علم الفلك

النيازك

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

النيازك

النيزك هو جسم صلب يأتي من الفضاء و يحط على الأرض، مكونا فوهة أحيانا، وهو ببساطة ليس شهابا كبيرا بل ليست هناك صلة بين الجسمين فالشهب كما رأينا هي حطام المذنبات أما النيازك فهي تأتي من منطقة الكويكبات ولا علاقة لها لا بالمذنبات و لا بالشهب. وعلى الأرجح أنه من الصحيح القول بأنه لا يوجد فرق بين نيزك كبير وكويكب صغير.

النيازك هي شظايا من أجسام كوكبية صغيرة تصادمت وتحطمت في حزام الكويكبات (أو فشلت في التجمع معا لتكون أجساما أكبر). و تنقسم إلى 3 رتب: نيازك حجرية (aerolite)، نيازك حديدية-حجرية (siderolite)، و نيازك حديدية (siderite) و التي تمثل بالترتيب الأجزاء الخارجية والداخلية والوسطى. النيازك الحجرية هي الأكثر انتشارا و تتبعها النيازك الحديدية بينما تعتبر النيازك الحديدية-الحجرية الأقل انتشارا. تتكون النيازك الحديدية أساسا من الحديد و النيكل، وتنقسم النيازك الحجرية إلى نوعين: نيازك كوندرية (Chondrites) و نيازك لا كوندرية (Achondrites). تحتوي النيازك الكوندرية على جسيمات كروية صغيرة ضمنية داخلها تسمى بالكوندرولات و التي تتراوح في الحجم بين 1 و 10 مليمترات

(أقل من نصف بوصة) قطرا و هي شظايا معدنية (فلزية في الغالب). أما النيازك اللاكوندرية فلا تحتوي على هذه الجسيمات. وتبرز هنا الكوندريات الكربونية، والتي لا تحتوي فقط على مركبات كربونية بل أيضا على مواد عضوية، بل إنه قد اقترح أن أحد النيازك الكوندرية الشهيرة، وهو نيزك أورجيل الذي سقط في فرنسا في 14 مايو 1864 احتوى على عناصر منظمة يمكن أن يكون مصدرها كائنات حية، لكن الاحتمال الأقرب هو أن النيزك قد تلوث بهذه العناصر بعد هبوطه.

تحتوي معظم المتاحف على مجموعات من النيازك، وتظهر النيازك الحديدية معروضة أكثر من الحجرية لأنها أكثر تحملا للظروف المختلفة، وكذلك فإن احتمال استعادتها في صورة يمكن التعرف عليها أكبر بكثير. تعتبر مناطق مثل غرب أستراليا و بالأخص أنتاركتيكا مناطق خصبة لصائدي النيازك لأن النشاط الإنساني فيها قليل نسبيا و تعتبر المنطقة جدباء و شديدة الجفاف. كل النيازك التي تزن أكثر من 10 أطنان هي من النيازك الحديدية )يزن أكبر نيزك حجري و الذي سقط في منشوريا عام 1976 حوالي 1766 كيلوجرام فقط (4000 رطل) رغم أن الكتلة الكلية للمادة الساقطة بكاملها بلغت 4000 كيلوجرام (8800 رطل)، لكنه ليس من السهل التعرف على نيزك بمجرد رؤية مظهره، وفي الغالب يحتاج الأمر إلى جيولوجي ليتعرف على النيزك. أحد الاختبارات للتعرف على النيازك الحديدية يتم بالقطع والحك باستخدام حمض مذيبب، وتظهر بعض النيازك الحديدية “أنماط ويدمانستاتن” الهندسية والتي لا توجد في المعادن العادية. وتتكون معظم كتلة النيازك من سبعة من المعادن الشائعة على الأرض (أوليفين، بيروكسين، بلاجيوكلاز، فيلدسبار، ماجنتيت، مامتيت، ترويليت و سيربنتين)، أما معادن تينايت وكاماسايت و شريبرسايت فقد وجدت في النيازك فقط.

وقد عرفت النيازك منذ قديم الأزل إلا أن وابلا من الصخور سقط في لايل بفرنسا عام 1803 وكان هذا أول دليل دامغ على أن مصدرها السماء. توجد عينات مثيرة للاهتمام من النيازك هنا و هناك. فالحجر الأسود في مكة هو نيزك بالتأكيد، و يسجل التاريخ أنه في القرن التاسع عشر استخدم جزء من نيزك جنوب إفريقي لصناعة سيف لأليكساندر إمبراطور روسيا.

لا يزال أكبر نيزك معروف موجودا حيث سقط في عصور ما قبل التاريخ، في جروتفونتين قرب غرب هوبا في ناميبيا، ويزن على الأقل 60 طنا. لا توجد أي خطط لنقله لكن المعنيين اضطروا قبل وقت قصير إلى أن يتخذوا إجراءات لحمايته من التخريب بواسطة جنود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، و يتبعه في الحجم النيزك أنيجيتو

(الخيمة) و الذي وجده المستكشف روبرت بيري في جرينلاند عام 1897 و يوجد الآن في قبة هايدن الفلكية في نيويورك.

و يبلغ عدد النيازك التي علم بسقوطها على الجزر البريطانية أكثر من 20 نيزكا تم استعادة معظمها، وقد سقط أكثرها شهرة في ليلة عيد الميلاد عام 1965 وتفتت، مطلقا وابلا من الشظايا في المنطقة حول قرية بارويل في ليسترشاير، و قد سقط آخر نيزك بريطاني – و هو كوندري صغير- على جلاتون في كامبريدشاير في 5 مايو 1991، وقد سقط على بعد 20 مترا )65 قدما( من موظف مدني متقاعد كان يعتني بحديقته آنذاك، و لا يعرف حدوث أية إصابة خطرة نتجت عن نيزك ساقط ، رغم أن البعض قد نجوا بأعجوبة.

كان أعظم سقوطين في القرن العشرين في سيبيريا، ففي 30 يونيو 1908 ارتطم جسم بمنطقة تنجوسكا، مطيحا بأشجار الصنوبر عبر منطقة واسعة و لحسن الحظ غير مأهولة، و بسبب حالة روسيا غير المستقرة في ذاك الوقت، لم تصل أية بعثة استكشافية إلى ذاك المكان حتى عام 1927. و بالرغم من أن أشجار الصنوبر لم تزل مسطحة على الأرض إلا أنه لم يكن هناك فوهة ولا أي أثر لمادة نيزكية، ومن المحتمل أن المؤثر كان ثلجيا وأنه انفجر على بعد عدة كيلومترات من الأرض كالانفجار الهوائي، وفي هذه الحالة ربما قد كان جزءا من نيزك، لكننا لا نعرف على وجه التأكيد. أما النيزك السيبيري الآخر الذي حدث في 12 فبراير 1947 فلا ألغاز حول سقوطه في منطقة سيكوت-آلن،إذ وجدت العديد من الفوهات الصغيرة و تمت استعادة العديد من قطع النيزك الحديدي.

وقد أثيرت العديد من المناقشات حول نيازك ال “SNC” الثمانية والتي سميت بذلك نسبة للأماكن التي سقطت فيها

(شيرجوتي في الهند، نخلة في مصر، و شاسيني في فرنسا)، و تبدو هذه النيازك أحدث من معظم النيازك كما تختلف في التركيب، وقد اقترح أنها قادمة من المريخ. مع أن هذا المقترح أقرب إلى التوقع لكنه على الأقل احتمال مثير، رغم صعوبة تخيل طريقة وصولها إلى هنا. وقد أثار أحد النيازك، والذي وجد في أنتارتيكا وتم إدراجه باسم ALH 84001، ضجة كبرى عندما ظهر أنه يحتوي على مكونات دقيقة قد تدل على وجود حياة في المريخ، غير أن القرائن واهية جدا على أحسن حال. وهناك أيضا أجسام التكتايت، وهي أجسام زجاجية صغيرة بدت و كأنها سخنت مرتين وتم تكوين شكلها بواسطة ديناميكيات الهواء، ووجدت فقط في مناطق ممركزة كأستراليزيا و أجزاء من جمهوريتي التشيك وسلوفاكيا. وقد صنفت لسنوات عديدة على أنها نيازك غير معتادة لكن يبدو الآن أنها ذات أصل أرضي وقد قذفتها البراكين.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى