علم الفلك

كوكب المريخ

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

كوكب المريخ هو أول كوكب يأتي بعد كوكب الأرض في النظام الشمسي، وهو من السهل التعرف عليه نظراً للونه الأحمر القوي، مما أدى إلى تسميته نسبة إلى إله الحرب.

وحين يكون في أشد لمعانه فهو يشع أكثر من أي كوكب آخر عدا كوكب الزهرة، ولكن في أدنى درجات لمعانه فإن درجة قدر اللمعان تتدنى إلى القدر الثاني النجمي وعندئذ نخطئ ونحسبه أنه نجماً.

بشكل عام ليس من السهل دراسة كوكب المريخ باستخدام تلسكوب صغير، ولكن تحت ظروف ملائمة فإن أدوات جيدة تظهر معالم معتمة ومحددة وقلنسوتين قطبيتين بيضاويتين.

وكان في السابق يعتقد أن المناطق المعتمة هي قيعان بحار ممتلئة بالنبات، ولكن هذه الفكرة الجذابة تم ضحدها وحتى اليوم لا يوجد دليل ثابت على وجود حياة على سطح كوكب المريخ. بعض المناطق معتمة، مثل منطقة سيرتيس الكبرى وهي هضبة مرتفعة.

 

إن اليوم المريخي أطول بنصف ساعة تقريباً من اليوم الأرضي. لهذا فإن الإزاحة الظاهرية للمعالم على امتداد قرص الكوكب واضحة حتى على مدى فترة زمنية من الرصد، وبشكل عام، الغلاف الجوي شفاف، باستثناء الحالات التي تحدث فيها عواصف رملية والتي قد تخفي معالم السطح.

رُسمت أول خرائط دقيقة إلى حد ما لكوكب المريخ في القرن التاسع عشر، ففي عام 1877 قام جي في شياباريلي من مدينة ميلانو برسم خريطة أسماها «المعالم الرئيسية على سطح الكوكب.»

وبشكل عام بقيت تلك الأسماء، على الرغم من أنه تم تعديلها مؤخراً وفقاً لاكتشافات المجسات الفضائية. كما رسم شياباريلي شبكة من الخطوط الجيدة والواضحة أصبحت تعرف فيما بعد بالقنوات واعتبرها بعض الفلكيين أنها ذات أصول غير طبيعية. ومن المعروف الآن أن شبكة القنوات هذه غير موجود بأي شكل من الأشكال وأنها كانت مجرد وهم.

 

من أكثر المعالم المعتمة بروزاً هي هضبة سيرتيس الكبرى، وهي معلم على شكل حرف V قريبة من خط ميليبارت، ولهذا لا يمكن أن يتواجد ماء على السطح، والغيوم هناك عالية، بينما العواصف الرملية الممتدة أقل ظهوراً.

كان أول مجس نجح في الوصول إلى المريخ هو مجس مارينر 4 الذي حلق حول الكوكب في يوليو 1965 وأرسل صوراً قريبة المدى للسطح. ثم جاء بعده العديد من المجسات الأخرى، وتم الهبوط الناجح هناك وتمكنت مركبة فضائية مدارية من إجراء مسح تفصيلي للسطح.

وعلى السطح هناك فوهات ارتطامية وأودية وبراكين شاهقة. أكثر هذه المعالم ارتفاعاً هو جبل أولمبوس، وهو أضخم بركان في النظام الشمسي، حيث يبلغ ارتفاع قمته 25 كيلو متراً فوق المستوى العام للسطح المريخي، ويعلو هذه القمة كالديرا (فوهة بركانية) متعددة الحلقات يبلغ قطرها 65 كيلو متراً.

 

تتكون القلنسوتان القطبيتان من الثلج المائي، ويتخللهما طبقات من ثاني أكسيد الكربون الثلجي. وأظهرت الصور التي التقطتها مركبات فضائية مدارية مثل مارس غلوبال سيرفيير (1996) وأوديسي (2001) ومارس إكسبرس (2003) وجمس مارس ريكونيسانس (2006) قيعان أنهار جافة بالتأكيد، فالمياه السطحية لا يمكن أن تتواجد هناك الآن، إذ إن الضغط الغلافي متدنٍ جداً (أقل من 10 ميليبارات)، ولكن لا بد أنه كان في الماضي ماء جارياً.

فيمكن أن يُعثر على الماء السائل في أماكن ليست بعيدة عن السطح. وقد أكدت المجسات الجوالة الأخيرة، وهي أمريكان سبيرت وأوبورتيونيتي (2004) أن كوكب المريخ كان على سطحه في الماضي بحار شاسعة.

في الوقت الحاضر لا يلائم كوكب المريخ أشكال الحياة المتقدمة، ولكن من المحتمل جداً وجود كائنات دقيقة بدائية في المياه تحت السطحية، ومن السابق لأوانه أن نقول إن المريخ كوكب قاحل تماماً. فهو أقرب إلى كوكب الأرض من أي كوكب آخر في النظام الشمسي.

 

 

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى