التاريخ

نبذة تعريفية عن قبائل القواسم

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

قبائل القواسم التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

القَواسِمُ قَبائلُ عَرَبِيَّةُ اسْتَقَرَّتْ على سَواحِلِ الخليجِ في المِنْطَقَةِ المُمْتَدَّةِ مِنْ رَأْسِ مَسَنْدَم إلَى جُزُرِ البَحْرَيْن منذُ أَقْدَمِ العُصورِ، أيْ مَسافَةَ ثلاثمِئَةِ كيلو مترٍ علَى السّاحِلِ الغَرْبِيِّ لِلْخليجِ العَرَبِيِّ.

واتَّخَذوا مِنْ رَأْسِ الخَيْمَةِ مَرْكَزاً رئيسِيّاً لَهُم، وكانَ لَهم نفوذٌ قَوِيٌّ علَى سَواحِلِ الخليجِ في تِلْكَ المِنْطَقةِ، كما كانَ لهُم نشاطٌ بَحْرِيٌّ كبيرٌ خاصَّةً في التِّجارَةِ.

حَيْثُ وَصَلوا بِسُفُنهم الصَّغيرةِ إلَى البَصْرَةِ وبوشَهَر ومَسْقَطَ، بلْ بَلَغوا في رَحَلاتِهم البَحْرِيَّةِ إلى سَواحِل الهِنْدِ. كَذَلِكَ عَمِلَ القَواسِمُ في الغَوْصِ علَى اللؤْلؤ مِنْ جُزُرِ البَحْرَيْن في مياهِ الخليجِ العَرَبِيِّ.

 

وقَدْ عاقَتْ هَجَماتُ القَواسِمِ البَحْرِيَّةُ المُخَطَّطاتِ البِريطانِيَّةَ في مياهِ الخليجِ العَرَبِيِّ والمُحيط الهِنْدِيِّ، ولكنِّ البِريطانيِّين نَجَحوا في تَحْطيم أٌسْطولِ القَوَاسِمِ خِلالَ خَمْسَةَ عَشْرَ عاماً من الضَّرَباتِ، تَمَثَّلَتْ في ثلاثِ حَمَلاتٍ حَرْبِيَّةٍ، أهَمُّها حَمْلَتَا عامِ 1805، وعام 1809.

وفي خِلالِ ذَلِكَ الوَقْتِ ظَهَرَتْ الحَرَكَةُ الوَهَّابِيَّةُ حَيْثُ اسْتَطاعَتْ الدَّوْلَةُ السُّعودِيَّةُ الأُولَى أن تَكْسَبَ ثِقَةَ القَواسِمِ، وأيَّدوا التَعاليمَ الدِّينِيَّةَ الوَهَّابِيَّةَ.

ومِنْ أشْهَر زُعَماءِ القَواسِمِ صَقْرُ بنُ سُلطانٍ الّذي تَوَلَّى إدارَةَ شُؤونِهِمْ سَنَةَ  1803 حيثُ نَشَطَ في مُطارَدَةِ السُّفُنِ البِريطانِيَّةِ حتَّى نَتَجِ عَنْ ذَلِكَ حَمْلَةُ سَنَةِ 1805 الّتي انْتَهَتْ بِعَقْدِ مُعاهَدَةِ هُدْنَةٍ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ، تَوَقَّفَتْ بِمُقْتضاهَا اعْتِداءاتُ القَواسِمِ علَى السُّفُنِ البِريطانِيَّةِ في الخليجِ العَرَبِيِّ لِمُدَّةِ عامَيْن.

 

وكانَتْ القُوَّةُ البَحْرِيَّةُ لِلْقَواسِمِ تَعْتَمِدُ علَى ثلاثٍ وسِتينَ سَفينَةً كبيرَةً وثمانِمِئةٍ وعَشرِ سُفُنٍ صغيرَةٍ، وكانَتْ عِدَّتُها ما بَيْن ثمانيةَ عَشَرَ وخَمْسَةٍ وعِشرينَ ألْفَ مُقاتِلٍ.

وفي عام 1808 عادَ القَواسِمُ إلَى مُهاجَمَةِ السُّفُنِ البِريطانِيَّةِ مَرَّةً أُخْرَى، مِمَّا حَدا بالبِريطانِيِّين إلَى القِيام بِحَمْلَةٍ عامَ 1809، حيثُ ضَربوا أهَمَّ مواقِعِ القَّواسِمِ، مثلِ رَأْسِ الخَيْمَةِ، ولِنْجَةَ، وسيناص، وخُور كلب، وخور فكان.

ومَرَّةً أُخْرَى اسْتَطاعَ القَواسِمُ تَجميعَ قُواهُم وبناءِ قُوَّتِهم البَحْرِيَّةِ حتَّى بَلَغَتْ سَنَةِ 1818 62 سفينةً كبيرَةً، و800 سفينةٍ صغيرَةٍ.

 

وبالتَّالِي عادُوا مَرَّةً ثانِيَةً إلَى نَشاطِ التَّصَدِّي لِلْمِلاحَةِ البِريطانِيَّةِ في الخليجِ العَرَبيِّ، فَما كانَ منَ الحُكومَةِ البِريطانِيَّةِ في الهِنْدِ إلاَّ أنْ أرْسَلَتْ أُسْطولاً بَحْرِيّاً سنةَ 1819 اسْتطاعَ أنْ يُدَمِّرَ الموانئَ العَربِيَّةَ علَى الرَّغْمِ من البَسالَةِ الفائِقَةِ الّتي أَظْهَرَها القَواسِمُ في الدِّفاعِ عَنْ وطنهِم وسُلْطانِهِم.

ثُمَّ عُقِدَتْ مُعاهَدَةُ صُلْح بينَ الإنجليزِ والقَواسِمِ تَعَهَّدَ فيها القَواسِمُ بالكَّفِّ عَنْ أعْمالِ العُدْوانِ البَحْريِّ، وقَصْرِ نَشاطِهِمْ البَحْريِّ علَى طَلَبِ الرِّزْقِ مِثل صَيْدِ الأَسْماكِ.

وقَدْ تَزايَدَتْ القُوَّةُ البَحْرِيَّةُ البِريطانِيَّةُ في الخليجِ العَرَبيِّ وضَعُفَتْ قُوَّةُ القَواسِمِ، وتَفَتَّتَتْ دَوْلَتُهُم الكبيرةُ إلى مَشْيخاتٍ كانَ أكْبرَها مشيخةُ الشَّارِقَةِ ثمَّ أبو ظَبي ثمَّ عَدَدٌ من المَشْيَخَات الصَّغيرَةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى