤثر على الإنسان بإظهار معلومات جينية وراثية شاذة أو منحرفة أو عدوى تقاوم المضادات الحيوية، أو قد تدمر الحياة النباتية والحيوانية، أو حتى تسبب اختلالا عكسيا في توازن المحيط الحيوي "ريبس Ribes، 1978".

ومن الناحية النظرية، قد تعطي الصفة الجديدة المكتسبة للعنصر الحيوي صفات مختارة تجعله أفضل من غيره من العناصر الأخرى التي لم يدخل عليها التغيير.

 

وحتى إذا ما خفضت درجة كفاءة الكائن أو العنصر الحيوي أو قدرته على الحياة نتيجة إضافة جينة أو جينات، فإن الانتخاب الطبيعي سوف يؤدي بمرور مئات الآلاف من الأجيال إلى الاتجاه نحو زيادة الكفاءة.

فإذا ما نقل ذلك الكائن أو العنصر الحيواني الجينة الجديدة إلى كائنات وعناصر اخرى، فسوف تستطيع تلك الصفة الجديدة أو السمة أن تستمر حتى بعد أن يموت الكائن او العنصر الحيوي المعدل. 

وعلى ذلك فإن المراقبة المنظمة أمر موصى به مع مراجعة مستمرة لكل حالة على حدة من حيث التحرير والإطلاق في البيئة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى