العلوم الإنسانية والإجتماعية

نظريات التجارة للحصول على نمو إقتصادي

2014 مجتمع السوق

سبايز بوتشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

من خلال توسيع فكرة تقسيم العمل والبناء على موضوع توسع السوق، نادى سميث وغيره من المنظّرين الكلاسيكيين بتجارة أكبر بين الدول. وكما شجع توسع الأسواق المحلية تقسيم العمل والنموّ، كذلك ساهم توسّع الأسواق العالمية في زيادة النموّ. فقد طوّر سميث وريكاردو نظريات تتعلق بالتجارة الدولية لإظهار أنه في حال تخصصت الدول (تماماً مثل الشركات والعمّال) حينها سيزيد الإنتاج الإجمالي. إذن، قد يتخصص بلد ما في إنتاج الطعام والآخر في التصنيع، وبفضل التجارة الدولية ستتمكن البلدان من التبادل في ما بينهما.

وانطلاقاً من عمل سميث السابق، طوّر دايفد ريكاردو (1949 [1817]) نظرية "الميزة النسبية" (Comparative Advantage)، التي أصبحت أساساً لنظرية التجارة الكلاسيكية الجديدة الحديثة. ويقول ريكاردو إنه حتى حين يكون بلد ما أكثر كفاءةً في إنتاج جميع أنواع البضاعة مقارنةً ببلد آخر، يبقى الاثنان قادرين على الاستفادة من التجارة. وفي هذه الحالات، على البلد أن يتخصص في ما يكون الأفضل نسبياً (أو مقارنةً) في إنتاجه.

وتشير نظرية الميزة النسبية إلى أن ما تجيد البلدان إنتاجه يرتبط بالموارد الاقتصادية أو "عوامل الإنتاج" (Factors of Production) الأكثر توفراً ضمن حدودها. فالدول حيث العدد الكبير من العمّال سيتخصص في الإنتاج الكثيف العمل فيما الدول التي تتمتع بماكينات متطورة ستتخصص في الإنتاج ذي رأس المال الكثيف . غير أن النظرية لا تزال مثيرةً للجدل. فعلى سبيل المثال، أظهر الاقتصادي الفائز بجائزة نوبل فاسيلي ليونتييف (Wassily Leontief) (1954) أن الاقتصاد الأميركي المتقدم ذا رأس المال الكثيف استورد منتجات كثيفة رأس المال وصدّر منتجات كثيفة العمل، ما يعني أنه سار في الاتجاه المضاد لنظرية الميزة النسبية.

وطوّر مايكل بورتر (Michael Porter) (1990) نظرية تجارة بديلة تعرف بالميزة التنافسية(Competitive Advantage) ، وهنا تطوّر الدول صناعات محددة. ويفترض التشديد على هذه النظرية أن بعض الصناعات مثل التكنولوجيا المتطورة أفضل من الأخرى. فتحدد القرارات الاستراتيجية التي تتخذها الحكومات وليس القوى العاملة أو مدى كثافة موارد البنية الصناعية لبلد ما.

وتشير نظرية الأنظمة العالمية الأكثر جذرية إلى أن تقسيم الصناعات والتجارة بين الدول يعكس القوة النسبية لمختلف الدول. وهنا التجارة الدولية لا تؤدي إلى فوائد مشتركة بالضرورة لا بل قد تكون استغلالية (مراجعة الفصل 4).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى