التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

الاستخدامات المتعددة لطائرة “الحوّامة”

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

طائرة الحوامة استخدامات الحوامة التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

الحَوَّامَةُ نوعٌ من الطائراتِ يُعرَفُ أيضا باسم: الطائرةِ المروحيةِ، أو الهيلوكبتر، أو الطائرة السمتية.

اقترن اسم الرسام ليوناردو دافنشي بالفكرة الأصلية لها، ويُقالُ إن الصينيين قد سبقوه في ذلك، ثم توالتِ التَجاربُ بعدَ ذلك حتى قامَ مُهندِسٌ إيطالي عام 1907 بِصُنْعِ أولِ نَموذَجٍ لطائرةِ هيلوكبترٍ تَمَّتْ تَجْرِبَتُها بِنَجاحٍ.

أولُ طائرةٍ مروحيةٍ تمَّ صُنعُها على يدِ عالمٍ فرنسي عام 1935، وهي ذاتُ مروحةٍ محوريةٍ، وتمَّ التحكمُ فيها بسهولةٍ مكنَّتها من الطيران المستقرِّ إلى مسافاتٍ أبعدَ من ذي قبلِ، ثم توالَتِ التطوراتُ اللاحقةُ حتى ظهرتْ بِصُورتها الحاليةِ.

 

واسم "الهيلوكبتر" أُخِذَ عن الأصلِ اليوناني "هيلكس" بمعنى لَوْلَب، و "بترون" بمعنى جَناح، ومن ثمَّ فهي تعني الجهازَ ذي الجناحِ المِروحيَّ أو اللولبيِّ.

وهي طائرةٌ ترتفعُ في الهواءِ، وتحتَفِظُ بارتفاعِها بواسطةِ دَفْعِ مِروحة أو مِرْوَحَتيْن دَوَّارَتيْن، يتكَوَّنُ كُلُّ مِنْها مِنُ ثلاثةِ أو أربَعةِ أنصالٍ (ريشاتٍ)، وأحياناً اكثرِ من ذلكَ.

وتعملُ المروحةُ الرئيسةُ بواسطةِ مُحرَّك ذي احتراقٍ داخليَّ، وهيَ تدورُ في مُسْتَوىً أُفقيَّ فوقَ جسم الطائرة، وهي بِحركاتِها الدائريةِ في الهواءِ تُولَّدُ قُوةَ شَدٍّ كبيرةٍ، وهي التي تمكِّن الطائرةَ من الارتفاعِ عن الأرضِ، والصعودِ رأسياً دونَ الحاجةِ إلى مَمرٍّ طويلٍ.

كالذي تستخدمُهُ طائراتُ الركاب العاديةِ، أو بعضُ الطائرات الحربية، ومن ثم يُمكِنُها الإقلاعُ والهبوطُ في مكانٍ صغيرٍ جداً.

 

وتستطيعُ الحوامةُ الطيرانَ إلى أعلى واسفلَ، وإلى الأمامِ والخلفِ وإلى الجوانِبِ، كما أنها تستطيعُ التحليق – أي الاستقرارَ في وَضْعِها عندَ نُقطةٍ واحدةٍ في الهواءِ.

وسرعةُ الطائرةِ المِروَحيةِ أقلُّ من الطائرةِ العادية، حيثُ إنَّ أقصى سُرعةٍ وصلتْ إليها حتى الآن يقاربُ 320 كيلومترا في الساعة، وتسخدمُ كميّة من الوقود أكثرَ مما تستخدمُهُ الطائراتُ العاديةُ.

وهُناكَ العَديدُ من الطائرات المروحيةِ التي تختلفُ في أحجامِها من الطائرات الصغيرةِ إلى الناقلاتِ الضخمةِ التي يبلغُ وزنُها ثمانيةَ وعشرينَ طنا مترياً، وتحمل عشرين طناً تقريبا من البضائعِ ، ويمكُن لها أن تحملَ شاحنيتين كبيرتين بداخِلِها.

 

وتُستخدمُ الطائرةُ المروحيةُ في أعمالٍ عديدةٍ يتعذّرُ القِيامَ بها بالطائرةِ العادية؛ حيثُ إنَ لديها قدرةُ التحليقِ على ارتفاعات منخفضةٍ ومتوسطةٍ، وكذلك الإقلاعُ والهبوطُ من وإلى أماكنَ ذاتِ مساحاتٍ صغيرةٍ جداً.

وهي بذلك تستطيعُ الطيران والانتقالُ إلى أيِّ مكانٍ؛ على الجبالِ، وفي البِحارِ، ومناطقِ الفيضاناتِ والزلازل، والجزر الكبيرةِ والصغيرةِ، والغابات الكثيفةِ، وأسْطُح المَباني، ووسطَ المدنِ الكبيرةِ، وفي الأماكنِ التي لا تستطيعُ الطائراتُ العاديةُ التوقفَ فيها..

وهي تُستَخدَمُ الآن في مهامٍ مختلفة، كنقلِ الركابِ والبضائعِ، والمسح الطبوغرافي، وإنقاذِ الغرقى، ونقلِ المرضى والجرحى، ورشَّ المبيداتِ الحشريةِ، والرقابةِ على الغاباتِ، وإطفاءِ الحرائقِ.

 

هذا إضافةً إلى قُدُراتِها العسكريةِ المُختَلِفةِ، كَحَملِ الجُنودِ وقِطَع المِدفعية إلى مواقع المعارك الحربيةِ، كذلك حملِ الدباباتِ والعربات المدرعةِ الخفيفةِ.

ولقدْ تمَّ مؤخّراً تزويدُ الطائراتِ المروحيةِ بأجهزةٍ إلكترونيةٍ مُعقدةٍ، بحيثُ يُمكِنُها التقاطُ الإشارات اللاسلكيةِ وإعاقَتِها.

ومنْ أنواعِ الطائرات الهيلوكبتر: الطائرة المروحية أحادية المروحة، وهي من أكثر الأنواعِ شيوعاً واستعمالاً، حيثُ تتميزُ بأنَّ لها مروحةٌ رئيسةٌ واحدة في أعلى جسم الطائرةِ.

 

وبالرغمِ من أنها تُعرفُ بالطائرةِ أحاديةِ المروحة، يوجدُ بها مروحةٌ صغيرةٌ أخرى مثبتةٌ في ذيلِ الطائرةِ.

وهناكَ نوعٌ آخرُ يُعرَفُ بالطائرةِ ذاتِ المروحتين، تتميزُ بأنَّ لها مِروَحَتين تدورُ كُلُّ مِنهما عكسَ الأخرى، وليس لها مروحةٌ ذيليةٌ.

وعلى العُمومِ، تُصنفُ طائراتُ الهيلوكبتر بحسبِ أوزانِها وأحجامِها، فهناكَ الخفيفةُ والمتوسطةُ والثقيلةُ.

 

وفي المعاركِ تُصنفُ بحسب طبيعةِ عملِها، فهناك الطائرةُ الخاصةُ بالمواصلاتِ، وهي غيرُ مُسلحةٍ، وتُستَخدَمُ في عملياتِ الرَّصد والاستطلاع، وتوجيهِ نيرانِ المدفعية، إلى غيرِ ذلكَ من التقنيات الحربيةِ.

وكذلك الطائرةِ الخاصة بالإسناد، وهي التي تُحددُ مواقعَ العدوِّ لتدميرِها في جميع الأراضي الجبليةِ والكثيفةِ الغاباتِ.

 

ويُستعملُ في الحروبِ أيضا طائرةُ النقل، وهيَ منَ الطائراتِ الثقيلةِ، ومُصممةٌ لِحملِ أكثرِ عددٍ ممكنٍ من الأشخاصِ والمعداتِ والتجهيزاتِ .

وهكذا نرى أنّ الطائرة الهيلوكبتر حقَّقتْ خلالَ فترةِ الستين عاماً الأخيرة تقدُماً وتُطوُراً كبيراً في المجالاتِ العسكريةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى