علم الفلك

كوكب الزهرة

2014 دليل النجوم والكواكب

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

كوكب الزهرة أشد الكواكب سطوعاً، ولكن القليل من التفاصيل يمكن مشاهدتها من خلال منظار، عدا عن أطواره. فالسطح مغطى دائماً بطبقات من السحب.

قبل عصر الفضاء كان يُعرف النزر القليل عن ظروف سطح الكوكب، ولكن في عام 1962 حلقت المركبة الفضائية مارينر 2 حول الكوكب وأظهرت أن درجة حرارة السطح عالية جداً، وبهذا فقد تم ضحد نظرية قديمة كانت تقول بأن هناك محيطات على سطح الكوكب.

ومنذ ذلك الحين هبطت العديد من المجسات على سطحه، وأرسلت صوراً مباشرة من السطح ولكنها لم تستطع أن تبث صوراً لفترة طويلة لتعطلها بسبب الظروف المعادية على سطح الكوكب.

في الوقت الحاضر صار بإمكاننا الحصول على خرائط دقيقة للكوكب، ويعود الفضل في ذلك للمجسات الفضائية التي كان آخرها مجس ماجلان الذي التقط صوراً راديوية رائعة.

 

كوكب الزهرة عالم يتكون من سهول وأودية ومنطقتين مرتفعتين، هما هضبتا عشتار وأفرودايت. يمتد سهل شاسع ممتد يغطي %65 من مساحة السطح.

وأعلى القمم هي جبال ماكسويل التي تندمج مع هضبة عشتار، ويزيد ارتفاع هذه القمم عن 8 كيلومترات فوق السطح المجاور لها.

وهناك فوهات وأودية وتدفقات حمم بركانية ممتدة. وتشمل منطقة مرتفعة صغيرة، هي هضبة بيتا ريغيو، براكين بازلتية على الأرجح أنها تكون نشطة.

ويبدو أن السطح قد تشكل بفعل نفس النوع من القوى التكتونية التي تؤدي إلى انحراف القارات على سطح الأرض.

من المحتمل أن تكون كل من الزهرة والأرض قد تطورتا بنفس الطريقة في المرحلة الأولى لتطور النظام الشمسي، بنشوء محيطات وأغلفة جوية مشابهة.

غير أن الشمس صارت أكثر سطوعاً بشكل ثابت، وبما أن كوكب الزهرة أقرب إلى الشمس من الأرض، فقد خضع لتأثير البيت الزجاجي، فغليت المحيطات حتى التبخر ونفذت الكربونات من الصخور، وفي فترة قصيرة بالمقاييس الكونية تحول الكوكب إلى البيئة الحالية التي تشبه الفرن.

 

فالحياة هناك بلا شك غير موجودة‘ إذ تبلغ درجة حرارة السطح 500 درجة مئوية تقريباً، ويتألف الغلاف الجوي بشكل رئيسي من ثاني أكسيد الكربون ومعدل ضغط سطحي أكبر بتسعين مرة من ضغط هواء الأرض عند مستوى سطح البحر، كما أن الغيوم مشبعة بحمض الكبريتيك.

وأصبح كوكب الزهرة أبعد ما يكون عن صورته في الخيال العلمي كعالم جميل جذاب، فهو أقرب بكثير إلى فكرتنا التقليدية عن الجحيم.

ولكن النزر القليل من هذه الظروف المتطرفة المختفية تحت الغيوم يمكن أن يشاهده الراصد على سطح الأرض، وعلينا أن نعترف أيضاً أن كوكب الزهرة مخيب للآمال بالنسبة للمشاهدة المنظارية، فلا يمكن رؤية تفاصيل واضحـة الملامح للسطح والعلامات الوحيدة المرئية هي ظلال ضبابية من الغيوم.

وحتى هذه لا تكشف الحقيقة التي كشفتها المجسات الفضائية، وهي أن الغيوم العلوية تدور في أربعة أيام فقط. كل ما يمكن رؤيته فعلياً هو الطور المميز له. إن عبورات كوكب الزهرة أمام قرص الشمس نادرة، فقد حدث عبور عام 1882، ولم يحدث أي عبور في القرن

 

 

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى