التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

نبذة تعريفية عن “الجِسْور” وأنواعها

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أنواع الجسور الجسور التكنولوجيا والعلوم التطبيقية المخطوطات والكتب النادرة

عندما يزور الطفل العربي دولة الكويت، فإنه يُعجَب من حركة المرور في الطرق السريعة دون توقف، ولكنه سرعان ما يكتشف أن الجسور التي تربط الطرق بعضها ببعض هي التي تيسر حركة المرور وتساعد على استمرار حركة السيارات في هذه الطرق بيسر وسهولة.

هل فكرت أيها الطفل العربي  أن تأخذ جولة في مركب عبر نهر النيل؟ هناك سترى جسورا تربط بين ضفتي النهر، الشرقية الغربية، يسير عليها الناس وتَعْبر فوقها السيارات والقطارات.

إن الجسر له ارتباط وثيق بحياة الإنسان. وقد بدأت الجسور في حياة البشر منذ قديم الزمان. فكانت الجسور قديما مجرد جذوع الشجر تسقط في النهر، أو مجموعة من الصخور تسد فتحة بين مرتفعين.

 

إن أول جسر متطور سجله التاريخ كان في الهند سنة 3000 ق.م كما أن الحضارة الرومانية اشتهرت ببناء الجسور.

وما تزال آثار تلك الجسور قائمة في روما عاصمة إيطاليا. وقد قام المهندسون القدامى ببناء آخر هذه الجسور في روما سنة 307 بعد الميلاد.

لقد كان جسر القنطرة في أسبانيا من أروع الجسور التي قام الرومانيون ببنائها . وقد بلغ طول هذا الجسر 30مترا، وهو ما يزال قائما، وقد مضى عليه الآن ألفا عام.

 

إن أهم شيء قدمه الرومانيون في بناء الجسور هو إدخال مادة الإسمنت الطبيعي في البناء. ثم جاءت الحضارة الإسلامية وقام أجدادنا العرب ببطولات كثيرة.

واستعمل الصحابي سعد بن أبي وقاس ، رضي الله عنه، الجسر المتحرك في معركة القادسية ضد الفرس. وكان ذلك سنة 647م (15ه) .إن معظم الجسور التي قام الأوروبيون ببنائها في العصور الوسطى كانت من تأثير الحضارة الإسلامية.

هل سمعت أيها الطفل العربي بالمهندس المعماري التركي سنان؟

هذا المهندس، الذي أصبح رئيس المهندسين سنة 1539م، هو الذي قام بالإشراف على بناء كثير من الجسور في أثناء الخلافة العثمانية. ولقد انبهر الناس بدِقَّته في البناء.

 

ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى بعض الجسور المشهورة خلال ألف السنة الماضية. فمثلا «جسر لندن» تم بناؤه سنة 1209، وقد استمر يخدم الناس على مدى 600 سنة حتى تم تجديده عام 1831م. ويعد جسر لندن أول جسر في بريطانيا يُبنى بكامله من الطابوق الأسمنتي.

وفي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، تم بناء جسر كونل بروكديل فوق نهر سيفرن في بريطانيا. وهو أول جسر حديدي يُبنى في العالم. ولقد كان بناؤه من الحديد فقط.

وفي عام 1874م، تم بناء أول جسر في العالم من الحديد الصلب. وقد كان ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية فوق نهر المسيسبي، حيث بلغ طول 152 مترا.

 

أما الجسور المتحركة فتستعمل في الحروب، وتبنى كذلك فوق الأنهار لعبور السفن من تحتها. وأضخم جسر متحرك تم بناؤه عام 1940م في ولاية ميتشجن بأمريكا. ولقد كان طول هذا الجسر 102م، واسمه جسر القطارات (ريلوي)، ومعروف بحركته الرأسية (التأرجح الرأسي).

وهناك جسر الفِردان الذي تم بناؤه سنة 1965 فوق قناة السويس بجمهورية مصر العربية. وهو أطول جسر معروف بحركته الأفقية (التأرجح الأفقي).

ويعد جسر بندورف بألمانيا من أطول الجسور الحديثة التي تم بناؤها باستعمال مادة الأسمنت المسلح. هذه المادة التي تم تطويرها في القرن العشرين والمعروفة بقدرتها الفائقة على التحمل. تم بناء هذا الجسر سنة 1964 ويبلغ طوله 208 من الأمتار.

 

ويوجد في بلدة الموزمبيق بأفريقيا أطولُ جسر معلق اسمه سيف ريفر. وقد تم بناؤه عام 1970 .

وقد تم استعمال أسلاك حديدية في الإبقاء عليه معلقا بين عمودين كبيرين. وفي ليبيا يوجد جسر وادي الخوف والذي تم بناؤه باستعمال أسلاك معدنية طويلة جدا ويلغ طوله 300متر.

وهناك نوعان من الجسور. النوع الأول يمثل الجسور الثابتة. أما النوع الثاني فهو يمثل الجسور المتحركة.

 

تتميز الجسور الثابتة بعدم حركةَ طَرفيها وهي تتكون من مسندات وأساسات. ويقاس طول هذه الجسور بالمسافة بين المسندتين.

ومن أمثلة هذا النوع من الجسور: جسور القضبان البيسيطة والجسور المقوَّسة والجسور المعلقة.

أما الجسور المتحركة فهي تبنى عادة فوق الأنهار أو على سطح الماء. قد يصعب بناء الجسور المرتفعة فوق بعض الأنهار، فتبنى هذه الجسور المتحركة، حيث تُفْتح من الوسط لتمرَّ السفن من تحتها. ومن أمثلة هذا النوع من الجسور: الجسور الطافية _ الجسور المتأرجحة (أفقيا) الجسور المتأرجحة (رأسيا).

يبقى أن تعرف أيها الطفل العربي أن هناك مسألتين من الضروري أن نوضحهما لك.

 

أما المسألة الأولى فهي حول المادة التي يصنع منها الجسر. فهذه المادة مَرَّت بعدة مراحل عبر التاريخ. بدأت باستعمال الأشجار والحبال والأخشاب والأحجار.

ومَرَّت بمرحلة استعمال الأسمنت والحديد والحديد الصلب، وانتهت في القرن العشرين باستعمال الإسمنت المسلح. وسوف يكشف لنا المستقبل أهمية السبائك المصنوعة من المعادن الخفيفة كالألمنيوم في بناء الجسور القوية.

 

أما المسألة الثانية فهي حول الكوارث التي حدثت في التاريخ لبعض الجسور، فكارثة سقوط جسر كوبيك سنة 1907م لخطأ فني فيه مما أدى إلى موت 74 عاملا، وكارثة جسر البوابة الغربية في ميلبورن بأستراليا وسقوطه مم أدى إلى موت 35 عاملا، وكارثة انهيار جسر تاكوما ناروز سنة 1940م بسبب حركة الرياح وهبوب الريح.

هذه بعض الكوارث التي حدثت للجسور. والمهندسون يدرسون هذه الكوارث، ويجتهدون باستمرار لايجاد الحل لها حتى لا تقع في المستقبل كوارث شبيهة.

 

حاجة العالم للجسور مستمرة. والمهندسون يعملون دوما لتحسين بناء الجسور. أما آخر أخبار الجسور فهي تتمثل في بناء جسر همبر بانجلترا سن 1981م والذي بلغ طوله 1410 مترا.

وبناء جسر البوسفور في استانبول بتركيا سنة 1973م والذي يبلغ طول 1073 مترا، ويعد هذا الجسر الأول من نوعه لربط القارة الأوروبية بقارة آسيا. والمستقبل فيه كثير من أخبار الجسور العظيمة وأهميتها في ربط الطرق وضفاف الأنهار وتقارب الشعوب وتواصلها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى