البيولوجيا وعلوم الحياة

العلامات والآثار المتواجدة على الجثة

2010 الاستعراف الجنائي في الممارسة الطبية الشرعية

صاحب عيسى عبدالعزيز القطان

KFAS

العلامات والآثار المتواجدة على الجثة البيولوجيا وعلوم الحياة

‌أ- آثار طبعات الأحذية على الجثة :

قد تتواجد آثار بصمات (طبعات) للأحذية على الجثة أو على ملابسها وتأخذ هذه الآثار (على الجثة) إحدى صورتين : إما أن تكون على هيئة طبعة غبارية أو أن تكون على شكل تلوثات مطبوعة على الجلد من جراء وطأ الجثة بحذاء ملتصق بنعله تلوثات رطبة.

وتكون هذه الآثار والعلامات واضحة بجلاء على الجثة عند فحصها في مسرح الحادث ، وحيث إن معظم آثار وعلامات إنطباعات الأحذية على الجثة لا يمكن رفعها على شرائط لاصقة لذا يجب الاهتمام بتصويرها قبل نقل الجثة من مكانها .

وعادة يتسبب الوطأ العنيف للجسم بحذاء في تلف بالجلد وبالأنسجة الرخوة تحته فتظهر آثاره في شكل طبعات متكدمة على الجلد ، ومثل هذه الإنطباعات الجلدية المتكدمة تكون ثابتة بحيث يمكن تصويرها حتى بعد نقل الجثة إلى غرفة التشريح .

وتنشأ طبعات الأحذية على الملابس بعدة مواد مختلفة ، إلا أن الدماء والتلوثات الطينية تعتبران من أكثر المواد شيوعاً في إحداثها ، وقد يكون بإمكان رؤية آثار طبعات الأحذية على الملابس بسهولة في مسرح الجريمة لا سيما في الأماكن المفتوحة حيث يكون متعذراً التحكم في شدة الإضاءة بالموقع.

 

أما الأماكن المغلقة فتتيح ظروفها فرصة الاستعانة بمصادر ضوئية خاصة (أشعة فوق بنفسجية أو أشعة ليزر) والتي توفر إضاءة من طراز أحادي اللون على درجة عالية من الشدة ومن ثم تسبب وميضاً خاصاً للمواد المنطبعة كأثر لبصمة الحذاء أو الألياف نسيج القماش حولها.

هذا ويسهل عادة العثور على آثار طبعات الأحذية العالقة بالملابس لدى فحصها في ظروف فنية ملائمة بالمختبر الجنائي (بعد رفعها من على الجثة) ومن ثم يجب دائماً رفع ملابس الجثة بحرص وعناية بالغتين للمحافظة على ما قد يكون عالقاً بها من آثار طبعات أحذية حتى وإن كانت غير واضحة للعيان لأول وهلة .

وقد تتشوه آثار طبعات الأحذية على نسيج القماش بمجرد طي الملابس أو ثنيها ، ومن ثم فقد يكون مفيداً في هذا المجال تصوير هذه الآثار مع تدوين أوصافها بالتفصيل كتابه .

هذا وتسبب إطارات السيارات بصمات لها على السطح الداخلي لملابس المصاب الذي تدهسه سيارة في حادث طريق .

 

‌ب- بصمات الأصابع :

عادة يمكن العثور على بصمات الأصابع عالقة بالجثة أو منطبعة على عدة أشياء مختلفة بمسرح الحادث ، لذا فإنه يجب دائماً مراعاة كافة إجراءات حماية وتأمين مسرح الحادث ، بحيث لا تتشوه أو تنطمس بصمات الأصابع التي قد تكون عالقة به.

وقد تقتضي الضرورة الفنية أحياناً استخدام أجهزة إضاءة حديثة ذات أطوال موجية مختلفة عند فحص مسرح الحادث لا سيما الأماكن المغلقة حيث يمكن التحكم في شدة الإضاءة بالموقع ، وذلك لاكتشاف آثار بصمات الأصابع التي لا يمكن رؤيتها بوضوح كاف في ظروف الإضاءة العادية .

 

‌ج- سوائل الجسم الحيوية :

من الأمور الهامة التي يجب النظر إليها بعين الاعتبار عند فحص جثة في مسرح الجريمة (قبل نقلها لغرفة التشريح) ضرورة التثبت مما إذا كانت توجد ثمة سوائل حيوية عالقة بالجثة يمكن أن تضيع آثارها في أثناء النقل من عدمه.

وهذه النقطة (على وجه التحديد) تعتبر ذات أهمية خاصة لا سيما إذا كانت ستقارن بسوائل حيوية خاصة بالمشتبه فيهم ، ومن ثم فإنه يجب الحصول على مسحات من المهبل والشرج والفم في جرائم قتل الإناث (التي يحتمل اقترانها باعتداء جنسي) بغرض البحث عن آثار الإفرازات المنوية .

وإذا عثر على تلوثات دموية عالقة بالجثة (أو بملابسها) واشتبه في علاقتها بالجاني ، فإنه يجب رفعها والجثة ما زالت في مكانها بمسرح الوفاة لا سيما في الحالات التي يخشى معها فقدها أو تلوثها بدماء نازفة من إصابات المجني عليه نفسه في أثناء نقل الجثة .

كما يجب رفع آثار اللعاب من مواضع عقر الأسنان بالجثة قبل نقلها إلى غرفة التشريح . وقد كان لتواجد إفرازات مخاطية من الأنف بمنديل عثر عليه قريباً من مسرح الحادث أهمية فنية كبيرة عند فحص المادة الوراثية (تصنيف الحامض النووي) لهذه الإفرازات الأنفية ومطابقتها مع نتيجة فحص المادة الوراثية للمشتبه فيه .

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى