الطب

المراقبة الذاتية لسكر الدم: مزايا وعيوب أجهزتها ومدى تكرارها وكيفية تفسير نتائجها

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

إن الأطباء هم وحدهم الذين يحددون الطريقة الصحيحة للحصول على قياسات سكر الدم الدقيقة بواسطة أجهزة المراقبة الذاتية لسكر الدم، إذ لا بد من أخذ بعض العوامل بالاعتبار مثل الحالة العصبية للتعامل مع الأجهزة الدقيقة، والقدرات المعرفية والقدرة البصرية والقدرة المعرفية والراحة في أداء عملية القياس والرغبة في أدائها وتكليفها.

ولعل أقل الطرق من حيث التكاليف هي الطرق البصرية التي تتطلب أقل قدر من الأجهزة والمعدات، إلا أنها توجب أن يكون لدى المريض القدرة على التمييز بين الألوان وأن يميز التوقيت الملائم لأداء الاختبار وأن يكون قادراً على تفسير النتائج.

وقد تكون هذه الأدوات باهضة التكاليف هذه الأيام، وتعتمد على توافر التطورات التكنولوجية، وعلى رغبة الناس بتحسين أوضاعهم، إلا أنها تقدم نتائج أكثر دقة، فإذا لم تتوافر لديك الميزانية اللازمة لشرائها فإن المهنيين من حولك يمكنهم أن يقدموا لكم الاقتراح بالجهاز الأكثر ملاءمة لك.

ولقد قل استخدام الأجهزة القديمة التي تتطلب الحصول على كمية من الدم لوضعها على الشريط الكاشف هذه الأيام، لأنها تتطلب اتخاذ الإجراءات التي تتطلب اتباع خطوات متسلسلة بترتيب محدد، بينما لا تتطلب الأجهزة الحديثة سحب الدم من الأوردة، كما أن استخدامها أكثر سهولة.

ولكنك إذا اتبعت الخطوات على وجه غير صحيح عند قياس سكر الدم فإنك ستحصل على نتائج غير دقيقة لسكر الدم، ويمكن للانحراف عن الإجراءات السوية أن يكون نتيجة التطبيق غير الملائم لأداة القياس، أو لاستخدامها وصيانتها على نحو غير ملائم، أو لتلف الأشرطة الكاشفة بسبب تعرضها للحرارة أو للرطوبة، أو لاستخدام الأشرطة الكاشفة بعد انتهاء فترة صلاحيتها.

ولا بد لك أن تكتسب القدر الكافي من المعارف اللازمة لاستخدام هذه الأجهزة والأدوات وشرائها من مكان توزيع يقدم في الوقت نفسه التدريب الكافي على إجراء الاختبار. وينبغي عليك أن تجري اختبار سكر الدم في المختبر كل 6 إلى 12 شهراً، من أجل مقارنة تلك النتيجة مع النتائج التي يعرضها جهاز القياس للمراقبة الذاتية لسكر الدم، وتتحسن جودة القياس ودقتها عند استخدام عبوة جديدة من الأشرطة الكاشفة، وتتأكد جودة القياس بها بمقارنتها بنتائج القياسات التي تجرى في المختبر.

 

من الذي يستطيع إجراء المراقبة الذاتية لسكر الدم؟

يمكن لجميع السكريين الاستفادة من المراقبة الذاتية لسكر الدم، لأنها تتيح لهم رعاية أنفسهم إلى حد ما، ومن المرشحين الجيدين للمراقبة الذاتية لسكر الدم كل من يخضع للمعالجة المكثفة بالإنسولين، مثل السكريين الذين يعالجون بأربع حقن من الإنسولين يومياً، والسكريين الذين زرعت لهم مضخات الإنسولين، والنساء اللاتي شخص الأطباء لديهن السكري الحملي، والمصابين بالسكري غير المستقر، والذين لديه تراكم لكميات كبيرة من المواد الكيتونية، أو مستويات عالية جداً من الغلوكوز في الدم، والسكريين الذين يحدث لديهم نقص في سكر الدم دون أن يترافق بأعراض تنذر بذلك النقص. ونصيحتي لك أن تمارس المراقبة الذاتية لسكر الدم كلما أمكنك ذلك.

إن المراقبة الذاتية لسكر الدم تعتبر طريقة موثوقة لكشف مدى كفاية النظام الغذائي وممارسة الرياضة والأدوية الخافضة لسكر الدم لكل مريض على حدة، إذ سيكون لديك الحماس الكافي لاتباع نمط محدد من المعالجة إذا ما تيقنت أن الإجراءات العلاجية ناجعة وفعالة، ويوصي الأطباء بشدة باتباع المراقبة الذاتية لسكر الدم إذا ما انتابهم الشك بتعرضك لازدياد شديد في مستوى سكر الدم أو لانخفاض مقابل فيه.

 

مدى تكرار المراقبة الذاتية لسكر الدم:  بالنسبة للسكرين الذين يعالجون بالإنسولين يوصي الأطباء بإجراء المراقبة الذاتية لسكر الدم مرتين أو ثلاث مرات يومياً، على أن تجرى واحدة من القياسات وقت الذهاب للنوم، أما السكريين الذين لايعالجون بالإنسولين فيوصيهم الأطباء بإجراء قياس سكر الدم مرتين أو ثلاث مرات كل أسبوع، وأن تجرى بعض تلك القياسات بعد تناول وجبة الطعام بساعتين

وبالنسبة لجميع السكريين، يوصي الأطباء باتباع المراقبة الذاتية لسكر الدم في كل مرة يشك فيها السكريون بتعرضهم لزيادة شديدة في مستوى سكر الدم أو لنقص فيه. كما ينبغي أن يزداد اللجوء إلى المراقبة الذاتية لسكر الدم عند تغيير النظام العلاجي أو نظام التمارين الرياضية أو النظام الغذائي أو خلال فترات الإصابة بمرض عارض أو التعرض للشدات أو للكروب.

         

كيفية تفسير نتائج المراقبة الذاتية لسكر الدم:  للتعرف على النمط الشخصي الخاص بك ينبغي عليك أن تحتفظ لنفسك بسجل يتضمن نتائج القياسات لسكر الدم، ويمكن إجراء القياسات في الوقت الذي تكون فيه فعاليات الأدوية في أقصاها، لتتعرف على مقدار الجرعة التي ينبغي عليك تعديلها.

أما تقييم الجرعات الداعمة أو المعززة من الإنسولين فيمكن التعرف عليها بإجراء القياسات قبل وجبة الطعام مباشرة، والجرعة المعززة من الإنسولين هي كمية الإنسولين السريع المفعول أو النظامي التي تعطى للسكري من أجل تغطية ما يأكله من الطعام خلال جلسة واحدة لتناول الطعام، كما ينبغي إجراء قياس سكر الدم بعد تناول الطعام بساعتين للتعرف على الكمية المثلى من الإنسولين التي تعطى في الجرعة المعززة.

أما إذا كنت من السكريين من النمط 2 فوصيتي لك أن تجري قياس سكر الدم كل يوم قبل الوجبة الرئيسية وبعدها بساعتين، وهي عادة وجبة الغداء أو وجبة العشاء، وإذا كنت تأخذ حقنة الإنسولين قبل النوم أو كنت تستخدم مضخة الإنسولين فينبغي أن تقيس سكر الدم في الساعة الثالثة صباحاً، مرة كل أسبوع لتتأكد من مستوى سكر الدم لاينخفض انخفاضاً شديداً أثناء الليل.

أما إذا لم يكن بإمكانك إجراء مثل هذه القياسات أو لم تتوافر لك الأموال اللازمة لإجرائها، فيمكنك قياس سكر الدم مرة أو مرتين يومياً، (كأن تقيسها على سبيل المثال قبل تناول وجبة الفطور في أحد الأيام وقبل تناول طعام الغداء في يوم آخر).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى