التاريخ

أنواع مادة الحِبر المستعملة عبر الزمن

1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مادة الحِبر أنواع مادة الحِبر التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

لا يُعرف الزمن الحقيقي الذي استخدم فيه الحبر في الكتابة، ولكن المصريين القدماء كانوا يستخدمون نوعا من الحبر في الكتابة على أوراق البَرْدي.

وكان هذا الحبر يُحضَّر بخَلْط مسحوق الفَحم النباتي الذي يتبقى بعد حرق الخشب، بقليل من الصَّمغ المستخرج من بعض أشجار السَّنط. وكان من الممكن محو الكتابة بقطعة قماش مبللة بالماء.

وقد استمر العمل بهذا الحبر حتى عهد الإمبراطورية الرومانية، ويقال إن أحد الأباطرة الرومان كان يُجبر الشعراء على لَحْس قصائدهم بألسنتهم، إذا لم تَرُقُه هذه القصائد.

 

وقد استعمل الرومان فيما بعد، حبرا خاصا حصلوا عليه من غدد خاصة في جسم الحبَّار البحري، وهو سائل أدكن اللون يُفرزه الحبار عند شعوره بالخطر، ويختفي بواسطته عن عيون الأعداء. 

وقد استخدم بعد ذلك نوع من الحبر يصنع بخلط «تانين» شجر البَلُّوط مع بعض المواد الكيميائية، ولم يكن لذلك الحبر تركيب خاص، بل كان كل كاتب يصنع الحبر الخاص به بطريقته الخاصة.

 

وكان هذا الحبر ثابتا إلى حد كبير، حتى أن أغلب الكتب واللفائف التي تركت لنا من العصور القديمة ما زالت حتى الآن على درجة عالية من الوضوح.

ويصنع الحبر حاليا باستخدام بعض الأصباغ العضوية مثل أزرق المثيلين مع الشَّب والجليسرين عند صناعة الحبر الأزرق، أو أزرق الكارمين مع حِمْض الجاليك وكبريتات الحديدوز عند صنع الحبر المائل للسواد، أو أحمر الإيوسين مع قليل من سكر القصب لتكوين الحبر الأحمر.

 

وتُحضرَّ الأحبار الملونة باستخدام أصباغ الأنيلين، ويضاف إليها بعض الزيوت مثل زيت الخروع أو حمض الأولييك، وتحضر منها أصناف مختلفة من أحبار الطباعة وما إليها.

وهناك أحبار لا تُرَى عند الكتابة بها، وهي تعرف بالأحبار السرية، ولا يمكن قراءتها إلا بعد معالجتها بمواد أخرى. 

ومن أمثلة ذلك، الكتابة بمحلول حديدوسيانيد البوتاسيوم، ولا تظهر الكتابة به إلا بعد رش الورقة برذاذ من محلول أحد أملاح النحاس، وكذلك الكتابة بعصير الليمون، ولا تظهر الكتابة في هذه الحالة إلا بعد تسخين الورقة قليلا، فتظهر الكتابة بلون قاتم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى