الطب

طرق قياس غلوكوز الدم

2013 أنت والسكري

نهيد علي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الطب

لقد ناقشنا حتى الآن المراقبة الذاتية لسكر الدم، والآن سنناقش كيفية إجراء القياسات للتعرف على مستوى سكر الدم في المستشفيات وفي المرافق الصحية الأخرى.

قياس غلوكوز الدم على الريق (الصيامي):  يجرى قياس غلوكوز الدم على الريق (الصيامي) بعد مرور فترة 8 ساعات من الصيام، ويعد الطريقة المفضلة لتشخيص كل من السكري والمرحلة السابقة للسكري، ويفضل إجراؤه في الصباح، فإذا تجاوزت نتيجة الاختبار لديك 100 وكانت أقل من 125 ميلي غرام/ديسي لتر فإنك تعتبر مصاباً بالمرحلة السابقة للسكري، أو باختلال الغلوكوز على الريق (الصيامي)، وأنت معرض لخطر الإصابة بالسكري من النمط 2، أما إذا تجاوزت نتيجة الاختبار 126 ميلي غرام/ديسي لتر فتعتبر مصاباً بالسكري من النمط 2.   

 

الاختبار الفموي لتحمل الغلوكوز:  يتم في الاختبار الفموي لتحمل الغلوكوز قياس كمية الغلوكوز بعد صيام المريض لمدة 8 ساعات ثم بعد ساعتين من تناول شراب حلو فيه ما يقرب من 75 غراماً من الغلوكوز، ويساعد هذا الاختبار لتشخيص كل من السكري والمرحلة السابقة للسكري.

وتشير بعض الدراسات إلى أن الاختبار الفموي لتحمل الغلوكوز أكثر دقة من قياس غلوكوز الدم على الريق (الصيامي)، ولكن إجراؤه أكثر صعوبة منه، فإذا وصلت النتيجة بعد ساعتين من تناول الشراب المحلى إلى 140 – 199 ميلي غرام/ديسي لتر فإن الأطباء يشخصون الإصابة باختلال تحمل الغلوكوز، وعندها يصبح المرء معرضاً لاحتمال كبير للإصابة بالسكري من النمط 2، وذلك شبيه بما أسلفنا عند الحديث عن قياس غلوكوز الدم على الريق (الصيامي).

أما إذا وصلت النتيجة بعد ساعتين من تناول الشراب المحلى إلى أكثر من 200 ميلي غرام/ديسي لتر وتكرر ذلك في يومين متتاليتين، فإن تشخيص السكري من النمط 2 يصبح إيجابياً.

ويستخدم الاختبار الفموي لتحمل الغلوكوز في تشخيص السكري الحملي، وهو أحد أنماط السكري الذي يظهر أثناء الحمل، ويستخدم في هذا الاختبار شراب يحتوي على 75 ميلي غرام من الغلوكوز، إلا أن الاختبار الفموي لتحمل الغلوكوز يكرر أربع مرات، وهو ما يخالف الأمر في قياس غلوكوز الدم على الريق (الصيامي)، فإذا كانت النتائج مرتفعة في مرتين على الأقل يقال بأن الحامل لديها السكري الحملي.

 

القياس العشوائي لغلوكوز البلازما:  يمكن قياس مستويات سكر الدم في أي وقت من أوقات اليوم عند إجراء القياس العشوائي لغلوكوز البلازما، كما يمكن دراسة الأعراض التي سبق الحديث عنها مثل زيادة كمية البول وعدد مرات التبول والعطش الشديد والنقص الذي يصعب تفسيره في الوزن.

الهيموغلوبين (الخضاب) الغليكوزي: ويشير الأطباء إلى الهيموغلوبين (الخضاب) الغليكوزي أيضاً باختصارات متعددة مثل HgbA1c و A1C، وهو يشير إلى اختبار يقصد منه التعرف على المعدل الوسطي لسكر الدم خلال فترة تمتد إلى 2-3 أشهر، فإذا كانت نتيجته مرتفعة فإنه يؤكد وجود جزيئات الغلوكوز في هيموغلوبين خلايا الدم الحمراء.

فمن المعروف أن الغلوكوز يميل للالتصاق بجدر خلايا الدم الحمراء، بعد أن يحوم حولها لفترة زمنية محددة، وقد اتضح أن الهيموغلوبين (الخضاب) الغليكوزي يكون زائداً في الحالات التي يبقى فيها الغلوكوز في الدوران أيضاً.

ويبقى الهيموغلوبين الذي ترتبط به جزيئات الغلوكوز داخل الجسم طيلة فترة حياة خلايا الدم الحمراء، والذي تستمر 4 أشهر، فإذا كانت مستويات الغلوكوز قريبة من القيم الوسطية لدى البشر مع تذبذبات طفيفة ومتباعدة فستكون كميات السكر جيدة، أما إذا كانت مستويات السكر مرتفعة فإن مستويات الهيموغلوبين (الخضاب) الغليكوزي ستكون مرتفعة.

فإذا وجدت نتيجة المراقبة الذاتية لسكر الدم لديك تبعث الرضا وأن الهيموغلوبين (الخضاب) الغليكوزي غير سوي فستكون قد أخطأت في إجراء الاختبارات، أو في طريقة تصنيع أو طريقة استخدام الأدوات.

وستجد أسماءً مختلفة تدل على الهيموغلوبين (الخضاب) الغليكوزي، مثل hemoglobin A1c و hemoglobin A1، إلا أن القيمة النمطية له لا تتغير إلا تغيراً طفيفاً، باختلاف المختبرات، إلا أنها بشكل عام تتراوح بين 4 و 6 بالمئة، وكلما كانت القيمة قريبة للقيمة النمطية كلما كانت دالة على القيم السوية للغلوكوز في الدم.       

 

اختبار الغلوكوز في البول: قبل استخدام طرق المراقبة الذاتية لسكر الدم كانت الطريقة المتبعة للتعرف على وجود الغلوكوز تتمثل بقياسه في كل يوم في البول.

 إلا أن قياس سكر البول لا يقوم به إلا الذين لا يتمكنون من المراقبة الذاتية لسكر الدم.

ولقياس سكر الدم في البول فوائده الخاصة به، فهو أقل تكلفة، ولايسبب أي إزعاج، ولا يحتاج لوخز الجلد كما هو في المراقبة الذاتية لسكر الدم، ويكفي لإجراء الاختبار على البول أن تغمس شريط الاختبار أو القرص المصمم لإجراء الاختبار والانتظار فترة قصيرة لمراقبة تغير اللون على الشريط ومقارنته بلوحة الألوان المعيارية.

وقد لا تكون نتائج قياس السكر في البول دقيقة لدرجة تكفي للتعرف على المستوى الإجمالي للغلوكوز، فالغلوكوز الذي يعبر الكليتين ينطرح في البول إذا ما تجاوز تركيزه في الدم العتبة الكلوية للغلوكوز، فإذا كان مستوى العتبة الكلوية 180 – 200 ميلي غرام / ديسي لتر أو 9.9 – 11.1 ميلي مول / لتر، فإن ذلك قد يشير أن ما قد شربته من من سائل محلى يؤدي إلى إفراغ الكليتين للكميات التي هي أكثر من العتبة الكلوية في البول، وأن الكليتين قد امتصتا كميات أقل من السكر الموجود في الدم.

ثم إن من غير الممكن التعرف على نقص سكر الدم باستخدام قياس السكر في البول، لأن نتيجة قياس سكر الدم في البول تكون سلبية إذا كانت قيمة غلوكوز الدم تتراوح بين 0 و 180 ميلي غرام / ديسي لتر، وربما إذا كانت القيمة أكبر من ذلك

وهكذا قد تعتقد أن حالتك جيدة ببساطة لأن نتائج قياسات سكر البول لديك سلبية، أما في الحقيقة فإن العتبة الكلوية تكون أعلى لدى كبار السن والمصابين بالاعتلال الكلوي السكري المنشأ مما لدى غيرهم، مما يؤدي لنتائج سلبية كاذبة رغم وجود مستويات عالية من غلوكوز الدم إلى درجة تهدد الصحة.

 

اختبار كشف المركبات الكيتونية:  يدل وجود المركبات الكيتونية في البول على تدهور الأوضاع لدى السكري من النمط 1، وزيادة احتمال الوقوع في الحُماض الكيتوني السكري، فمع تدهور أداء الإنسولين لوظائفه، يحدث تفكيك للدهون المختزنة من أجل استخدام الطاقة، فالمواد الكيتونية هي المنتجات النهائية لتفكيك الدهون، فتتراكم في الدم وفي البول.

ويستخدم السكريون شرائط الغمس التجارية مثل Ketostix و Chemstrep uK للتعرف على وجود المركبات الكيتونية في البول لديهم، فعند وجود تلك المواد في البول يتغير لون المنطقة الكاشفة على شريط الغمس ليصبح أرجوانياً، ومن بين أهم المواد الكيتونية هناك الأسيتون، والذي قد يدفع الأطباء لتسمية المواد الكيتونية بالمواد الأسيتونية.

وهناك أنماط أخرى من الأشرطة تتوافر في الأسواق لقياس مستويات الغلوكوز والمواد الكيتونية، ومنها Keto-Diastix و Chemstrep uGK ، وعند وجود كميات من المواد الكيتونية فإن الاستجابة بالتغير اللوني الذي يحدث في الشريط قد يصعب تقييمها بدقة.

وينبغي إجراء قياس دقيق للمواد الكيتونية في البول لدى جميع السكريين من النمط 1 ولدى وجود الغلوكوز في البول ولدى الارتفاع المزمن لمستويات الغلوكوز لأكثر من 240 ميلي غرام / ديسي لتر في قياسين متتاليتين

ويمكن قياس مستوى المواد الكيتونية أثناء الحمل وعند إصابة السكريين بمرض آخر، فإصابة السكريين بمرض سابق أو حدوث الحمل لدى المصابات بالسكري يستدعي قياس المواد الكيتونية بالبول

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى