نبذة تعريفية عن نبات الجُمَّيْز
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نبات الجُمَّيْز النباتات والزراعة الزراعة
الجُمَّيز نبات من الفصيلة التُّوتية وهو قريب من الناحية العِلْمية لنبات التين ونبات التوت.
وشجرة الجميز شجرة قديمة جدا في بلاد العرب. وفي مصر أسماها الفراعنه «شجرة الحياة»؛ لإنها تهب الحب والزواج. وكان الأزواج المصريون أيام الفراعنة يذهبون إليها ويستمتعون بظلها الوارف، التماسا للبركة ورضاء الآلهة عنهم.
ويعتقد البعض أن شمال أثيوبيا (الحبشة) هو موطنها الأصلي. وتكثر زراعة الجميز في الريف المصري كأحد نباتا الظل، وحول سواقي المياه وأماكن مقابر الموتى. كما تكثر زراعته في الواحات الموجودة بالصحراء الغربية.
وشجرة الجميز شجرة كبيرة دائمة الخضرة، وتنتشر فروعها أفقيا كلما تقدمت في العمر. وللشجرة قَلْفٌ سميك لا يتشقق، ويحتفظ بخُضرتِه لعدة سنوات ثم يصير أسمر سنجابيا.
والأوراق شكلُها بَيْضِي متبادلة الوضع على الفروع، خشنة السطحين، ولها أوراق عليها شعر (زُغْب) أبيض قصير ودقيق.
وثمرة الجميز لها شكل ثمرة التين، وهي عبارة عن حامل زهري أجوف ومتَشحِّمٍ، ويحمل على جداره من الداخل أزهارا مؤنثة قريبا من قاعدته، وأزهارا مذكرة قريبا من قمته.
وتتكون الثمرات عندما تبلغ الشجرة من العمر حوالي ستَّ سنوات.
والعجيب أن الثمرة لا تنضج إلا ذا هاجتمها حشرة معينة لتضع بيضها بداخلها.
وعندما تضع الحشرة بيضها فإن المبيض (عضو التأنيث) ينمو ليكون الثمرة الناضجة، ثم يفقس البيض وتخرج منه ديدان صغيرة تنمو وتتحول إلى حشرات كاملة بعضها ذكور وبعضها إناث.
وتُلقِّح الذكور إناثها، ثم تموت الذكور بعد عملية التلقيح. وتخرج الإناث الملقحة من فوهة الثمرة الصغيرة لتضع بيضها داخل مبيض آخر (ثمرة أخرى صغير) ثم تموت بعدها.
وبمجرد وضع البيض تبدأ الثمرة في إفراز سائل مائي يملأ جوفها، وهذا السائل ضروري لنمو البيض نفسه، وتَكُون الفترة بين وضع البيض وخروج حشرة كاملة مدة شهر تقريبا.
ولكي تنضج الثمرة تماما فإنه يجب إيقاف فَقْس البيض وتكْوين الحشرات الكاملة. ويتحقق هذا الغرض بإجراء عملية تسمى «التَّخْتين». ويتم التختين بعمل ثقب في قمة الثمرة باستعمالَ سِكّين حاد.
والغرض من التختين هو السماح للهواء بالدخول في الثمرة لكي يجف السائل الداخلي الذي يساعد على نمو البيض وفقسه.
وتنضج الثمرة وتصبح صالحة للأكل بعد عملية التختين بحوالي أربعة أو خمسة أيام. وتجري هذه العملية في الصباح أو المساء.
وتُؤكل ثمرات الجميز طازجة كفاكهة شعبية رخيصة الثمن، وتحتوي على مواد سكرية وبعض الفيتامينات. ويُستعمل خشب الجميز بكثرة في صناعة الآلات الزراعية.
ولأنه يتحمل البقاء في الماء كثيراً فإنه يستخدم أيضا في عمل السواقي وفي آبار المياه. ما أن فراعنة مصر كانوا يستخدمونه في صناعة توابيت الموتى. هذا وتحتوي أعناق الأوراق وقلف الشجرة على مادة لبنية بيضاء تستعمل في الطب الشعبي لعلاج بعض الأمراض الجلدية.
وأقدم شجرة جميز في مصر الشجرة الضخمة الموجودة حاليا في ضاحية المطرية، إحدى ضواحي القاهرة، وتعرف باسم «شجرة مريم».
ويُروَى أن السيدة مريم العذراء استظلت بظلها الوارف عندما لجأت إلى مصر ومعها السيد المسيج وهو طفل. ويقول بعض المؤرخين إن الشجرة الأصلية احترقت، ونمت في مكانها الشجرة الموجودة اليوم، ويقدر عمرها بنحو ستمئة سنة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]