علوم الأرض والجيولوجيا

الطرق المتبعة لتحقيق عملية إدارة المياه وأسباب تلوث التربة في الأحواض النهرية

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

ملية إدارة المياه الأحواض النهرية تلوث التربة علوم الأرض والجيولوجيا

يُقصد بهذا المصطلح كيفية التحكم في مسارات المجاري النهرية وطرق خزن المياه للاستفادة منها خلال فصول السنة.

وتجنب تعرض المسطحات المائية النهرية والبحيريّة للتبخّر والتسرب بدرجات عالية، والتقليل من أخطار الفيضانات الناتجة عن ارتفاع منسوب المياه في مجاري الأنهار، هذا إلى جانب استخدام طرائق تحقق الاستخدام الأمثل للمياه في الأغراض المختلفة، وصيانتها من التلوث.

ونظراً لزيادة الطلب على الماء تبعاً لزيادة عدد سكان العالم عاماً بعد آخر فإن الحاجة أصبحت ملحة لإدارة المياه في الأحواض النهرية في العالم بصورة علميّة وعلى أساس المعرفة التامة بظروفها الجغرافية والجيولوجية والهيدرولوجية.

ومع ذلك قد تقع في أحواض بعض الأنهار الكبرى في العالم – عقبة في إدارة المياه وفي تنفيذ مشروعات الري والصرف في أحواضها.

 

وفي السنوات الغزيرة المطر تزداد كثافة المجاري السطحية وحجم المياه فيها، كما يرتفع مستوى الماء الجوفي، وقد ينتج عن هذه المياه الهائلة الحجم في بعض المجاري النهرية حدوث الفيضانات الخطرة.

ويلجأ الإنسان إلى بناء جسور على جوانب الأنهار وإقامة السدود والخزانات لحماية الأراضي المنخفضة المنسوب من الفيضانات والاستفادة من المياه المخزنة في الأغراض المختلفة.

أما خلال السنوات الشحيحة المطر فقد تجف بعض المجاري السطحية وينخفض مستوى الماء الجوفي، وترتفع نسبة الملوحة فيها. 

 

ومن ثم يضع الإنسان، سياسات صارمة تهدف إلى الحد من استهلاك المياه، وتفنين مياه الري والاستفادة من مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الزراعي، والعمل على تقليل نسبة المفقود من مياه الأنهار عن طريق التبخر والتسرب والانصباب نحو البحر.

أو البحث عن مصادر أخرى للحصول على المياه مثل عمليات تحلية مياه البحر خاصة إذا ما توفرت القوى المحركة اللازمة لذلك.

 

وتسعى النظم البيئية إلى تحقيق نوع من التوازن البيئي فيما بينها وقد يختل هذا التوازن بتدخل الإنسان عند استغلاله لعناصر البيئة.

على سبيل المثال تتميز المجاري النهرية التي تخترق الغابات والمناطق الجبلية بثبات نظامها ووجود نوع من التوازن بينها وبين العناصر الأخرى في البيئة. 

أمّا إذا قام الإنسان بإزالة الغابات، والتحكم في مياه الأنهار وضبط مساراتها وخزن المياه خلف السدود والخزانات فينجم عن ذلك زيادة في عمليات النحت النهري، واختلاف في مواقع مناطق الإرساب النهري وتميز مياه الأنهار بعكورتها وارتفاع نسبة المواد العالقة فيها.

 

ولا تقتصر عمليات إدارة المياه على ضبط المياه السطحية والتحكم في مساراتها وكمياتها، بل كذلك في المحافظة عليها من التلوث.

وقد تبين للعلماء أن تلوث مياه الأنهار والبحيرات لا يعزى هو الآخر إلى تلوث المياه نفسها بالمواد السامة والضارة التي تصبّ فيها مباشرة بل كذلك إلى مدى تلوث الرواسب والمواد المنقولة في النهر أو المتراكمة في أرضية البحيرة بملوثاتها تؤثر في مدى صلاحية استخدام المياه للأغراض البشرية.

 

فإذا ما تعرضت الرواسب التي ينقلها النهر إلى التلوث فإن ذلك يؤثر بدوره في تلوث مياه الأنهار والبحيرات والخزانات التي تقع على مجاري هذه الأنهار. ثم ينتقل هذا التلوث إلى النبات والحيوان والإنسان.

ومن ثم فإن تلوث الرواسب الفيضية ومواد التربة في حوض النهر يسهم بصورة مباشرة في تشكيل مياه النهر بخصائص طبيعية وكيميائية وبيولوجية خاصة.

 

ويمكن أن نوجز أهم أسباب حدوث تلوث التربة في الأحواض النهرية فيما يلي:

1- تجميع النفايات المنزلية (Domestic Solid Waste) بعض مناطق من حوض النهر، وهي تتركب من فضلات الطعام والورق والزجاج والبلاستيك والنفايات الصلبة الصناعية ومخلفات المصانع.

وقد تقوم الروافد العليا بنقل بعض هذه الملوثات إلى المجرى النهري الرئيسي وترتفع نسبة التلوث في التربة الفيضية بها.

 

2- طرح الملوثات الصناعية الضارة مثل المياه العادمة والملوثات الغازية والإشعاعية والحرارية في مياه الأنهار أو في البحيرات وتلوث الرواسب الفيضيّة بها وتؤثر هذه الملوّثات على درجة حرارة المياه ورائحتها وطعمها ولونها وعكورتها. 

وحجم المواد غير الذائبة فيها وخصائصها الكيميائية والأس الهيدروجيني الخاص بها وفي كمية الأكسجين الذائب فيها ونسبة المواد العضوية فيها، ويؤثر كل ذلك بدوره في الخصائص الطبيعية والكيميائية للمياه ومدى ملائمة استخداماتها في الأغراض الزراعية والصناعية والمنزلية.

وقد تتراكم الملوثات بمياه الأنهار تبعاً لتعرية مواد التربة وذوبان المعادن والأملاح القابلة للذوبان فيها وبما ينصب فيها من مبيدات.

 

 طرح النفايات الصلبة الزراعية والحيوانية ونفايات المسالخ وإفرازات الحيوانات وجيفها وبقايا الأعلاف ومخلفات حصاد المحاصيل الزراعية في مياه الأنهار وبحيراتها، وما لذلك من أثر على تلوث الرواسب الفيضية ومياه الأنهار بها.

علماً بأنه يمكن الاستفادة من بعض هذه النفايات السابقة الذكر في صناعة الأعلاف والأسمدة العضوية والورق.

 

4- القايم بالتعدين في أحواض بعض الأنهار وجمع النفايات الناتجة على شكل أكوام هائلة من الرواسب المختلفة، وينجم عنها تدهور التربة في مناطق التعدين من ناحية، ونقل الملوثات الناتجة إلى بقية حوض النهر عن طريق حمل الروافد العليا للأنهار لها أو عن طريق تذريتها بفعل الرياح.

ومن ثم تلوث التربة الفيضية ومياه الأنهار والبحيرات بملوثات ضارة من هذه المواد. ويُلاحظ ذلك خاصة في مناطق تعدين الفوسفات والفحم والحديد، ومناطق المحاجر.

 

5- تجميع نفايات الإنشاءات العمرانية وأعمال البناء التي يقوم بها الإنسان بجوار المسطحات المائية النهرية والبحيرية وكذلك النفايات الناتجة عن عمليات مدّ الطرق، وانتقال هذه النفايات بصورة أو بأخرى إلى مياه الأنهار وبحيراتها وتلوث المياه بها.

 

وقد تبين أن بعض المياه المخزونة خلف بعض الخزانات المائية تتعرض لنسبة عالية من المواد الملوثة لها، ويتطلب الأمر ضرورة تنقيتها من الشوائب والأملاح الذائبة فيها وتعادل نسبة الحموضة فيها حتى تناسب الاستخدامات المنزلية.

وكثيراً ما يُعزى ارتفاع نسبة التلوث في مياه الخزانات إلى ما قد يتمثل في الرواسب المتجمّعة خلف الخزان من ملوثات طبيعية وغير طبيعية.

 

كما أن هناك بعض الملوثات يكثر تكوينها في الرواسب الدقيقة الحجم (الصلصال والغرين) وأخرى تنتشر في الرواسب الخشنة (الرمال).

ومن دراسة مجموعة الرواسب المتراكمة خلف حوائط الخزانات المائية في الولايات المتحدة الأمريكية تبين أن هذه الرواسب تتكون أساساً من الرمال خلف الخزانات الواقعة في المناطق المناخية شبه الجافة أو الجافة، ومن الطين والغرين خلف الخزانات الواقعة في المناطق المناخية الرطبة وشبه الرطبة كما يتضح من الجدول الآتي:

                  

      الخزانات في المناطق المناخية المختلفة

 مساحة التصريف المائي     (كم2)

           متوسط حجم حبيبات الرواسب ونسبها

الصلصال %

clay

الغرين %

silt

الرمال %

sand

المناطق الرطبة

  • خزان فرانكفورت
  • خزان لانكستر
  • بحيرة بركين
  • خزان بحيرة لي
  • خزان هاي بوينت
  • بحيرة مارينوكا
  • بحيرة أوزارك

 

المناطق شبه الرطبة:

  • بحيرة أردمور – اوكلاهوما
  • خزان موران – كانسس
  • بحيرة ميشن – كانسس
  • بحيرة هاريت – تكساس
  • بحيرة كليرمور – اوكلاهوما

 

المناطق شبه الجافة:

  • خزان ويلفريت – نبراسكا
  • خزان تونجي – وايومنج
  • خزان كانتون – اوكلاهوما

 

المناطق الجافة:

  • خزان كوتكوس
  • بحيرة ميد

 

10

23

23

132

163

360

36400

 

10

13

21

31

145

 

39

4524

32455

 

19110

436800

 

19

28

52

36

45

30

46

 

40

52

27

56

51

 

9

35

41

 

22

28

 

78

56

42

57

35

64

50

 

24

44

17

41

46

 

14

46

39

 

22

25

 

3

16

1

7

20

6

4

 

36

4

56

3

3

 

77

18

20

 

26

47

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى