شخصيّات

نبذة عن حياة الملك “حمورابي”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الملك حمورابي شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة

يُعدُّ حمورابيُّ أعظمَ ملوكِ أسرةِ بابلَ الأولى، وقد حَكَمَ في الفترة 1792-1750 ق.م. أو 1768-1686 ق.م.ومعنى اسم حمورابي: الإلهُ حمو عظيم أو مُكثِر.

وقد حكَم حمورابي ثلاثةً وأربعين عاماً، واستطاع فيها أن ينهضَ ببابلَ من قريةٍ إلى عاصمةِ دولةٍ كُبرى ذات إمكاناتٍ مُتعددةٍ، وأملاكٍ واسعةٍ، وشهرةٍ عريضةٍ.

وقد بدأ حمورابي عهدَهُ بإعادةٍ تخطيطِ عاصمَتِهِ بابلَ، حتى فاقت كُلَّالعواصمِ ببنائها وفخامَتِها. واستطاع حمورابي أن يُخضِعَ جميع القُرى على نهر دجلة، وفي شمال العراق، كما سيطرَ على مملكة ماري في وادي الفُرات الأوسط.

 

وهكذا نجحَ حَمورابي في فرضِ نُفوذِهِ على بلاد الرافدين، كما نَجَحَ موظفوهُ في السيطرةِ على طرقِ القوافِل، وكافة نِقاطِ التقائِها من جبال طوروس في الشمال وحتى الخليج العربي في الجَنوب.

ومنَ الناحيةِ الإداريةِ ربط حمورابي جميعَ حُكَام الولايات بالعاصمة بابل، وكان حمورابي شديدَ العنايةِ برعايةِ مواطِنيه،فجاءَهُ المتظلمون من كل مكانٍ، وهم واثقون من حسنِ مُعامَلَتِهِ، فكان لا يخيَّبُ رجاءَ أحدٍ.

وتؤكد رسائلُهُ الكثيرةُ إلى حُكام ولايات مملكتِهِ اهتمامَه الكبير بأمور المواطنين، ورغبَتِهِ في نشر العدلِ بيْنَهم.

 

كذلك كان حمورابي شديدَ العنايةِ بربط البلاد بعضَها ببعض بشبكةٍ من المواصلاتِ، ومن هُنا كان اهتمامهُ بنظام البريد السريع.

وكانت التجارةُ مزدهرةً في أيام حمورابي، كما كانت مصدرَ ثراءٍ مما كان له أعظم الأثر على الحياةِ في بابل.

وقد كشفت الحفرياتُ في بابل عن شوارعَ تنتظمُ المساكنَ على جانبيها، وهذا يشيرٌ إلى أنَّ أصحابَها كانوا يُمارسون لوناً من الحياة المستقرةِ المطمئنة في ظل القوانين التي كَفِلَت لهم حياةً كريمة.

 

ولعل أبرزَ أعمالِ حمورابي هو تشريعُه الذي يرجعُ تاريخُه إلى نحو 1700 ق.م، وقد اكتشفتهُ بعثةٌ فرنسية برئاسة "جاك دي مورجان" سنة 1902م. ثم نُقِلَ إلى متحف اللوفر في باريسَ.

وقد كُتِبَ هذا القانون بالخطِ المسماري على نُصبٍ من الحجر الأسود (الديوريت)، ويشتملُ على 300 مادةٍ.

ويوجد في أعلى هذا العمودِ صورةُ حمورابي وهو يتلقى الإذنِ بإصدارِ تشريعاتِهِ من "إله الشمسِ".

 

وتتضمنُ مقدمةُ القانون ألقاب حمورابي وأعمالَه. وينقَسِمُ إلى ثلاثةِ أبوابٍ رئيسة، فيتضمن القسمُ الأول قوانين الأحوال الشخصية والقسمُ الثاني الأجور، والقسمُ والثالث العبيد.

ويوجد تشابُه شديد بين تشريع حمورابي وبين القوانين اليهودية؛ ولهذا يعتقدُ بعضُ العلماءِ أن القوانينَ الإسرائيلية في مُعظَمِها مأخوذةٌ مباشرةً من تشريع حمورابي.

ومِن أبرز أوجُه التماثل بين تشريع حمورابي والقوانين الإسرائيلية هو "قانون المشَابَهة"، بحيث تكون العقوبةُ مماثلةُ للجريمة، والعضو الذي يُحدِثُ الضَررَ يلقى العقابَ.

 

فاليدُ التي تسرقُ تُقطَع، واللسان الذي يقوم بالغيبةِ والنميمةِ يُقطع، وإذا تسبب طبيبُ جراحٌ في وفاةِ المريض تُقطَعُ يدُه، والقاتِلُ يُقْتَل… وهكذا.

وكذلك الحالُ في البضائع والأموال، فالسلعةُ بالسلعة، والسفينةُ بالسفينةِ، والثورُ بالثورِ، والضأنُ بالضأنِ، وما إلى ذلك من أموالٍ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى