الفيزياء

إستخدامات وآلية عمل الرادار المكتشف بواسطة العالم “هرتز”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

عمل الرادار هرتز والرادار الفيزياء

ما العلاقة : إن الرَّادار قد اكتُشف، تحيط السرية التامة، عام 1940 وهرتز كان قد توفاه الله عام 1894 أي قبل اكتشاف الرّادار بستةٍ وأربعين عاماً !.

كل هذا حق، والأحق منه أن عالمنا كان قد استقصى ، قبل نحو نصف قرنٍ من كشف الرَّادار ، بحث الأساس النظري لهذا السر من أسرار الحرب العالمية الثانية .

ليس هذا حسب ، بل أن هرتز ، قبل أن يتبيَّن أي بادرة لفائدة الرَّادار أو استخداماته العملية. كان قد صمَّم وصنع نوعاً من الهوائي المستعمل الآن للإرسال والاستقبال التليفزيوني، وهو الهوائي ذو الاستقطابين .

والحق كذلك أن للرَّادار الآن استعمالات كثيرة قد لا تخطر لهرتز قط على بال .. فالسفن تستعمل الرَّادار كعيون لها في الجو الصافي وفي الضباب وفي النور وحيث الظلمة، كذلك يُستخدم ليكشف اقتراب الطائرات وتتبع حركات الزوابع، كما يُستخدم في الملاحتين البحرية والجوية ليساعد في توجيه السفن والطائرات وجهاتها الصحيحة.

 

وتقيس أجهزة الرَّادار الخاصة بالارتفاع المسافات الحقيقية عن الأرض دون أن تعتمد على الضغط البارومتري أو أي معلومات خاصة بارتفاع الجبال التي قد تكون الطائرة محلِّقة فوقها . وقد قدَّم الرَّادار في الحروب – منذ الحرب العالمية الثانية – خدمات جليلة عن طريق إبطاله ميزة طائرات العدو ، وذلك بتحديده تحركاتها في الوقت المناسب الذي يسمح للطائرات المدافعة أن تتحرَّك إلى الموقعة ، كذلك في الضباب تهبط الطائرات على مهابطها بالرّادار ، بل بإمكانها الهبوط آليا بواسطة التوجيه الرّاداري .

وتُوجَّه القذائف والصواريخ والأقمار الصناعية بالرّاديو . وترسل الأقمار الصناعية عبر المسافات الطوال إلى الأرض معلومات عن الفضاء الخارجي بدءاً من القمر وحتى الكواكب البعيدة رسائلها به كذلك .

وتُنقل البرامج التلفزيونية والصوتية ومكالمات الهاتف الرَادارى ، كما تُسْبِر التلسكوبات اللاسلكية أغوار الفضاء الخارجي وتتبَّع أثر الأقمار الصناعية بالرَاديو أيضا. وتستعمل الجيوش أجهزة صغيرة للإرسال والاستقبال ، وكذلك رجال البوليس يفعلون .

 

وقد يقفز لنا السائل أو القائل – كعادته – فيقول : ولكن كيف يعمل الرّادار ؟ ونجيبه قائلين : إن الرَّادار كان أمراً ممكناً منذ اكتشف هرتز موجات الرَاديو التي تنتقل بسرعة 300,000 كيلو متر في الثانية – يمكن أن تنعكس كموجات الصوت أو الضوء.

تثبت "الماسحة الرَّادارية" إلى سارية وتدور باستمرار مرسلةً موجاتٍ راديَّة عالية التردد ومركَّزة في حزمة ضيِّقة.

وكلما  اصطدمت هذه الموجات بخط الساحل أو بسفن أو طائراتٍ أو حتى غيوم المطر، انعكست إلى السفينة أو الطائرة أو المحطة الأرضية التي تبث الموجات الرَّدارية من ماسحتها الرَّدارية .

 

تستقبل الموجات المنعكسة – الأصداء – بواسطة جهاز رادار وتبدو كنقاطٍ برَّاقة على شاشة الرّادار التي تشبه شاشة التلفزيون تاركة "أثراً " ظاهراً لخطوط السواحل والجُزر والسُّفن الأخرى والعوَّامات وأي طائرة في نطاق مداها .

وهكذا تظهر "صورة" لكل شيء في مدى الماسحة الرادارية المرْسِلة ويمكن بسهولة حساب بُعده. وبواسطة الرَادار يمكن لملاّح السفينة أو الطائرة أن يُحدِّد موقعها بكل دقة ، وأن يتجنَّب الأخطار.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى