الكون بودكاست

برنامج آرتميس

الكون بودكاست

السلام عليكم .. قبل قرابةالخمسين عام من اليوم وضع الانسان اولى خطواته على سطح القمر بعد سباق محموم بين الأمم لاثبات علو الكعب السياسي و الدولي مما صب في صالح العلم و التكنلوجيا .. و بعد ذلك انتهت برامج انزال الرواد على سطح القمرعام ١٩٧٢ حيث كانت اخر تلامس بين البشر و القمر (وكانت هذه اخر رسالة للإنسان من على سطح جارنا القمر) ..  ومن ذلك الوقت لم نعد الى هناك لأسباب متعددة و أهمها على الاطلاق و الجدوى الاقتصادية و الميزانيات التي تحتاجها مثل هذه الرحلات المعقدة .. و اليوم و بعد نصف قرن من تلك الاحداث يعود الانسان للرجوع الى سطح القمر مرة أخرى .. و لكن هذه المرة لن تكون زيارة عابرة و رجوع الى الأرض بعد جمع بعض العينات كما تم في الست زيارات السسابقة من برنامج ابولو ..  انما لبناء محطة بشرية على سطح جارنا القمر مع مشروع ارتميز ..  الذي دخل حيز التخطيط و التنفيذ مع ناسا و ستكون اول انطلاقه له في عام ٢٠٢٤ بتسارع غريب و عجيب للانتهاء من تنفيذة .. و في حلقة اليوم سنتعرف على اهم مراحل المشروع و كيفية تنفيذه و الأهداف المرجوة من ورائه و المعوقات التي قد تؤخر المشروع .. بالإضافة الى فهم اكبر لعملية الميزانيات و كيفية طلبها و استلامها في وكالات الفضاء و على ماذا تصرف .. لكي تكون الصورة واضحه و شاملة للجانب الإداري لهذه الوكالات لدى المستمعين و نعيش ما يحدث في الإدارات هناك .. و قبل ان نبدأ تصحيح و تذكير .. اما التصحيح ..فقد ذكرت في حلقة علوم وفنون انترسلتر الجزء الأول معلومة عن خاطئة بخصوص المخرج الأول الذي خاطبه العالم كيب ثورن لاخراج الفلم ..  فقد ذكرت انه ستيفين سبيلبيرغ صاحب أفلام تايتانك وافاتر و بالحقيقة هي أفلام المخرج جيمس كاميرون وكان. خطأ مني وقت اعداد الحلقة فكل الشكر لمن نبهني من المستعمين الأعزاء.. و اذكر بانه هذه الحلقة من البودكاست تتأتيكم برعاية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي .. مؤسسة الكويت لديها العديد من الكتب و البرامج العلمية الشيقة المناسبة لجميع الاعمار و التخصصات.. تابعوهم و اختاروا ما يناسبكم .. و اول ما سنشرع به  في حلقة اليوم..  لماذا هذا الاسم  ارتميس و ما هي رمزيته لهذا المشروع بالتحديد.

ارتميز هي الشقيقة التوأم لأبولو و الاثنين كانوا الهات القمر في الأسطورة اليونانية .. وسبب اختيار المشروع بهذا الاسم يرجع الـي رمزية ريادة النزول على القمر بعد برنامج ابولو في ستينيات القرن الماضي و هذه المرة عن طريق برنامج ارتميز.. و كذلك الاسم ارتميز يرمز و يشر الى  انه البرنامج سينزل اول رائدة فضاء على سطح القمر مع زملائها الرواد .. و ذلك عن طريق نقلهم بصاروخ  SLS هائل الضخامة و من ثم استخدام  المركبة اوريون الشبيهة كذلك بتصميم مركبة الصقر من برنامج ابولو لنقل الرواد .. و كل ذلك لن يكون بعد عشرات السنين بل في العام ٢٠٢٤ .. الكلام والاعلان عن هذا المشروع جميل جدا بل ممتاز و يفوق التوقعات .. ولكن في كل مرة نسمع عن خطط الرجوع الى القمر او الوصول بالإنسان الى المريخ و غيرها من العنواين البراقة التي تجذب المستمع او المشاهد و لكن سرعان ما يتم الغاء او تأخير مثل هذه الخطط و المشاريع العلمية .. و السبب في ذلك يرجع الى الميزانيات الكبيرة التي تتطلبها مثل هذه المشاريع .. و فكرة الرجوع الى القمر ليست استثناء من ذلك فقد تم المطالبة بالرجوع الى هناك في اكثر من مناسبة و لكن مثل هذه المشاريع تواجه بقلة الدعم من قبل السياسيين الذين يحسمون مسألة الميزانيات و غيرها من الأمور الادارية .. و لكن الذي تغير هذه المرة انه  في الثلاثين من يونيو في العام ٢٠١٧ صدرت وثيقة من البيت الأبيض لتوجيهات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  باحياء المجلس الوطني للفضاء و تضمنت الوثيقة تشكيل مجلس إدارة .. وهذا المجلس يرأسه نائب الرئيس الأمريكي في إشارة لاهيمة الموضوع..  و كذلك بينت هذه الوثيقة السياسات العامة التي سيتم اتباعها .. و من اهم النتائج لهذا المجلس..  صدور اربع توجيهات مكتوبة .. و ما يهمنا من هذه التوجيهات  في حلقة اليوم  هو التوجيه الأول الذي صدر بتاريخ احدي عشر ديسمبر ٢٠١٧ و هي عبارة عن توجيهات لوكالة الفضاء ناسا لانشاء برنامج يعيد الانسان الى القمر مرة أخرى و كان اهم نص في المذكرة و انقله كما جاء

Lead an innovative and sustainable program of exploration with commercial and international partners to enable human expansion across the solar system and to bring back to Earth new knowledge and opportunities. Beginning with missions beyond low-Earth orbit, the United States will lead the return of humans to the Moon for long-term exploration and utilization, followed by human missions to Mars and other destinations

و باختصار هي توجيهات لريادة الرجوع الى القمر والبقاء هناك لمدة.. بمشاركة القطاع الخاص و المشاركة الدولية كخطوة أولى للانتقال بعدها و ريادة التنقل و الاستقرار في المريخ و المجموعة الشمسية .. كل هذه الوثائق موجودة على موقع البيت الأبيض ولاختصار الوقت عليك اذا كنت مهتما لقرائتها سأضع روابط لهذه الوثائق في حساب التويتر  @sherazus يمكنكم الرجوع اليها لاحقا ..  و على اثر ذلك كانت هذه هي الدفعة  و الولادة الحقيقية لمشروع ارتميز للعودة الى القمر  .. ولكن ولأنه المتطلبات و الأهداف المطلوب إنجازها اعلـى مما تم في بعثات ابولو السابقة .. فان وقت بداية تنفيذ المشروع كانت مقررة في ٢٠٢٨.. حسب إمكانيات ناسا المادية و العلمية و التكنلوجية .. ولكن سرعان ما تغير هذا التاريخ بإعلان مفاجئ لان تكون البداية و الانطلاقة الفعلية للمشروع في العام من عام ٢٠٢٠ و الوصول الفعلي لأول رائدة فضاء و زملائها الاخرين في ٢٠٢٤ ..وذلك خوفا من ان يحصل أي تغير في الإدارة الامريكية و البيت الأبيض في الانتخابات القادمة وتتغير معها كل الخطط كالعادة بل حتى الغاء المشروع اذا تطلب الامر ذلك …. و لكن هذا التغير في وقت المشروع و تقديمه ٤ سنوات عن الوقت المقرر كان له تكلفة إضافية باهظة على المشروع و هذا ما سنناقشه لاحقا في الحلقة و لكن قبل ذلك لنتكلم عن الخطة العملية و مراحل صناعة القاعدة البشرية علـى سطح القمر..

الخطة الرئيسية للمشروع تم التعديل عليها عدة مرات بسبب تغير الجدول الزمني .. والان  مراحل المشروع ارتميز ستعمل كالتالي .. في عام ٢٠٢٠ سيتم اطلاق صاروخ SLS  .. space launch system .. الكبير و الاضخم في تاريخ ناسا.. و هذا الصاروخ سيحمل كبسولة  الاوريون التي ستكون محطة اقامة  الرواد لاحقا في ٢٠٢٢ .. و لكن في رحلة ٢٠٢٠ ستكون الرحلة غير مؤهولة بالرواد و تجريبية .. و سيخرج الصاروخ من نطاق الكرة الأرضية و يطير باتجاه القمر و بعد عدة مناورات مشروحه بتفصيل..  كذلك سانزل صورة فيها ملخص لهذه المناورات في حساب التويتر .. يدخل الصاروخ في مدار القمر و يدور حوله عدة مرات قبل الرجوع مرة أخرى الى الأرض .. هذه الرحلة التجريبية تسمى ارتميز one  سيلحقها ارتميز ٢ التي ستكون في ٢٠٢٢ لتحمل الرواد للدوران حول القمر في نفس العملية دون النزول على سطحه .. و في نفس الوقت الذي تعمل ناسا فيه بدراسة و اطلاق ارتميس one  .. هناك نقلة نوعية كبيرة جدا حدثت في هذا المشروع ..حيث اتجهت ناسا لتكون هي الزبون لدى الشركات الخاصة و تشركهم معاها بالاعمال و فوائد هذا التحول كبيرة جدا على المستوى الإداري و التقني .. فستوقع ناسا مع ٩ شركات خاصة لتقوم بعمليات نقل الحمولات اللازمة لدراسة تربة القمر تحديد مكان المحطة التي ستبنى في السطح الجنوبي للقمر .. و بالفعل ناسا قد رست ثلاث عقود على ثلاث شركات لمثل هذه المهمه حتى الان و هم شركة Astrobotic مع عقد بقيمته ٧٩ و نصف مليون دولار لنقل ١٤ حمولة وانزالها في Lacus Mortis او او بحيرة الموت هي فوهة كبيرة في القمر .. و وقعت ناسا عقد ثاني مع شركة intuitive machine  بقيمة ٧٧ مليون دولار لترسل خمس رحلات الى فوهة محيط العواصف بحلول منتصف العام ٢٠٢١ .. اما العقد الأخير فتم ترسيته على شركة orbit beyond  فكان وكان  بقيمة ٩٧ مليون دولار لنقل خمس حمولات على سطح القمر تنتهي منها سبتمبر ٢٠٢٠ .. فحتى الان كملخص حتى نستوعب الصورة .. ناسا ستطلق رحلة الى القمر لاختبار صاروخ  sls  و كبسولة الاوريون و الشركات الخاصة ستنزل حمولات على سطح القمر للعمليات البحثية اللازمة لهذا المشروع .. بعد ذلك هناك قطعة أساسية في هذا المشروع الضخم و تعتبر من اهم المركبات لنجاح البرنامج و سيتم تصنيعها على مدار ٤ سنوات و و تسمي بال gatway .. و هذه المركبة اقدر اشبها بانها مثيلة لمحطة الفضاء الدولية .. ستشارك بها اكثر من دولة لبنائها فحتى الان هناك احتمالية اتفاقية مع 26 دولة أبدت رغبتها بالمشاركة في بناء هذه المحطة و كذلك ستدخل الشركات العملاقة مثل سبيس اكس و بلو اويجون لبنائها  .. و فكرتها انها تبنى على مراحل و تكون داذمة الدوران في مدار حول  القمر مثلما تعمل محطة الفضاء الدولية .. و تكون هي محطة الربط بين المركبات التي تأتي الى الأرض و من ثم يهبط الرواد من عليها الى سطح القمر في كل مرة .. و عندما تنتهي الرحلة او مهمة الرواد من على سطح القمر و يريدون العودة مرة أخرى الى الأرض يصعدون الى هذه المحطة و يلتحمون بها .. ومن عندها يركبون الصاروخ متجهين الى الأرض .. فهذا الgatway باختصار يعمل كمحطة ربط بين رحلات الأرض و رحلات القمر .. هذا باختصار اهم المراحل التي سيمر فيها مشروع ارتميس حتى يمكن البشر من صنع مسعتمرة لهم هناك و تكون حضارتنا انتقلت خطوات الى الامام لغزو المجموعة الشمسية و ما بعدها .. ذكرنا ان توقيت نزول الرواد في هذه البرنامج سيكون مكتمل في العام  .. ٢٠٢٤   الامريكية ..

 لكل مشروع او هدف مراد تحقيقة من قبل المؤسسات او الشركات .. ترصد له ميزانيات لكي يتم الصرف و تمويل هذه المشاريع .. و مشاريع وكالة الفضاء الامريكية و غيرها من وكالات الفضاء ليست استثناء من هذا الامر .. فبنهاية الامر هي جهات حكومية تستمد قوتها من حكوماتها و تشريعاتها و ما يقر من قوانين .. فوكالة الفضاءالامريكية تستلم تمويلها بما تحتاج من أموال من الميزانية الفيدرالية الامريكية بشكل سنوي بعد ان تعرض و تناقش و تقر في الكونجرس الأمريكي .. و هذه الميزانية في عام ٢٠١٩ تقدر ب ١٩.٩ مليار دولار  وتصرف على خمس بنود رئيسية سنناقشها الان .. البند الأول deep space exploration system  .. الصرف على استكشافات الفضاء العميق مثل السدم و المجرات والثقوب السوداء و غيرها  على شكل أبحاث و دراسات و تمويل لكل مايخدم هذا البند .. البند الثاني للميزانية يخدم الاستكشافات التكنولوجية و تطوير المركبات .. و حاليا ينقسم الصرف على محطة الفضاء الدولية و النقل الفضائي و غيرها .. اما البند الثالث فيصرف على العلوم .. والعلوم مقسمة الى علوم الأرض و علوم الكواكب و الفيزياء الفلكية و علوم تلسكوب جيمس ويب .. وهذا التلسكوب قصة لحالة و لابد ان افرد له حلقة لاحقا ان شاء الله .. و تحت البند الرابع و قبل الاخير .. فتصرف ناسا ميزانيها على تطوير أنظمة و بروتوكولات الامن الأمان و خدمات رحلاتها .. واما البند الأخير لميزانية ناسا فيمول عمليات البناء لمراكز الاطلاق و المركبات و غيرها .. كل ذلك يكلف خزينة الدولة ما يقارب العشرين مليار دولار ..  الان هذه هي الأعباء السنوية فلنقل الاعتيادية التي تصرفها ناسا كل سنة .. و لكن عندما تم اعتماد مشروع ارتميس ..فالتكلقة التقديرية للمشروع احتسبت ما بين العشرين الى ٣٠ مليار دولار إضافية على الميزانية السنوية ،، أي تكلفة تقريبا 5 مليار سنوية لحين الوصول الي القمر عام 2024 .. قد تعتقد للوهلة الأولى انها تكلفة ضخمة و هي فعلا رقم كبير .. ولكن هذا الرقم سيصغر في عينك اذا ما علمت بان هذا المبلغ يعادل ٤ ٪ من ميزانية الجيش الأمريكي او يعادل فقط ٣ غواصات نووية من التي تصنعها البحرية الامريكية ..  ولكن عندما يأتي الموضوع الى العلوم و التكنلوجيا فان مثل هذه المبالغ تعد مبالغ طائلة و يجب تبريرها ايما تبرير لكي تقبل مثل هذه الميزانيات في المجالس التي تحدد سياسات الدولة مثل الكونجرس .. عموما عندما نحلل هذا البرنامج و مصروفاته .. نرى بان من اكثر أوجه الصرف فيها هي الصاروخ الذي سيحمل الرواد و ينقل المعدات لبناء المحطة هناك و ال sls .. صاروخ ال sls مثل ما ذكرت هو الاضخم في تاريخ ناسا اذا اكتمل و سيكون اقوى من صاروخ ساتورن ٥ الذي حمل الرواد في رحلة ابولو .. ولكن مشكلج هذا الصاروخ انه لن يكون قابل للاعادة مثل صواريخ سبيس اكس الشهيرة بتقنية رجوعها الى القواعد بعد الاستخدام .. بل ستكون لاستخدام واحد .. تكلفة الصاروخ الواحد تقدر بمليار ونصف دولار .. و حسب الخطة ففي كل عملية اطلاق للقمر سيستخدم هذا الصاروخ مما يعني حرق المليارات و المليارات فقط على عملية الإقلاع .. فكانت هناك الكثير من المطالبات بتخفيف العبأ من هذه التكاليف .. بعمل شراكة مع شركة سبيس اكس و استخدام صاروخ ال heavey falcon  ولكن حسب التقديرات الفنية فان صاروخ الهيفي فالكون قادر على حمل ٢١ الف كيلو جرام الى القمر بينما صاروخ ال  sls حسب وكالة الفضاء الامريكية  سوف يكون قادر على حمل اكثر من ضعفف هذا الوزن من معدات و مسلتزمات المشروع لتصل الحمولة الى ما يقارب ال ٤٥ الف كيلوجرام .. ناهيك عن الأمور السياسية الأخرى مثل عملية التوظيف .. فهي جهة حكومية .. و تحت بند التوظيف و تقليل نسب البطالة تستطيع اقناع الكونجرس لتمرير هذه الميزانيات .. فمثل هذه العمليات لبناء صاروخ sls  و الأنظمة المشابهة يتطلب عشرات الاف من الايدي العاملة و بالتالي تحريك سوق العمل و بطالة اقل عن طريق حل حكومي ..فنرى انه هناك عوامل كثيرة تأثر على القرارات و ليست كلها كفائتها عالية من ناحية الإنجاز العلمي او التكنلوجي .. فلابد من مراعاة الأمور السياسية كذلك و موازنة الأمور لضمان عدم تأخير هذه المشاريع او الغائها .. و الان بعد ان اخذنا نظرة سريعة على ميزانية ناسا و مصروفات ارتميس .. فلننتقل الى الجزء الأخير في حلقة اليوم .. و نناقش المطلوب إنجازه من الوصول الى القمر و الأهداف الاستراتيجية لهذه المشروع..

حلم الوصول و استعمار المريخ ككوكب ثاني للإنسان وجعل الانسان من الكائنات القادرة على السفر و التنقل بين الكواكب .. يعتبر من المحركات و الدوافع الرئيسية لمشروع ارتميس.. فلكي يتمكن الانسان من تحقيق الوصول و بناء المستعمرات على كوكب المريخ .. لابد منطقيا ان يتقن كيفية التغلب على المصاعب اللانهائية في مثل تلك البيئات القاسية .. ولأنه رحلة المريخ صعوباتها المادية و التقنية كبيرة جدا .. فبدلا من تصميم برامج لاختباراها على كوكب المريخ برحلات تمتد من ٦ الى ٩  شهور للوصول الى الكوكب و عمل الدراسات هناك على جرم غير الأرض في الفضاء ..  ترى وكالة الفضاء الامريكية انه القمر هو البيئة الأنسب للتعلم على رحلات الفضاء العميق فهو يبعد مسار ثلاثة أيام .. فهو من حيث الجدوى الاقتصادية فعال و بفارق كبير .. و كذلك من الناحية التقنية و الفنية ..  فأي اعطال او تعديلات يمكن تداركها بكفاءة اعلى مع هذا البعد عن الأرض بالنهاية هي ٣٨٠ الف كيلو متر و ليست ٢٩٠ مليون كيلو متر .. اما عما هو مفترض تحقيقه ..  فرمزية التسمية للبرنامج  بارتميس كشقيقة لابولو لا تعني انه البقاء على سطح القمر سيكون مشابه لما حدث في رحلات ابولو  من البقاء لساعات قبل الرجوع الى الأرض .. بل المفترض البقاء على السطح لايام و أسابيع من قبل رواد الفضاء و ذلك لعمل الدراسات و الاختبارات اللازمة على المعدات و الانسان و استكشاف الحدود التقنية و كيفية تطويرها .. بغية بناء ترسانة معرفية تساعدهم على الهدف الاستراتيجي في رحلات الفضاء في عصرنا الحالي .. و هي الوصول الى المريخ .. و اهم المكتسبات التي ستكون من مخرجات هذا المشروع خلال الأربع سنوات الأولى من الان الى ٢٠٢٤ .. هل وجود قواعد أرضية لاطلاق صواريخ كافية و مرنة للتعامل مع القطاع الخاص من شركات مثل سبيس اكس و غيرها .. و كذلك اتقان اطلاق أنظمة عملاقة مثل صاروخ sls  .. و التدرب على كبسولة الاورايون كل ذلك طبعا بالشراكة مع وكالة أخرى ناسا مثل وكالة الفضاء الاوربية .. و مرحلة اتقان بناء القيتاوي الذي شرحناه قبل قليل .. و بعد ذلك من العام ٢٠٢٤ وقت انزال البشر بالرحلة الثالثة لصاروخ sls الى العام ٢٠٢٨ .. سيتم اختبار أنظمة الهبوط على القمر و أنظمة بناء المحميات التي سيعيش فيها الرواد لمدد طويلة في الفضاء .. بالإضافة الى اتقان صناعة بدلات واقية تناسب تلك البيئة القاسية لمدة أطول .. فكل ذلك يحتاج الى عمل و تطوير غير متاح و غير ضروري بالنسبة للتحديات الحالية للفضاء مثل السفر الى محطة الفضاء الدولية او حتى النزول على سطح القمر لمدة بسيطة مثلما فعل رواد ابولو سابقا ..  هذا من جانب ومن جانب اخر .. سيتم تفعيل دور الاستفادة من التربة القمرية لاستخراج الماء و حعل متاح لاستخدام  للرواد .. فحسب الجدول المقرر في ٢٠٢٣ عند انزال اللاندرز و عمل المسح الجوي على القطب الجنوبي للقمر .. سيتم معرفة انسب مكان يحتوي على مصطحات ثلجية التي قد تكون موجودة داخل الفوهات هناك في الجزء الجنوبي  .. و التي يمكن بجانبها بناء معامل تفكك هذا الثلج الى ماء و هواء يستفيد منه الرواد .. في خطوة ستطور مفهوم استغلال الموارد على الاجرام الأخرى و معرفة مدى قابلية تطبيقها و حدودها .. لاستغلالها لاحقا للمريخ .. فكما رؤينا في هذا البرنامج كل الإنجاز العظيم المراد تحقيقه .. هو خطوه أولى للبشرية بل حبو كحبو الأطفال للتعلم كيفية الخروج من الأرض و تحقيق حلم المريخ ..

برنامج ارتميس طموح جدا و اماله عالية .. و باعتقادي قابلية تحقيقة عالية نظرا الى جدية الموضوع  بين توجيهات البيت الأبيض و تحرك ناسا كما سمعنا .. و هناك إشارات أخرى تعطي انطباع بوجود حدب ناعمة قادمة تدفع الموضوع اكثر كما حصل في الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي .. فنرى تسابق من الصينين بارسال مسابير و انزال مركبات على الجانب البعيد للقمر .. و محاولات هندية لم تكتمل و اعلنوا عن رحلات قادمة .. و جوال ياباني قد سبق و نزل .. و محاولة انزل فاشلة من الكيان الصهيوني لم يكتب لها النجاح .. كلها مؤشرات على وجود تسابق قادم لغزو جارنا القمر .. ينبئ بان المشروع الأمريكي بشراكج دولية مع القطاع الخاص سيمضي قدما .. و لكن تحفظي الشخصي هو على الجدول الزمني للمشروع .. فاراه ضيق جدا و سيتم اعلان بعض التأخيرات بين الحين و الاخر و اظن السبب سيرجع كالعادة الى نقص الميزانيات لتمويل البرنامج .. ولكن سيمضي و سنرى الانسان قريبا متمكن من  الحلم مرة أخرى بالنزول و البقاء على سطح القمر ..

هذا مختصر برنامج ارتميس اكبر برامج ناسا القادمة للفضاء و اهم تحدياته الإدارية .. لا تنسون الاشتراك في القناة و توصيتها لمحبين العلوم و التكنلوجيا و التعليق ان امكن سواء على مواضيع تحبون الاستماع اليها او ملاحظات عامة على البرنامج .. فيمكنكم التواصل معي عن طريق حساب التويتر  @ sherazus  ..من هنى اترككم في رعاية الرحمن و  التقيكم في قادم الحلقات .. فحتى ذلك الحين .. كونوا بخير والي اللقاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى