الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن دولة الهند

2004 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

دولة الهند الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

دَوْلَةٌ تَقَعُ في جَنوبِ قارةِ آسْيَا ويَفْصِلُها عَنْها سِلْسِلَةُ جِبالِ الهِمالايا الواقِعَةِ شَمالَ البِلادِ وخَلْفَها هَضبةُ التيبت الَّتي تَمْنَعُ سُهولَةَ الاتِّصالِ بَيْنَ الهِنْدِ وآسْيا.

وتَتَّخِذُ أراضي الهِنْدُ شَكْلاً يُشْبِهُ المُثَلَّثَ رَأْسُهُ في الجَنوبِ يُطِلُّ عَلى المحيطِ الهِنْدِيِّ، وقاعِدَتُهُ في الشَّمالِ.

يَحُدُّها غَرْباً بَحْرُ العَرَبِ وباكِسْتان، وشَرْقاً يَحُدُّها ميانمارُ وبَنْجلادِيشُ وخَليجُ البَنْغالِ، وشَمالاً الصِّيْنُ ونِيبالُ وبوتانُ.

 

تَبْلُغُ مِساحَتُها حَوالَي 3.3 ملايين كم2، وتَحْتَلُّ المَرْتَبَةَ السَّابِعَةَ في العالَمِ مِنْ حَيثُ المِساحَةُ، وأَبْرَزُ مَظاهِرِ السَّطْحِ فيها جِبالُ الهِمالايا في الشَّمالِ وهيَ أَعْلى سِلْسِلَةٍ جَبَلِيَّةٍ في العالَمِ حيثُ يَزيدُ ارْتِفاعُها على سِتَّةِ آلافِ مِتْرٍ

وبَعْدَها تُوجَدُ منطقةُ السُّهولِ الشَّمالِيَّةِ وهيَ ذاتُ مِساحَةٍ كَبيرَةٍ وتَجْري فيها عِدَّةُ أَنْهارٍ مِنْها الجانِجُ وبْراهما بوترا والسِّنْدُ.

ثُمَّ هَضبةُ الدّكنِ في وَسَطِ وجَنوبِ البِلادِ وتَتَخَلَّلها بعضُ المُرْتَفعاتِ الَّتي تَزْدادُ ارتفاعاً كُلَّما اتَّجَهْنا نَحْوَ الغَرْبِ حتَّى تَلْتَقي سِلْسِلَةَ جِبالِ الغاتِ الغَرْبيَّةِ، وشَرْقاً بِجِبالِ الغاتِ الشَّرْقِيَّةِ، وتمَّ اسْتِغْلالُ هذهِ الهَضْبَةِ في الزِّراعَةِ والرَّعْي وتَكْثُرُ فيها الحَيَواناتُ مِثْل الفِيَلَةِ، وتَجْري فيها عِدَّةُ أَنْهارٍ مِنها كريشنا وكُوفْري وتصبُّ في خَليجِ البَنْغالِ.

 

والمُناخُ في الهِنْدِ مُعْتَدِلٌ وجَافٌّ في فَصْلِ الشِّتاءِ، وحارٌّ في فَصْلِ الصَّيْفِ، وتَهُبُّ عَلَيْها الرِّياحُ الموسميَّةُ القادمةُ من المحيطِ الهندي الَّتي تَبْدَأُ مِنْ مُنْتَصِفِ شَهْرِ يُونيو وحتَّى نُوفمْبر تُصاحِبُها أَمْطارٌ غزيرَةٌ يصِلُ مُعَدَّلُها السَّنوي إلى أكْثَرَ مِنْ 11 ملم، وتَعْتَمِدُ عَلَيْها الزِّراعَةُ وأحياناً تَكونُ قَوِيَّةً تُدَمِّرُ المَنازِلَ والمحاصيلَ الزِّراعيَّةَ وتُسَبِّبُ الفَيضانَ.

كانتِ الهِنْدُ مَهْدَ الحَضاراتِ القَديمةِ ودَلَّتِ الآثارُ أَنَّ هذهِ المنطقةَ مَأْهولَةٌ بالسُّكّانِ مُنْذُ العَصْرِ البرونزيِّ حيثُ اعتَمَدوا على الزِّراعَةِ وتَرْبِيَةِ الحيواناتِ ثُمَّ تَطَوَّرَتْ وازْدَهَرَتْ في مَجالاتِ الفُنونِ والآدابِ والعُلومِ

وقَدْ وَصَلَ إلَيْها الآريُّونَ مِنْ وَسَطِ آسْيا وإيرانَ كَما غَزاها الفُرْسُ والإسْكَنْدَرُ الأَكْبَرُ مَلِكُ مَقْدُونيا عامَ 326 قَبْلَ المِيلادِ. 

 

وانِتَشَرَ الإِسْلامُ في الهِنْدِ عَنْ طَريقِ الفُتوحاتِ الَّتي تَمَّتْ في عَهْدِ مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيانَ، ثُمَّ أَقامَ السُّلْطانُ مَحمودٌ الغَزْنَويِّ مَمْلَكَةً إِسْلامِيَّةً في البَنْجابِ، كَما تَعَرَّضَتِ الهِنْدُ لِهَجَماتِ المَغُولِ الَّذينَ قَسَّمُوها إلى عَدَدٍ مِنَ المَمالِكِ الصَّغيرَةِ.

وَدَخَلَها الأُوروبيُّونَ، حَيْثُ أَرْسَلَ مَلِكُ البُرتغالِ عامَ 1497 م البَحَّارَ فاسْكُو دِي جاما للوُصولِ إلى الهِنْدِ عَن طَريقِ رَأْسِ الرَّجاءِ الصَّالِحِ، فَوَصَلَ إلى كَالِيكوتَ. 

وأَقَامَ البُرْتُغاليُّونَ فيما بَعْدُ مُسْتَعْمَرَةً تِجارِيَّةً وأصْبَحَتْ (جوا) عاصِمَتَهُمْ في الهِنْدِ، وبَعْدَهم جاءَ الإِنْجليزُ وأسَّسوا فيها شركةَ الهندِ الشَّرقيَّةِ – البريطانيةِ عام 1602، وأَصْبحَ لَهَا نفوذٌ كبيرٌ.

 

وحَكَمَ الإنجليزُ الهِنْدَ مُدَّةً طويلةً بواسِطَةِ نائبٍ لِلْمَلِكِ تُعَيِّنُهُ الحكومَةُ البريطانيَّةُ، ولكنَّ الشَّعْبَ الهِنْدِيَّ رَفَضَ الوُجودَ البريطانيَّ.

وظَهَرَتِ الكثيرُ مِنْ أَحْزابِ المُعارَضَةِ، وبَرَزَ في المَيْدانِ الزَّعيمُ الهِنْديُّ غاندي وكان صَلْباً قَوِيَّ الإرادَةِ تَعَرَّضَ لِلسِّجْنِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ مَعَ مَجْموعَةٍ مِنْ أَتْباعِهِ في سَبيلِ إعْطاءِ المَزيدِ مِنَ الحُرِّيَّاتِ للمواطنينَ الهُنودِ، وحَصَلَتِ الهِنْدُ عَلى اسْتِقْلالِها في 15 أغسطُسْ عامَ 1947

وتَمَّ اخْتِيارُ (جَواهِر لالْ نَهرُو) أَوَّلَ رئيسٍ للوزراءِ، وَوَضَعَ دُسْتوراً للبِلادِ وأصْبَحَتْ جُمهوريَّةً مُسْتَقِلَّةً، تَتَمَتَّعُ بِنِظامٍ دِيمقراطِيٍّ، وقُسِّمَتْ إدارِيّاً إلى خَمْسٍ وعِشْرِينَ وِلايَةً وسَبْعِ مُقاطعاتٍ بِزَعامَةِ رئيسِ الدَّوْلَةِ وَرَئيسِ مَجْلِسِ الوُزَراءِ، وقد انْفَصَلَتْ عَنْها باكِسْتانُ بعدَ الاستقلالِ، ولا تزالُ الخِلافاتُ قائِمَةً بَيْنَهُما بِسَبَبِ مُشْكِلَةِ كَشْمِيرَ.

 

يَبْلُغُ عَدَدُ السُّكَّان في الهِنْدِ (أَكْثَرَ مِنْ مِلْيارِ) ألْفَ مِلْيُونٍ نَسْمَةٍ وهيَ ثاني أَعْلَى دَوْلَةٍ في العالَمِ مِنْ حَيْثُ عَدَدِ السُّكَّانِ بَعْدَ الصِّينِ وتَبْلُغُ الكَثافَةُ السُّكَّانِيَّةُ حَوالَي 265 نَسْمَةٍ في الكم2، يَتَرَكَّزُ 72% مِنْهُمْ في الرِّيفِ و 28% في المُدُنِ.

والنُّمُوُّ السُّكّانِيُّ فيها سَريعٌ، واتَّخَذَتِ الحُكُومَةُ إِجْراءاتٍ صارِمَةً لِتَحْديدِ النَّسْلِ للتَّقْليلِ مِنَ المُشْكِلاتِ الاقتِصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ الَّتي تُواجِهُ البِلادَ بِسَبَبِ زِيادَةِ عَدَدِ السُّكّانِ.

ويَنْتَمي السُّكّانُ إلى مَجْموعَةٍ مِنَ الأُصولِ العِرْقِيَّةِ مِنْهُم الآريُّونَ ذوو البَشَرَةِ البَيْضاءِ، ويَسْكُنُ مُعْظَمُهُم شَمالَ الهِنْدِ، ثُمَّ الدرافيديُّونَ ذَوُو البَشَرَةِ السَّمْراءِ في جَنوبِ الهِنْدِ إضافَةً إلى المُسْلِمينَ الَّذينَ وَفَدُوا مِنْ أَفْغانستانَ وإيْرانَ ورُوسيا واسْتَقَرُّوا في وِلاياتِ بيهارَ والبَنْغالِ، ثُمَّ المَغُولُ في جِبالِ الهِمالايا المُجاوِرَةِ لبُورْما.

 

ويَتَحَدَّثُ سُكَّانُ الهِنْدِ أَكْثَرَ مِنْ 14 لُغَةً رئيسةً تنتمي إلى الأُسْرَةِ الهِنْدُو – أوروبية والمِئاتِ مِنَ اللَّهجاتِ المَحَلِيَّةِ الخاصَّةِ بِكُلِّ منطقةٍ، وتُعْتَبَرُ اللُّغَةُ الهِنْدِيَّةُ هِيَ الرَّسْمِيَّةَ في البِلادِ إضافَة إلى السَنْسَكْريتيةِ والإنجليزيةِ.

والدِّياناتُ السَّائِدَةُ في الهِنْدِ هي الهِنْدوسيةُ، ويَدينُ بها حَوالي 83% مِنَ السُّكَّانِ، و11% مسلمونَ، ثُمَّ الدِّياناتُ المسيحيَّةُ والبُوذِيَّةُ والسيخُ وغَيْرُها. وللدِّينِ عَلاقَةٌ وثيقَةٌ بحياةِ السُّكَّانِ في الهِنْدِ حَيْثُ يَتَحَكَّمُ في طَريقَةِ المَأْكَلِ والمَلْبَسِ والزَّوَاجِ.

ويَتَمَتَّعُ مُعْظَمُ السُّكَّانِ في الهِنْدِ بِمُسْتَوَى مُتَدَنٍّ لِلْمَعيشَةِ ويَنْتَشِرُ الفَقْرُ بينَهُم وتَزْدادُ نِسْبَةُ الوفيَّاتِ بِسَبَبِ سُوءِ التَّغْذِيَةِ وانْتِشارِ الأَمْراضِ.

 

وحاوَلَتِ الحُكومَةُ مُنْذُ مُنْتَصَفِ القَرْنِ العِشْرِينَ تَطْويرَ خِدْماتِها الصحيَّةِ والتعليميَّةِ والاجْتِماعيَّةِ، والحَدِّ مِنَ المُشْكِلاتِ الَّتي تُواجِهُ السُّكّانَ حيثُ ارْتَفَعَ المُسْتَوى الصحيَّ وزادَتْ نِسْبَةُ المُتَعَلِّمينَ وانْتَشَرَتِ المَدارِسُ والمَعاهِدُ والجامِعاتُ في مُعْظَمِ المُدُنِ الهِنْدِيَّةِ ولكنَّ السُّكّانَ مُتَفاوِتونَ مِنْ حَيْثُ مُسْتَوى المَعيشَةِ والتَعليمِ والسَّكَنِ.

عَلَى الرَّغْمِ مِنْ وَفْرَةِ المَوارِدِ الاقتِصاديَّةِ في الهِنْدِ فَإِنَّ مُسْتَوى دَخْلِ الفَرْدِ فيها قَليلٌ بِسَبَبِ الزِّيادَةِ الهَائِلَةِ في عَدَدِ السُّكَّانِ وسَعَتِ الحُكومَةُ بَعْدَ الاسْتِقْلالِ لِتَنْمِيَةِ مَواردِ البِلادِ واعتمِادها سياسَةَ الاكتْفاءِ الذاتي وتَطْويرِها في المَجالاتِ المُخْتَلِفَةِ. 

وأَهَمُّ مَوارِدِها الاقتصاديَّة الزِّراعَةُ الَّتي تُسْهِمُ بِنِسْبَةٍ كَبيرَةٍ في الدَّخْلِ القَوْمِيِّ وتُغَطِّي الأَراضي الزِّراعيَّةَ أَكْثَرَ مِنْ نِصْفِ مِساحَةِ البِلادِ.

 

وأَهَمُّ المَحاصِيلِ الزِّراعِيَّةِ فيها الأرُزُّ، والحُبوبُ والبِنُّ والتَّوابِلُ والشَّايُ وقَصَبُ السُّكَّرِ والقِطْنُ والكَتَّانُ والمانجو والموزُ، ويُوجَدُ فيها الكَثيرُ منَ المَعادِنِ مِنْها الكرومُ والحَديدُ والفَحْمُ والمَنْجنيزُ والميكا والغازُ الطبيعيُّ.

ولِذا تُوجَدُ فيها صِناعاتٌ مُتَطَوِّرَةٌ ذاتُ تِقْنِيَةٍ عَالِيَةٍ مِثْل تَكريرِ البترولِ والمَنْسُوجاتِ والحَديدِ والصُّلْبِ والسَّيَّاراتِ والقِطاراتِ، كَما تُمَثِّلُ التِّجارَةُ جُزْءاً منَ الدَّخْلِ القَوْمِيِّ للهِنْدِ، حَيْثُ تُصَدَّرُ البُنَّ والمَنْسُوجاتِ والماسِ والصِّناعاتِ اليَدويَّةَ التقليديةَ، والمحاصيلَ الزِّراعيَّةَ، وتَسْتَوْرِدُ البترولَ والأَسْمِدَةَ.

والعُمْلَةُ الرَّسْمِيَّةُ فيها الرّوبيةُ الهِنْدِيَّةُ وتُوجَدُ فيها شَبَكَةٌ مِنْ طُرُقِ المُواصَلاتِ الَّتي تَرْبطُ بَيْنَ أَجْزاءِ البِلادِ المُتَباعِدَةِ، إضافَةً إلى الطُّرُقِ الجَوِّيَّةِ وتَتَوافَرُ فيها وَسَائِلُ الاتِّصالِ الحَدِيثَةِ وَوَسائِلُ الإِعْلامِ مِثل الإِذاعَةِ والتِّلْفزيونِ والصُّحُفِ.

 

وأَهَمُّ المُدُنِ في الهِنْدِ بُومْباي، حَيْثُ يَبْلُغُ عَدَدُ سُكَّانِها أَكْثَرَ مِنْ ثَمانيةِ ملايينَ نَسْمَةٍ، ويُوجَدُ فيها بَعْضُ المَباني الحَديثَة والمتاحِفِ. 

وتُعْتَبَرُ مَرْكَزاً تِجارِيَّاً مُهِمّاً قَديماً وحَدِيثاً ثُمَّ نيودَلْهي العاصِمَةُ تَشْتَهِرُ بمَبْنَى البَرْلَمانِ والدَّوائِرِ الحُكومِيَّةِ والكَثيرِ مِنَ المُؤَسَّساتِ التعليميَّةِ العاليَةِ مِثْل المعاهدِ والجامعاتِ،

 

واكرا وأهَمُّ مبانيها تاجُ محل الَّذي يَضُمُّ قَبْرَيْ حاكمِ الهندِ شاهِ جهانِ وزَوْجَتِهِ، وعَمِلَ على إِنْجازِ هذا المَبْنى عِشْرونَ أَلْفَ عامِلٍ اشْتَغَلُوا فيهِ لِمُدَّةِ واحدٍ وعِشْرينَ عاماً.

ويُعْتَبَرُ مِنَ المَعالِمِ السِّياحِيَّةِ البارِزَةِ في الهِنْدِ إضافَةً إلى المُدُنِ الأُخْرى مِثْل كِلْكتا وحَيْدر آبادَ ومِدْراسَ وغيرِها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى